
بغداد - «وكالات» : توقف الإنتاج في حقل الناصرية النفطي في جنوب العراق، السبت، بعد أن منع متظاهرون ضد الحكومة الوصول إليه، وفق ما علمت وكالة فرانس برس، من مصادر أمنية، وأخرى نفطية في المدينة.
وهي أول مرة يتوقف فيها الإنتاج في حقل نفطي في العراق منذ بداية التظاهرات غير المسبوقة المناهضة للحكومة في 1 أكتوبر الماضي.
ويصل إنتاج حقل الناصرية، حوالي 300 كيلومتراً جنوب بغداد، إلى 100 ألف برميل يومياً.
وتوقف الإنتاج، صباح السبت، بعد قطع متظاهرين الطرق المؤدية إلى الحقل النفطي مطالبين بوظائف، وفق ما أفادت مصادر في الشرطة.
وأكدت مصادر نفطية محلية توقف الإنتاج، فيما رأى خبراء أن ذلك لن يكون له تأثير كبير على الإنتاج والصادرات العراقية إذا لم يستمر طويلاً.
ولفت المسؤولون إلى أن المباني الإدارية للشركة المشغلة للحقل مغلقة منذ 50 يوماً في سياق حملة العصيان المدني التي تشل جزءاً كبيراً من جنوب العراق.
ويشهد العراق احتجاجات مناهضة للحكومة مستمرة منذ 3 أشهر، تتركز في العاصمة بغداد، ومدن جنوبية عدة.
والعراق هو خامس أكبر مصدر للنفط في العالم، ويصدر نحو 3.4 ملايين برميل يومياً من ميناء البصرة.
وتعتمد الحكومة العراقية بشكل كامل تقريباً على عائدات النفط التي تشكل 90% من ميزانية البلاد، فيما أشار محللون إلى أن أي ضربة للصادرات قد تكون «كارثية» على البلاد.
ورغم الثروة النفطية الهائلة، يعيش 1 من كل 5 في العراق تحت خط الفقر، وتبلغ نسبة البطالة بين الشباب 25 في المئة حسب البنك الدولي.
من جهة أخرى كشف مصدر نيابي في العراق، عن طرح كتلة «البناء»، التي تستحوذ حالياً على أكبر عدد من مقاعد البرلمان، اسم «توفيق الياسري» كمرشح لها لرئاسة الحكومة، ويأتي ذلك بعد رفض الشارع العراقي لمرشح الكتلة السابق أسعد عبد الأمير العيداني.
وأوضح النائب في تحالف البناء، أحمد الكناني، أمس الأحد، وفقاً لموقع «بغداد بوست»، أن تحالفه يمتلك الكثير من المرشحين لتولي منصب رئيس مجلس الوزراء الجديد.
وقال الكناني في تصريح له إن «مواصفتنا بشأن رئيس الوزراء لا تختلف عن الشارع، ولا يمكن الابقاء على حكومة عبد المهدي لأن الشارع فقد الثقة بها».
وأضاف أن «توفيق الياسري مطروح لرئاسة الوزراء مسبقا لكنه لم يحصل اتفاق عليه، «مؤكدا ان» الياسري يتمتع ببعض المواصفات المطلوبة لرئاسة الوزراء».
وتابع قائلاً أن «التواصل لم ينقطع بين قيادات البناء ورئيس الجمهورية، ولا توجد حرب بين البناء ورئيس الجمهورية وإنما اختلاف بوجهات النظر».
ومنذ أكتوبر، اجتاحت العراق مظاهرات يطالب فيها المحتجون، ومعظمهم من الشباب، بتغيير النظام السياسي الفاسد الذي أدى إلى معاناة معظم العراقيين في ظله من الفقر.
واستقال رئيس الوزراء السابق، عادل عبد المهدي، الشهر الماضي ولا يزال في منصبه من أجل تصريف الأعمال، بالرغم من استمرار الاحتجاجات.
من جانب آخر أفاد شهود عيان أمس الأحد، أن أحد عناصر الشرطة قتل وأصيب 4 متظاهرين بحالات اختناق جراء استنشاق الغازات المسيلة للدموع بعد مصادمات ليلية بين المتظاهرين والقوات الأمنية وسط مدينة كربلاء 118كم جنوبي بغداد.
