
بغداد - «وكالات» : أعلنت ميليشيا الحشد الشعبي، مساء الأحد، مقتل أبو علي الخزعلي، قيادي بارز في «كتائب حزب الله» العراقي، والمقرب من قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني، خلال الضربات الجوية الأمريكية، فمن هو أبو علي الخزعلي؟.
أبو علي الخزعلي هو مرتضى جبار غيلان سلمان الخزعلي، وفقاً للمعلومات المتوفرة عنه، يعد من أبرز قيادي ميليشيا حزب الله العراقي، وهو آمر الفوج الأول، ومعاون آمر لواء 45 في الحشد الشعبي.
ساهم «الخزعلي» في قتال داعش داخل العراق، كما لعب دوراً في تهجير سنة غرب العراق، وفق وسائل إعلام عربية .
وقاتل «الخزعلي» ضمن صفوف حزب الله في سوريا، واختير لقيادة فوج ضمن «اللواء 45» لحزب الله العراقي، لتثبيت الوجود الإيراني على الحدود العراقية السورية، كما أشرف على تخزين الأسلحة والصواريخ الإيرانية على الحدود.
وبحسب وسائل إعلام عربية وإيرانية، يعد «الخزعلي» من المقربين للجنرال الإيراني قاسم سليماني، وقتل أمس الأحد في الغارة الأمريكية على مواقع تابعة لميليشيا حزب الله العراقي، في منطقة القائم غرب الأنبار.
وشن الجيش الأمريكي غارات جوية استهدفت 5 منشآت لميليشيا «حزب الله العراقي» الموالية لإيران، بعد يومين من مقتل أمريكي في هجوم على قاعدة عسكرية عراقية في كركوك.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان، إن «الضربات الجوية نفذتها طائرات مسيرة، واستهدفت مواقع للميليشيا في العراق وموقعين في سوريا بينها مخازن أسلحة ومواقع للقيادة والسيطرة».
ومن جهته، أعرب السيناتور الأمريكي، ليندسي غراهام، عن سعادته بالقصف الأمريكي لميليشيات حزب الله في العراق، مضيفاً أَن اللغة الوحيدة التي تفهمها إيران هي القوة.
وقال في تغريدة له على حسابه في تويتر «سعيد للغاية لرؤية الضربة الأميركية ضد (وكلاء إيران / حزب الله)، رداً على الهجوم على القوات الأميركية في العراق.
وتابع «اللغة الوحيدة التي تفهمها إيران هي القوة»، مضيفاً: «إنني أقدر تقديرا كبيرا إدارة ترامب على محاسبة ملالي إيران على ممارستهم في العراق وسوريا».
وتأتي تلك الغارات رداً يؤكد أن الولايات المتحدة لن تقف صامتة أمام التهديدات الإيرانية للقوات الأمريكية في العراق.
وفي ذات السياق، أفاد مسؤول أمريكي، أن خطر الفصائل الموالية لإيران في العراق على الجنود الأميركيين بات أكبر من التهديد الذي يشكله تنظيم داعش، والذي نشرت واشنطن على إثره آلاف الجنود في البلاد لمساعدة بغداد على مواجهة التنظيم المتطرف بعدما سيطر على مناطق واسعة في 2014.
وبحسب وسائل إعلام عراقية، ارتفعت حصيلة قتلى الغارات الأمريكية على قواعد حزب الله العراقي إلى 25 بينهم 3 ضباط إيرانيين، كما أصيب 38 آخرون من عناصر الحشد الشعبي العراقي جراء القصف الأمريكي، كما توالت ردود الفعل السياسية في العراق، من قيادات وزعماء ميليشيات، للتضامن مع كتائب حزب الله، وسط مطالبات بالإسراع في إخراج القوات الأمريكية من العراق.
من ناحيته أبلغ رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي، في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، برفضه القصف الأمريكي لمواقع للحشد الشعبي العراقي، الأحد، حسب ما ذكرت وكالة بلومبرغ.
وكانت قوات أمريكية قد وجهت «ضربات دقيقة» ضد 5 منشآت تابعة لكتائب حزب الله العراقي في العراق وسوريا الأحد، لإعاقة قدرة الحزب على شن هجمات ضد قوات عملية «العزم التام»، حسب متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، في بيان.
وذكرت بلومبرغ أن القصف شمل 3 أهداف في العراق وهدفين في سوريا.
ونقلت الوكالة عن المتحدث أن «القصف جاء رداً على هجمات وقعت أخيراً ضد قوات التحالف».
واستهدف القصف منشآت تخزين الأسلحة، ومواقع سيطرة وقيادة.
