
بغداد - «وكالات» : أغلق متظاهرون عراقيون غاضبون في البصرة طرقاً رئيسية وسط المحافظة، من ضمنها الشارع التجاري، احتجاجاً على ما وصفوه بالإصرار على ترشيح أسعد العيداني، محافظ البصرة الحالي، لمنصب رئيس الوزراء.
يأتي ذلك فيما ذكرت «وكالة أنباء العراق» أن ائتلاف النصر دعا لتشكيل حكومة مستقلة لقيادة مرحلة مؤقتة.
النائب محمد الخالدي، وبعد لقاء رئيس الجمهورية مع عدد من أعضاء مجلس النواب، أعلن أن الرئيس برهم صالح سيكلف العيداني، رسمياً رئيساً لمجلس الوزراء، ويدعوه لتشكيل حكومته خلال 30 يوماً من تاريخ التكليف.
وتشهد البصرة والمحافظات الجنوبية تظاهرات حاشدة وإضرابات بسبب عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين باختيار شخصية مستقلة لتشكيل الحكومة.
وقال مصدر إن الأجهزة الأمنية في البصرة رفعت حالة الإنذار في المحافظة إلى المستوى «ج» وحتى إشعار آخر، فيما أقدم العشرات من المحتجين في محافظة البصرة، على حرق إطارات في تقاطعات وشوارع المحافظة، رفضاً منهم لتكليف العيداني بتشكيل الحكومة.
كما شهدت كربلاء تظاهرات حاشدة ضد مرشح الأحزاب أسعد العيداني لمنصب رئاسة الوزراء، وأفاد ناشطون مدنيون في المحافظة بإطلاق مسلحين مجهولين الرصاص ضد المتظاهرين في ساحات الاعتصامات، وبوقوع مواجهات واعتداءات على المحال التجارية.
وأضاف الناشطون أن قوات مكافحة الشغب تدخلت لفض المواجهات وألقت القبض على عدد من المسلحين، فيما لاذ آخرون بالفرار إلى جهة مجهولة.
وفي بغداد، نددت تنسيقيات الحراك في التحرير بتحركات الأحزاب وإصرارها على فرض ترشيح أسعد العيداني لمنصب رئاسة الوزراء.
وكان رئيس الجمهورية، برهم صالح، تسلم من «تحالف البناء» كتاباً رسمياً بترشيح العيداني لمنصب رئيس الوزراء، لكنه لم يكلف العيداني بتشكيل الحكومة حتى الساعة.
وبحسب المصادر، فإن الرئيس سيأخذ برأي بعض الكتل حول ترشيح العيداني، وكذلك رأي الشارع من خلال المتظاهرين قبل تكليفه.
وأسعد العيداني هو ثالث مرشح لرئاسة الوزراء ترفضه ساحات الاعتصام، بعد محمد شياع السوداني وقصي السهيل.
محتجو ساحة التحرير رفضوا تكليف العيداني وردّدوا شعارات رافضة لتولي العيداني المنصب ولوحوا بالتصعيد في حال تكليفه.
رفض تكليف العيداني امتد لساحات التظاهر جنوب العراق، حيث شدد المتظاهرون على أن المنصب للشخصيات غير السياسية فقط.
من جانبه، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في تغريدة على موقعه في «تويتر»، دعا إلى إبعاد الفاسدين عن الحكم في العراق، موجها خطابه إلى السياسيين الشيعة والسنة بالقول: «أبعدوا الفاسدين عن الحكم وكفاكم تمسكاً بالسلطة ومغانمها على حساب ظلم الشعب بسبب المال الزائل».
يأتي هذا فيما أعلنت «كتلة سائرون» بقيادة الصدر أنها لن تشارك في أي اجتماع يتعلق باختيار رئيس الوزراء الجديد.
كما قام عدد من المحتجين العراقيين بحرق إطارات وسط محافظة البصرة، كما ذكر موقع «السومرية نيوز»، اليوم الأربعاء.
وذكر شهود أن المحتجين قاموا بحرق الإطارات ووضعها أمام الطرقات بهدف إغلاقها، ضمن الاحتجاجات المستمرة منذ أكتوبر ضد الفساد.
