
برلين - «وكالات» : انطلقت في العاصمة الألمانية برلين، أمس، قمة تستهدف التوصل إلى حل سياسي للنزاع في ليبيا.
وتستضيف ألمانيا في القمة 11 دولة أخرى، هي: الولايات المتحدة، بريطانيا، روسيا، فرنسا، الصين، تركيا، إيطاليا، الإمارات، مصر، الجزائر والكونغو.
وبانطلاق القمة الدولية حول ليبيا في برلين، التي من المتوقع أن تشدد على ضرورة التمسك بوقف إطلاق النار، ووقف الاعتداءات على مرافئ النفط، وحصر سلاح الميليشيات ووقف التدخلات الأجنبية.
وبدأت القمة التي تجري برعاية الأمم المتحدة ومشاركة زعماء 11 دولة معنية بالنزاع الليبي بينها روسيا وتركيا اضافة الى منظمات دولية عدة،
وفي هذا السياق، أوضح شاهد عيان أن مسودة البيان الختامي ستتضمن 4 نقاط أساسية، ألا وهي: احترام حظر توريد الأسلحة، تعزيز وقف اطلاق النار الذي اتفق عليه في 12 من الشهر الجاري في موسكو، والعودة إلى العملية السياسية ورفض التدخلات الأجنبية التي تحول الصراع الداخلي في البلاد إلى صراع دولي.
كما شدد على أن تلك القمة أو المؤتمر لا يهدف إلى حل الأزمة الليبيبة كما أوضح المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة ، بل يمهد لمؤتمر أممي يعقد في جنيف قبل نهاية الشهر.
بالتزامن سربت مسودة للبيان الختامي لتلك القمة التي تشارك فيها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى مصر وإيطاليا وتركيا والجزائر والإمارات والكونغو، أمس، تدعو جميع الأطراف للامتناع عن الأعمال العدائية والتمسك بوقف إطلاق النار، فضلاً عن وقف الاعتداءات ضد المنشآت النفطية، بحسب ما أفادت وكالة رويترز في وقت سابق.
وتأتي تلك الدعوة بعد أن أغلق رجال قبائل كل المرافئ النفطية في شرق ليبيا، احتجاجاً على استعمال مواردها في تسليح الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس من قبل حكومة الوفاق، بحسب زعمهم.
يذكر أن التوقعات بشأن ما قد يصدر عن القمة لا تزال متواضعة، لا سيما في ظل تعنت العديد من الأطراف، وعلى رأسها تركيا، التي هدد رئيسها رجب طيب أردوغان أوروبا، السبت، في مقال نشر في مجلة بوليتيكو، إما بحماية ودعم حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج وإما الإرهاب. كما دعا أردوغان أوروبا إلى دعم ما تقوم به بلاده في ليبيا بتقديم دعم عسكري لحكومة السراج إن كانت تريد إنهاء الصراع الليبي.
وفي نفس السياق الذي يحاذر الإفراط في التفاؤل، رأى مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق، الأحد، أن الصراع في ليبيا بات يشبه الصراع السوري بشكل متزايد. وأضاف المسؤول للصحافيين المرافقين لوزير الخارجية مايك بومبيو عندما سئل عن فرص نجاح القمة "أعتقد أنها معقدة للغاية وكلٌ متشبث بموقفه، لذا فإن توقعاتي متواضعة".
من جهته، أقر المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة بصعوبة الوضع في البلاد التي مزقتها الحرب والفوضى منذ سنوات، إلا أنه أعرب عن أمله في تمديد هدنة طرابلس التي صمدت إلى حد كبير لمدة أسبوع على الرغم من إخفاق الجانبين (حكومة الوفاق والجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر) في توقيع اتفاق خلال محادثات في موسكو توسطت فيها روسيا وتركيا.
بدوره، أبدى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس تفاؤلا حذراً، فكما ألمانيا لا تتوقع بقية الدول المشاركة في المؤتمر حصول عجائب في هذا الملف الشائك.
من جهة أخري أكد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أن بلاده مستعدة للمشاركة في مهمة لمراقبة هدنة لوقف إطلاق النار في ليبيا.
وفي أعقاب محادثاته مع أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، في برلين، قال كونتي،أمس، إن بلاده مستعدة للمشاركة في هذه المهمة.
