
عواصم - «وكالات» : أكد الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة، أن وقف إطار النار المتفق عليه الخميس بين روسيا وتركيا في محافظة إدلب يمكن أن «يعيد إطلاق عملية سياسية» في البلاد، التي تعاني من حرب منذ 2011.
وقال بيان للرئاسة السورية، إن «الاتفاقات التي تم التوصل إليها تصب في إطار الجهود الرامية إلى ضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها بالإضافة إلى أنها يمكن أن تساعد في تهيئة الأجواء لإعادة إطلاق العملية السياسية».
وجاء هذا التصريح للرئيس السوري في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أول رد فعل للنظام السوري بعد الإعلان عن وقف العدائيات.
وأعرب الأسد خلال الاتصال عن ارتياحه لما «أنجزته القيادة الروسية خلال اللقاء مع التركي في موسكو وما يمكن أن تحمله من انعكاسات إيجابية على الشعب السوري على مختلف الصعد بما في ذلك الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في حال التزام الجانب التركي بها.
ولم يسجل أمس أي قصف في إدلب عدا هجمات دورية في الساعات الأولى من وقف إطلاق النار.
ومنذ فبراير الماضي، هناك توتر متزايد بين تركيا وسوريا بسبب تبادل إطلاق نار بين الجانبين في إدلب.
كما قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال هاتفي الجمعة، أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين روسيا وتركيا في محادثات أمس من شأنها إرساء الاستقرار في محافظة إدلب السورية.
وتابع الكرملين في بيان، «أشاد بشار الأسد بنتيجة المحادثات بين زعيمي روسيا وتركيا وعبر عن امتنانه لرئيس روسيا لدعمه المعركة ضد الجماعات الإرهابية».
من جهة أخرى رحب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي الجمعة، بوقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه روسيا وتركيا في سوريا، بوصفه يظهر حسن نية، لكنه حض في نفس الوقت على إيصال المساعدات الإنسانية.
وقال جوزيب بوريل لدى وصوله لعقد محادثات مع وزراء الخارجية الأوروبيين في زغرب: «بالتأكيد أنا مسرور لوقف إطلاق النار، وقف إطلاق النار نبأ جيد. أقله أنه يظهر حسن نية لنرى كيف يسري».
وشدد على أن وقف إطلاق النار «شرط لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية لأهالي إدلب».
وأضاف متحدثاً عن الاتحاد الأوروبي، فقال يجب أن «نركز جهودنا على الجانب الإنساني».
وأعلن بوريل الخميس أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه إقامة منطقة أمنية في إدلب لأنه لا يملك «القوة الكافية» لفرض ذلك، ولأنه منقسم بسبب ذلك.
وقال: «يجب تحسين علاقاتنا بتركيا وروسيا. هناك أمور كثيرة علينا تحسينها ومناقشتها، ولهذا السبب نحن هنا».
من ناحية أخرى قُتل 3 جنود أتراك بعد انفجار سيارة مفخخة في حاجز ببلدة بريف الرقة الشمالي، الجمعة.
وقال قائد عسكري في الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا، إن «ثلاثة جنود أتراك على الاقل قُتلوا وأصيب آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدفت حاجزهم في قرية الدامشلية جنوب غرب بلدة تل الحمام بريف الرقة الشمالي التابع لمنطقة تل أبيض».
وينتشر الجيش التركي وفصائل المعارضة في مناطق تل أبيض، بريف الرقة الشمالي ورأس العين في محافظة الحسكة الغربي الشمالي، التي سيطرت عليها تركيا بعملية نبع السلام في بداية أكتوبر الماضي.
من جانب آخر قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 15 شخصا قتلوا الجمعة في اشتباكات بين القوات السورية ومسلحين متشددين في جنوب محافظة إدلب، وذلك بعد ساعات من سريان وقف لإطلاق النار الموقع بين روسيا وتركيا.
وذكر المرصد أن الاشتباكات دارت في منطقة جبل الزاوية.
وأضاف أن 6 من الجنود السوريين ومقاتلين متحالفين معهم قتلوا إلى جانب 9 من مقاتلي الحزب الإسلامي التركستاني، المدعوم من تركيا، وهو تنظيم المسلحين الإسلاميين الصينيين من أقلية الأويغور الذين يقاتلون إلى جانب فصائل إرهابية أخرى في سوريا.
من جهة أخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة، إن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة جرت بين مسلحين مجهولين، وعناصر من شعبة المخابرات الجوية التابعة للجيش السوري في بلدة الحراك بريف درعا، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وأكد المرصد، أن مجهولين أطلقوا النار على ثكنة تابعة للجيش السوري في مدينة طفس، فيما ردت قوات الجيش السوري على مصدر النيران.
وقال المرصد، إن أعداد الهجمات ومحاولات الاغتيال في درعا ارتفعت خلال الفترة الممتدة من يونيو الماضي وحتى يومنا هذا إلى أكثر من 330، فيما وصل عدد الذين قتلوا إثر تلك المحاولات خلال الفترة ذاتها إلى 217، بينهم مدنيون وعسكريون.
من ناحية أخرى ذكرت وكالة فارس للأنباء، أن فرهاد دبيريان العضو البارز في الحرس الثوري الإيراني قتل في سوريا أمس الجمعة، دون ذكر تفاصيل عن كيفية موته.
ووصفت الوكالة المقربة من الحرس الثوري دبيريان بأنه «أحد المدافعين عن مقام السيدة زينب» في العاصمة السورية دمشق، وأنه «تولى من قبل قيادة محور مدينة تدمر في الحرب على الإرهاب».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، إن قائداً كبيراً بالحرس الثوري الإيراني اغتيل في منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق.
من جهة أخرى عرقلت الولايات المتحدة الجمعة تبني مجلس الأمن الدولي إعلاناً يدعم الاتفاق الروسي التركي على وقف لاطلاق النار في محافظة إدلب السورية، بناء على طلب روسيا، حسبما ذكر دبلوماسيون بعد اجتماع مغلق.
وأفاد الدبلوماسيون، أنه عندما طلب السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا من شركائه الـ14 في مجلس الأمن تبني إعلان مشترك بشأن الاتفاق الروسي التركي، قالت واشنطن «إنه لأمر سابق لأوانه».