وقال البنتاغون: «يجب أن تتوقف إيران وقوات كتائب حزب الله الموالية لها عن شن أي هجمات على القوات الأمريكية وقوات التحالف، واحترام سيادة العراق، لمنع أي إجراءات دفاعية إضافية من القوات الأمريكية».
وكان متعاقد أمريكي قد قتل أول أمس في هجوم صاروخي استهدف قاعدة عراقية.
كما سقطت أربعة صواريخ، مساء الأحد، قرب قاعدة تضم جنوداً أمريكيين على مسافة غير بعيدة من بغداد، وفق ما أفاد به مسؤول أمني.
جاء ذلك بعد غارات أمريكية على قواعد لكتائب حزب الله.
وقال المسؤول رافضاً كشف هويته، إن «أربعة صواريخ كاتيوشا سقطت مساءً في محيط قاعدة التاجي العسكرية العراقية شمال بغداد، والتي تضم جنوداً أمريكيين دون أن تسفر عن ضحايا».
من جانبه أعلن وزير الدفاع الأمريكي، الأحد، أن الضربات ضد قواعد ميليشيا «كتائب حزب الله» الموالية لإيران في العراق كانت ناجحة، ولم يستبعد أي خطوات أخرى «إذا لزم الإمر».
وقال مارك إسبر لصحافيين بعد غارات شنتها مقاتلات أمريكية من طراز أف 15 على 5 أهداف مرتبطة بحزب الله في غرب العراق وفي شرق سوريا، إن «الضربات كانت ناجحة»، وفق ما ذكرته قناة «الحرة».
وأضاف، «سنتخذ مزيداً من الإجراءات إذا لزم الأمر من أجل أن نعمل للدفاع عن النفس وردع الميليشيات أو إيران» من ارتكاب اعمال معادية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن «كبار مستشاري الأمن القومي الأمريكي أبلغوا الرئيس دونالد ترامب بالهجمات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على ما وصفه مسؤولون أمريكيون بجماعة ترعاها إيران في العراق وسوريا».
وأضاف بومبيو في تصريحات للصحافيين بعد إطلاع ترامب على الهجمات في بالم بيتش بولاية فلوريدا: «لن نتغاضى عن قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتصرفات تعرض الرجال والنساء الأمريكيين للخطر».
والجمعة الماضية، أسفر هجوم استهدف قاعدة «K1» التي يتواجد فيها جنود أميركيون في محافظة كركوك النفطية شمالي العراق، عن مقتل متعاقد أمريكي.
من جهته حذر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر فجر أمس الإثنين، من مخاطر زج العراق في الحرب بين إيران وأمريكا.
وقال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بعد قيام الطيران الأمريكي بقصف مواقع للحشد الشعبي في قضاء القائم أقصى غربي العراق: «لست مع تأجيج الحرب بين إيران وأمريكا، ولست مع زج العراق في هذه الحرب وجعله ساحة للصراع الإيراني-الأمريكي».
وأضاف «نحن بحاجة إلى وقفة جادة من كبار القوم لإبعاد العراق عن تلكم الحرب الضروس التي ستأكل الأخضر واليابس فتجعله ركاماً»، وتابع «نحن بحاجة إلى أن يرفع الشعب العراقي صوته مندداً بالحرب وبزج العراق بالحرب».
وأكد أن «لم يقف العراق وقفة واحدة وجادة فستكون تلك الحرب نهاية للعراق فيما لو دار رحاها»، وأردف قائلاً «نحن بحاجة للسلام والإعمار، والعراق غير مؤهل لدخول الحرب بل لا يريدها وأي طرف يزج العراق بالحرب سيكون عدواً للشعب».
من ناحية أخرى علق رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، الإثنين، على القصف الأمريكي لمواقع تابعة لميليشيات حزب الله المدعومة من إيران في العراق، والذي أسفر عن مقتل 25 وإصابة نحو 50 آخرين، مشدداً على أن تكون جميع القوات في العراق تحت إمرة القوات المسلحة.
وبحسب وكالة الأنباء العراقية (واع)، دعا الحلبوسي جميع الأطراف العراقية إلى ضبط النفس وعدم التصعيد لأي سبب، مؤكداً على ضرورة الالتزام بتوفير الحماية للبعثات الدبلوماسية وقوات التحالف الدولي التي تتواجد بالأراضي العراقية.
وقال في بيان، نشر صباح اليوم: «في الوقت الذي نطالب الجميع بضبط النفس، نجدد دعوتنا بأن تكون جميع القوات تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة».
وشن، مساء أمس الأحد، الجيش الأمريكي غارات جوية استهدفت 5 منشآت لميليشيا «حزب الله العراقي» الموالية لإيران، بعد يومين من مقتل أمريكي في هجوم على قاعدة عسكرية عراقية في كركوك.