
عواصم - «وكالات» : بعد مقتل جورج فلويد، وهو مواطن أمريكي أعزل من ذوي البشرة السمراء، على أيدي شرطي أبيض، أدلى جميع الاحياء من رؤساء الولايات المتحدة السابقين، بتصريحات تدين العنصرية المستمرة في البلاد.
وأصدر كل من جيمي كارتر وبيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما، بيانات تدين استمرار عدم المساواة والتمييز ضد ذوي البشرة السمراء في الولايات المتحدة.
وبدا الكثير منهم ينتقدون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشكل مباشر أو غير مباشر. وقد أدان ترامب مقتل فلويد في العديد من المرات، ولكنه تعرض لانتقادات بسبب عدم اتخاذه موقف ضد العنصرية، وإظهاره لتفهم غضب المواطنين من وحشية الشرطة ضد الأمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية.
وقال الرئيس الأسبق جيمي كارتر في بيان له الأربعاء، إنه يجب بذل المزيد لمعالجة نظام الشرطة والعدالة التمييزي العنصري، معرباً عن إدانته لـ «الفوارق الاقتصادية غير الأخلاقية بين ذوي البشرة البيضاء وذوي البشرة السمراء».
وقال كارتر: «نحن مسؤولون عن خلق عالم يسوده السلام والمساواة، من أجلنا ومن أجل الأجيال القادمة».
من ناحية أخرى، قال جورج دبليو بوش في بيان له الثلاثاء: «ما زال فشلاً ذريعاً أن يتعرض الكثير من الأمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية، ولا سيما شباب الأمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية، لمضايقات وتهديدات في بلدهم».
بينما أدلى باراك أوباما، وهو الرئيس الأمريكي الوحيد من ذوي أصول أفريقية، بالعديد من التصريحات منذ مقتل فلويد. وقال إن موجات الاحتجاجات تمثل «إحباطاً حقيقياً وشرعياً على مدى عقود، من الفشل في إصلاح ممارسات الشرطة ونظام العدالة الجنائية الأوسع نطاقاً».
في الوقت نفسه، وصف بيل كلينتون مقتل فلويد بأنه «الأحدث في سلسلة طويلة من المآسي والظلم، وتذكير مؤلم بأن عرق الشخص مازال يحدد كيف سيتم التعامل معه في كل جانب من جوانب الحياة الأمريكية تقريباً».
من جهته رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بيان أصدره وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس بشأن الاضطرابات الحالية التي تشهدها البلاد.
ووصف ترامب في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، ماتيس في وقت متأخر الأربعاء، بأنه «أكثر جنرال مبالغ في تقديره على مستوى العالم»، مدعياً أنه فصله من منصبه رغم أن ماتيس قدم استقالته علناً.
وقال ترامب: «طلبت منه خطاب استقالته، وسررت كثيراً بذلك»، وأضاف «لم أحب أسلوب قيادة (ماتيس) وكثيراً من الأمور الأخرى الخاصة به، ويتفق معي كثيرون، إنني مسرور لأنه رحل».
وكان ماتيس أصدر بياناً استثنائياً أمس، قال فيه إن نهج قيادة الرئيس دونالد ترامب هو المسؤول عن الاضطرابات الحالية في البلاد.
وقال في البيان الذي نشرته مجلة «ذا اتلانتيك» الأمريكية: «دونالد ترامب أول رئيس أراه في حياتي لا يحاول توحيد الأمريكيين- ولا يتظاهر حتى بأنه يحاول، وبدلاً من ذلك يحاول أن يبث الفُرْقَةَ بيننا».
وأضاف «نشهد تداعيات 3 أعوام من هذه الجهود المتعمدة، نشهد نتائج 3 أعوام من دون قيادة راشدة»، ودعا وزير الدفاع السابق المواطنين الأمريكيين إلى رفض أهل السلطة الذين يسخرون من دستور بلادنا، ومحاسبتهم.
من جانب آخر أفادت الشرطة البريطانية أمس الخميس، بأنها اعتقلت 13 شخصاً أثناء مظاهرات خرجت في لندن الأربعاء احتجاجاً على وفاة اللأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد في الولايات المتحدة.
وتجمع مئات الأشخاص أمس بوسط لندن بالقرب من البرلمان، حيث اشتبك متظاهران على الأقل مع عناصر من الشرطة قبالة البوابات الأمنية لداونينغ ستريت، الشارع الذي يقع فيه المقر الرسمي لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وبحسب ما جاء في الصور التي نشرتها شبكة «سكاي نيوز»، تعرض أحد رجال الشرطة للكم أثناء الاشتباكات، ودفعت الأحداث السلطات لتعزيز الأمن في منطقة داونينغ ستريت وقرب مقار الوزارات لاحتواء الحشود.
وتحولت العديد من المدن الأمريكية إلى مسرح للاحتجاجات منذ وفاة فلويد الأسبوع الماضي على يد شرطة مينيسوتا أثناء محاولة اعتقاله.
