
عواصم - «وكالات» : صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، بأن الفلسطينيين لن ينتظروا إلى الأبد تحقيق السلام مع إسرائيل التي اتهمها بارتكاب جرائم حرب.
وقال عباس في كلمة بمناسبة الذكرى 72 ليوم النكبة الفلسطينية الذي يصادف 15 مايو(أيار) من كل عام «لقد مددنا أيدينا لسلام عادل وشامل على أساس قرارات الشرعية الدولية، ولا يزال يحدونا الأمل بتحقيق ذلك، لكننا لن ننتظر إلى الأبد، فلا شيء أغلى عندنا من فلسطين، ولا شيء أكرم عندنا من شعبنا وحقوقه الوطنية».
واتهم عباس إسرائيل بمواصلة «انتهاكاتها وارتكاب الجرائم الاستيطانية التي هي جرائم حرب بحسب القانون الدولي، وتنكرها للاتفاقيات الموقعة معها، والتخطيط بتشجيع من الإدارة الأمريكية، لضم أراضي دولة فلسطين المحتلة، وبخاصة في القدس الشرقية والأغوار».
وقال: «أمام ذلك فإننا سنعيد النظر في موقفنا من كل الاتفاقات والتفاهمات، سواء مع دولة الاحتلال أو مع الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وسوف نكون في حل من كل تلك الاتفاقات والتفاهمات إذا أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن ضم أي جزء من أراضينا المحتلة».
وأضاف: «سنحمل الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية كل ما يترتب على ذلك من آثار أو تداعيات خطيرة، وقد أَبلغنا ذلك لكل الجهات الدولية والإقليمية والعربية ذات الصلة».
في السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية: «إننا مقدمين على مرحلة في غاية الصعوبة، والقيادة ستعقد اجتماعاً مهماً يوم السبت المقبل لمواجهة قرار إسرائيل ضم أجزاء من الضفة وفرض السيادة الإسرائيلية عليها في حال إعلانه».
وأضاف اشتية في بيان أن الرئيس محمود عباس أرسل رسائل عدة إلى الرباعية الدولية والأوروبيين وروسيا، طالب فيها عقد مؤتمر دولي مستند إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي.
ومن المقرر أن يخصص اجتماع القيادة الفلسطينية لبحث خطة إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية بموجب برنامج الحكومة الجديدة المرتقب إعلانها غدا بعد اتفاق رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ومنافسه بيني غانتس.
من جهته حث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأربعاء، قادة إسرائيل على الأخذ في الاعتبار «جميع العناصر» المتعلقة بالضم الفعلي المقترح للضفة الغربية المحتلة حتى تتسق مع خطة واشنطن للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وقام بومبيو بزيارة لإسرائيل، الأربعاء، استغرقت يوماً واحداً تضمنت الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وشريكه في الائتلاف بيني غانتس.
وقال بومبيو لصحيفة هايوم الإسرائيلية إنهم ناقشوا قضية الضم «ولكن أيضاً العديد من القضايا الأخرى المتصلة بها (مثل) كيفية التعامل مع كل العناصر المتعلقة بالأمر وكيفية التأكد من أن تلك الخطوة اتخذت بشكل مناسب لتحقيق نتيجة تتسق مع رؤية السلام».
من جهة أخرى رفض وزيرا خارجية إسبانيا والأردن، أرانشا جونزاليز لايا وأيمن الصفدي، على الترتيب، خلال محادثة هاتفية الأربعاء ضم إسرائيل لأراض، داعيين لحل الدولتين، وفقاً لبيان صادر من عمان.
وأكدت الخارجية الأردنية في بيانها أن الوزيرين اتفقا على أن «أي» محاولة» لضم أراض من قبل إسرائيل تمثل «انتهاكاً» للقانون الدولي وأسس عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والموقعة في مدريد منذ ثلاثة عقود.
وبحسب البيان، فقد بحث الصفدي وجونزاليز سبل منع إسرائيل من مواصلة ضم أراض لها وتعهدا بالاستمرار في العمل للتوصل إلى حل الدولتين واحدة إسرائيلية والأخرى فلسطينية على حدود ما قبل 1967.
وأثنى الوزير الأردني على موقف إسبانيا والاتحاد الأوروبي في هذا الصدد، ضمن «الشرعية الدولية» ودعم مفاوضات السلام «المباشرة» بين أطراف النزاع، بحسب الخارجية.
بالمثل، تطرق المسئولان إلى التعاون الثنائي في ما يتعلق بمكافحة جائحة كورونا العالمية وتبعاتها، وكذا تعميق العلاقات بين البلدين.
من ناحية أخرى أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينية، مقاطعتهما للاجتماع المزمع عقده في رام الله السبت برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لمواجهة الخطط الإسرائيلية حول ضم الضفة.
وقالت حركة حماس إنها «لن تشارك في هذا اللقاء، وتؤكد جهوزيتها للمشاركة في كل لقاء جدي وقادر على إحداث التغيير المطلوب».
وأضافت، أنها «ترى أن مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي عبر لقاء في رام الله، لا تستطيع حركة حماس ولا فصائل المقاومة المشاركة الحقيقية فيه، هو ذر للرماد في العيون، وتضييع لوقت ثمين تتم فيه حياكة المؤامرة على الشعب الفلسطيني، وتكرار لتجارب ثبت فشلها».
من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها: إنها «تلقت دعوة مقدرة لحضور الاجتماع المزمع عقده في رام الله يوم السبت المقبل 16 مايو، تحت عنوان اجتماع القيادة».
وأضافت: «إذ نؤكد دعمنا لكل جهد بناء ومخلص لاستعادة الوحدة لمجابهة الاحتلال في كل مكان، فإننا نرى أن المدخل لتجسيد ذلك هو عقد اجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية وبحضور كل من الرئيس عباس والأمناء العامين للفصائل، لبحث المخاطر المحدقة بالقضية الوطنية والتصدي لصفقة ترامب».
وتابعت الحركة، أنه «يجب إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس جديدة تحقق الشراكة وتنهي الانقسام».
وكان مسؤول فلسطيني، كشف في وقت سابق أن القيادة الفلسطينية وجهت دعوات لممثلين عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي، من أجل المشاركة في اجتماع وطني بمدينة رام الله لمواجهة القرار الإسرائيلي بضم الضفة الغربية.