«وكالات» : استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة «جيب» من نوع «شيروكي» رباعية الدفع، تابعة لحزب الله، في منطقة جديدة يابوس، على الحدود اللبنانية من الجهة السورية.
الشخصية المستهدفة بالتأكيد لم تكن عادية، وخصوصاً أن طائرات المراقبة الإسرائيلية لم تتوقف منذ أسبوع عن متابعة أهداف عدة في بيروت والجنوب اللبناني، بعدما عرضت فيديو لأحد المسؤولين في حزب الله يتجول في منطقة الجولان مع ضباط سوريين.
المستهدف يدعى محمد نسر، هو أيضاً قيادي بحزب الله، وله موقع كبير في الحزب، وهو من قرية حسن نصر الله في الجنوب وهو قريب له، ويعمل مع جهاز الأمن التابع لحزب الله.
هل قتل محمد نسر؟ لا توجد إجابة مؤكدة حتى الآن، رغم أن مصادر ميدانية سورية نقلت معلومات عن مقتل أحد الأشخاص في السيارة المستهدفة.
أولاد شقيقه بالجيش الإسرائيلي
من هو محمد نسر؟ قصة هذا القيادي بحزب الله تختلف عن كثيرين من أعضاء هذه الميليشيات، البداية هي أنه ابن يهودية لبنانية من آل الصايغ لديها شقيقتين تعيشان في إسرائيل، أما الأهم هو شقيقه نسيم، والمسمى على اسم جده اليهودي، وفر من لبنان إلى إسرائيل عام 1991.
في إسرائيل حصل نسيم على الجنسية – لأن والدته يهودية - وتزوج مرتين وله من زواجه الأول صبياً في منتصف العشرينات من العمر، وابنتين في بدايات العشرينات من زوجته الثانية، والأولاد الثلاثة مجندين في الجيش الإسرائيلي، ويلتقون بوالدهم نسيم كل 4 أشهر في قبرص.
عام 2002 بدأت المشاكل تحول حول نسيم في إسرائيل بسبب متاجرته بالمخدرات، ألقي القبض عليه مرات عدة، وفي النهاية سجن بتهمة تجارة المخدرات، بعد حرب عام 2006 ومن السجن أعاد التواصل الهاتفي مع شقيقه محمد – القيادي بحزب الله – طالبه بالعمل لإطلاق سراحه مع من يطالب حزب الله بإطلاقهم.
محمد المقرب من نصرالله جرب طويلاً إقناع مجلس شورى الحزب بأهمية إعادة شقيقه من إسرائيل، ونجح بالتأكيد بذلك بدعم من زعيم الحزب حسن نصرالله، حيث تمت عملية التبادل في معبر رأس الناقورة الحدودي بين نسيم نسر وأشلاء لجندي إسرائيلي.
وصرح محمد نسر، قبل وصول شقيقه أنهما كانا يتواصلان هاتفياً، كان اتصل به قبل شهر وأبلغه أن <>سجانيه وضعوه في زنزانة انفرادية وحاولوا إقناعه بعدم العودة الى لبنان>>·
وذكرت وسائل الإعلام الاسرائيلية، أن الإفراج عنه جاء في إطار اتفاق لتبادل أسرى بين اسرائيل و«حزب الله»·
يومها عاد تاجر المخدرات إلى لبنان، وأجرى له حزب الله احتفالاً في الضاحية الجنوبية، تحدث فيه نصرالله من مخبئه، محاولاً إظهاره كبطل للتغطية على إخراجه بدلاً من آخرين أعضاء بحزب الله كانوا لا يزالون أسرى في إسرائيل.
هذه المرة نجا نسر من الموت أو جرح أو قتل؟ لا معلومات مؤكدة غير ما نقله المصدر الميداني السوري، عن مقتل أحد ركاب السيارة، ولكن ما لم يقله الإعلام قاله أحد الظرفاء في بيروت وهو أن الإسرائيليين لا يقتلون رجلاً والدته يهودية، وأولاد شقيقه الثلاثة «محاربون» في الجيش الإسرائيلي.