وأبلغ الشهود وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): أن قوات الشرطة عثرت في وقت مبكر على جثة أحد عناصر الشرطة وعليها أثار رصاص حي قرب جسر الضريبة فيما أصيب 4 من المتظاهرين بحالات اختناق جراء استنشاق الغازات المسيلة للدموع بعد أن استخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع لتفريق المظاهرات الاحتجاجية وسط كربلاء الليلة الماضية».
وتجمع آلاف المتظاهرين في ساحة التربية للشهر الثالث على التوالي في إطار المظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها العراق منذ مطلع أكتوبر الماضي.
من جهة أخرى ذكر مصدر مطلع، أمس الأحد، أن محتجين عراقيين اقتحموا مبنى مديرية تربية الرصافة الثانية في العاصمة بغداد، وفق ما أورد موقع «السومرية نيوز» الإخباري.
وقال المصدر، إن محتجين اقتحموا، صباح اليوم، مبنى مديرية تربية الرصافة الثانية الكائن في شارع فلسطين، شرقي بغداد، مضيفاً أنهم أقدموا على تحطيم محتويات مبنى المديرية وإخراج الموظفين قسراً وبالاكراه.
ويواصل المتظاهرون في بغداد، ومحافظات وسط وجنوب العراق، احتجاجاتهم للشهر الثالث على التوالي رغم استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، مطالبين بحل البرلمان، ومحاكمة المتورطين بقتل المتظاهرين، وإجراء انتخابات مبكرة، فيما يدعو آخرون إلى تعطيل الدوام الرسمي في المدارس والجامعات ودوائر الدولة.
من ناحية أخرى نفى مصدر في السفارة الأمريكية بالعراق، أمس الأحد، ما تم تناقله يوم أمس عن زيارة، وصفت بـ»السرية» لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى البلاد، لاسيما قاعدة «عين الأسد» بشمال بغداد.
وقال المصدر لموقع «روسيا اليوم» الإلكتروني: «لم تكن هناك زيارة لبومبيو أمس للعراق، وما تحدثت عنه بعض وسائل الإعلام لم يكن صحيحاً. بومبيو وزير خارجية ويُمثل أعلى مؤسسة دبلوماسية، وأن زار العراق فسيزوره بشكل علني».
وكانت وسائل إعلام عراقية أفادت أمس السبت بأن وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو قد زار العراق بشكل سري يوم أمس.
من جهة أخرى كشفت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الانسان في العراق اليوم السبت عن اختطاف 68 متظاهراً منذ انطلاق المظاهرات الاحتجاجية في أكتوبر الماضي وحتى اليوم.
وذكر مصدر في مفوضية حقوق الإنسان في العراق، أن 166 شخصاً من المتظاهرين تم اختطافهم من ساحات الاحتجاج، أو غابوا عنها من دون أن يعرف مكان وجودهم حتى الآن.
وبدوره، قال عضو مجلس المفوضية، انس العزاوي، في تصريح صحافي ، إن «اجمالي عدد حالات الاختطاف في العراق في صفوف الناشطين والمتظاهرين منذ انطلاق المظاهرات الاحتجاجية في أكتوبر الماضي، وحتى الآن بلغ 68حالة اختطاف تم اطلاق سراح 12منهم فيما لايزال مصير 56مختطفاً مجهولاً وهي أرقام مثبتة لدى منظمة حقوق الانسان العراقية».
وأوضح أن «حالات الاغتيال في صفوف الناشطين والمتظاهرين بلغت 33حالة موزعة بواقع 15حالة قتل و13مصابل و7 حالات محاولات فاشلة».
وأكد العزاوي أن حالات الاختطاف والاغتيال تتم خارج ساحات التظاهر، والقوات الأمنية تواصل عمليات البحث عن الفاعلين .
ومن جانب آخر ، ذكر شهود عيان أن متظاهرا قتل الليلة الماضية برصاص القوات العراقية في اشتباكات ليلية بين القوات العراقية ومتظاهرين في ساحة الوثبة ببغداد.