كما وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وفاة المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد ضابط شرطة بالولايات المتحدة، بـ «مروع» و «لا يغتفر»، لكنه أكد في نفس الوقت أن على الاحتجاجات يجب أن تكون سلمية.
وقال الزعيم المحافظ في مجلس العموم البريطاني الأربعاء: «أعتقد أن ما حدث في الولايات المتحدة كان مروعاً، ولا يغتفر، رأيناه جميعاً على شاشاتنا وأتفهم تماماً حق الناس في الاحتجاج على ما حدث».
واستطرد جونسون «إلا أنني أعتقد أيضاً أن على الاحتجاجات أن تكون سلمية وعقلانية».
ولا تزال الاحتجاجات على مقتل فلويد في الولايات المتحدة، أين فرض حظر التجول في 40 مدينة على الأقل، مستمرة بعد أكثر من أسبوع من وفاته مختنقاً بعد ضغط شرطي أبيض على رقبته أثناء محاولة اعتقاله للاشتباه في استخدامه ورقة مالية مزورة بقيمة 20 دولاراً في سوبر ماركت.
من جهة أخرى قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني إن وزير الدفاع مارك إسبر لا يزال في منصبه الأربعاء بعدما أثيرت تكهنات بأن الرئيس دونالد ترامب يريد إبعاده بسبب تصريحات له عن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
وقالت ماكيناني في إيجاز صحافي: «حتى الآن، الوزير إسبر لا يزال في منصبه وإذا فقد الرئيس ثقته فيه سنعلم جميعاً بهذا في المستقبل».
وفي وقت سابق من الأربعاء قال إسبر إنه «لا يدعم التذرع بقانون التمرد لنشر قوات عسكرية عاملة لإخماد الاضطرابات في الوقت الحالي».
كما قال إنه «لم يكن يعلم بإشراكه في الصورة ذات المغزى السياسي التي التقطت لترامب يوم الاثنين أمام كنيسة محترقة جزئياً في الجهة المقابلة للبيت الأبيض».
وقالت ماكيناني إن «المحتجين على مقتل جورج فلويد بيد الشرطة، أبعدوا من أمام الكنيسة التاريخية قبل أن يترجل ترامب وأعضاء إدارته وكبار مساعديه إلى هناك بمن فيهم هي شخصياً، لأن المدعي العام وليام بار، أمر بتوسيع نطاق دائرة تأمين البيت الأبيض في وقت سابق من ذلك اليوم».
وأضافت ماكيناني «كانت ساعة مبكرة من الظهيرة. لاحظ أن المكان لم يخل، أُعطي الأمر بإخلاء المكان، ونُفذ الأمر».
من جهتها أعلنت عضو مجلس الشيوخ الأمريكي إيمي كلوبوشار الأربعاء أن المدعي الذي يحقق في وفاة جورج فلويد في مينيابوليس أعاد توصيف الوقائع وسيوجه إلى الشرطي الذي جثا على عنق فلويد، تهمة جريمة قتل من الدرجة الثانية، واتهام الشرطيين الثلاثة الآخرين أيضاً.
وكتبت كلوبوشار على تويتر أن «مدعي عام مينيسوتا كيث اليسون سيشدد الاتهام ضد الشرطي ديريك شوفن في مقتل جورج فلويد إلى جريمة من الدرجة الثانية وسيوجه اتهامات أيضاً إلى الشرطيين الثلاثة الآخرين»، مؤكدةً «أنها خطوة مهمة أخرى للقضاء».
واتهم شوفن في الاسبوع الماضي، بارتكاب جريمة من الدرجة الثالثة.
من ناحية أخرى كشف تقرير تشريح طبي رسمي للأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، الذي لقي حتفه على أيدي قوات الشرطة في مدينة مينيابوليس الأمريكية، أنه كان مصاباً بكورونا عند وفاته.
وأشار التقرير، المؤلف من 20 صفحة، والذي صدر أمس الأربعاء بموافقة أسرة الضحية البالغ من العمر 46 عاماً، إلى أن الإصابة لم تكن سبباً في الوفاة.
ولفت التقرير إلى أن التشخيص كان معروفاً منذ الثالث من أبريل، وأن فلويد لم يكن «على الأرجح» لديه أعراض.
وكشف تشريح الجثة أن رئتي الضحية بدت صحية، وكان لديه بعض الضيق في شرايين القلب.
وكان تقرير سابق للطب الشرعي، تم نشره الإثنين الماضي، أظهر أن فلويد توفي نتيجة أزمة قلبية.
يذكر أن وفاة فلويد في الـ25 من مايو الماضي صنفت على أنها جريمة قتل.
وتوفي فلويد نتيجة إصابته بالاختناق تبعته نوبة قلبية بعدما ضغط شرطي بركبته على عنقه وهو مستلق على الأرض لمدة تسع دقائق تقريباً.
وكانت الشرطة ألقت القبض عليه بمدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، للاشتباه في دفعه ورقة نقدية مزيفة من فئة 20 دولاراً.