وأضاف كونتي: "نحن نأمل في التوصل مع نهاية مؤتمر برلين إلى قناعة مفادها بأن الحل العسكري لن يؤدي أبدا إلى حل نهائي".
كان كونتي وجوتيريس قد عقدا محادثاتهما قبل وقت قصير من انطلاق فعاليات مؤتمر ليبيا المنعقد حاليا في ديوان المستشارية الألمانية اليوم والمنتظر أن يسفر عن موقف دولي موحد من جهود إحلال السلام في ليبيا.
و انطلقت بالعاصمة الألمانية برلين، فعاليات مؤتمر "السلام في ليبيا"، بمشاركة دولية رفيعة، وسط مساعٍ لإيجاد حل دائم وشامل للأزمة.
وخلال الساعات الماضية تحول مقر المستشارية، بوسط برلين، إلى ساحة مفاوضات دولية رفيعة المستوى، للتوصل لاتفاق سلام في ليبيا، ينهي الحرب الدائرة على أراضيها ويدشن عملية سياسية شاملة.
ويهدف مؤتمر برلين إلى التزام جميع الأطراف المعنية بالحظر المفروض على تصدير الأسلحة لليبيا، الذي ينتهك بشكل صارخ، تمهيداً لفتح الطريق أمام حل سياسي، وفق تصريحات سابقة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وأضافت ميركل أن "استمرار دخول الأسلحة من شأنه أن يفاقم الأزمة في ليبيا"، معتبرة أن المؤتمر ليس النهاية، وإنما مجرد بداية لعملية سياسية تقودها الأمم المتحدة.
من جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إنه يأمل في أن تحقق قمة برلين بشأن ليبيا مزيدا من التقدم وأن تكون جهود موسكو من أجل السلام قد أثمرت نتائج أولية.
وقال بوتين قبل اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش القمة ”لم نفقد الأمل في استمرار الحوار وحل الصراع“.
وأضاف بوتين أن روسيا وتركيا اتخذتا ”خطوة جيدة جدا“ من خلال حث الأطراف الليبية على وقف القتال مشيرا إلى أن العمليات العسكرية الكبرى توقفت إثر ذلك هناك.
من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس خلال قمة في برلين إن القائد العسكري في شرق ليبيا خليفة حفتر يجب أن يتخلى عن موقفه العدواني ليمهد الطريق لعملية سياسية.
وأضاف أردوغان في تصريحات بثها التلفزيون التركي في بداية اجتماع له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ”لتنفيذ المراحل الأخرى من العملية السياسية والتوصل إلى حل يجب وضع حد للموقف العدواني لحفتر“.
ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، لحل شامل في ليبيا واتفاق عادل لسد النهضة.
وخلال لقاء عقده وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بمقر إقامته في العاصمة الألمانية برلين على هامش مؤتمر ليبيا، أكد الرئيس المصري أنه لا سبيل لتسوية الأزمة في ليبيا إلا من خلال حل شامل يتناول كافة أبعاد القضية من خلال مسارات واضحة ومحددة، سياسية وأمنية واقتصادية، مع صياغة آلية واضحة تحظى بالتوافق والإرادة لتنفيذ ما تتضمنه تلك المسارات من بنود.
من جانبه أعرب بومبيو عن تطلع الولايات المتحدة لتكثيف التنسيق المشترك مع مصر بشأن القضية الليبية، وذلك في ضوء الثقل السياسي المصري في محيطها الإقليمي، وخبرتها بالملف الليبي.
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أنه تم خلال اللقاء التطرق إلى ملف سد النهضة، حيث أعرب الرئيس السيسي عن التقدير لجهود الولايات المتحدة في رعاية المفاوضات الثلاثية، معربا عن التطلع لاستمرار الدور الأميركي في هذا السياق وصولاً إلى بلورة اتفاق شامل يحفظ حقوق مصر التاريخية في مياه النيل.
من جانبه، أكد بومبيو اهتمام وحرص الإدارة الأميركية على نجاح تلك المفاوضات للخروج بنتائج إيجابية وعادلة تحفظ حقوق مصر وكذلك جميع الأطراف.وذكر راضي أن السيسي أكد حرص مصر على تعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الولايات المتحدة، والتي من شأنها الحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، فيما أكد بومبيو التزام الإدارة الأميركية بتعزيز أطر التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات، ودعم بلاده لجهود مصر لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وكذلك مساعيها الحثيثة لتسوية الأزمات في المنطقة.