من جهته دعا نائب في تحالف سائرون المقرب من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الرئيس العراقي برهم صالح إلى تحمل المسؤولية بتسمية مرشح لتشكيل الحكومة الجديدة تلبي مطالب المتظاهرين.
وقال النائب جواد حمدان لصحيفة «الصباح» الخميس: «على الرئيس العراقي برهم صالح تحمل المسؤولية الوطنية الكبيرة في تسمية الشخصية المناسبة للمـنـصب بعيداً عن ضغوطات الكتل السياسية على أن تنطبق عليها مواصفات تلبي مطالب المتظاهرين والشعب».
وشدد عـلـى ضرورة «الـتزام الكتل السياسية بتسمية شخصية تنطبق عليها المـواصفات الجماهيرية، وأن تلتزم بتحقيق مطالب المتظـاهـرين» وأن «تحالف سائرون أكد مراراً أنه مع تسمية رئيس وزراء يحقق مطالب المتظاهرين، ولا يخضع لأي سلطة حزبية أو سياسية، وأن يكون ترشيحه نابعاً من الشعب ومن رحم مطالب المتظاهرين».
وأضـاف حمدان «هناك اتـجاهات في تسمية معينة مـن بينها تجـمع لعدد من النواب بشكل منفرد بعيداً عــن كتلهم لترشيح شخصية معينة، ومسار آخر هو مشاورات رؤساء الكتل السياسية لترشيح شخصية مناسبة».
من ناحية أخرى أفاد مصدر أمني عراقي بسقوط ضحايا نتيجة انفجار دراجة مفخخة شرقي بغداد، ضمن سلسلة تفجيرات هزت العاصمة العراقية مساء الأربعاء.
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، لقناة «الحرة»، إن «انفجار الدراجة وقع في منطقة البلديات شرقي بغداد»، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وكانت بغداد شهدت في وقت سابق، الأربعاء، عدة انفجارات بعبوات ناسفة ودراجات مفخخة وقعت في مناطق الشعب والأمين والمعالف وأدت إلى إصابة عدد من المواطنين.
وفي التاسع من الشهر الحالي أصيب 6جنود عراقيين بجروح إثر سقوط 4 صواريخ على قاعدة عسكرية في محيط مطار بغداد الدولي وتضم أيضاً جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين.
من جهة أخرى أفاد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين العراقية مساء الأربعاء، بمقتل ثلاثة من عناصر ميليشيا الحشد الشعبي وإصابة أربعة آخرين، في هجوم شنه عناصر داعش جنوب شرقي سامراء، شمال بغداد.
وقال العقيد محمد خليل البازي من قيادة شرطة محافظة صلاح الدين، إن «ثلاثة من عناصر الحشد الشعبي قتلوا مساء اليوم وأصيب أربعة آخرون في هجوم شنه عناصر داعش على نقطة مرابطة تابعة للحشد الشعبي في منطقة السيفونة التابعة لناحية المعتصم جنوب شرقي سامراء، موضحاً أن المهاجمين فروا بعد تبادل لإطلاق النار مع النقاط القريبة فيما جرى تعزيز القوات المتواجدة في القاطع بقوات أخرى تحسباً لهجمات جديدة».
وما زالت مناطق شمال العاصمة العراقية بغداد تشهد نشاطاً لعناصر داعش الذين ينفذون هجمات مسلحة وعمليات خطف واغتيال وتفجيرات ضد القوات الأمنية والمدنيين، على الرغم من إعلان الحكومة العراقية الانتصار على تنظيم داعش عسكرياً نهاية عام 2017.
من جانب آخر كشفت وزارة العدل العراقية قرب افتتاح سجن بغداد المركزي، أبو غريب سابقاً بعد إعادة تأهيله، وزيادة طاقته الاستيعابية، وتطويره.
ونقلت صحيفة «الصباح» أمس الخميس، عن المتحدث باسم وزارة العدل ثائر الجبوري، أن «هدف دائرة الإصلاح العراقية المعنية بالسجون، هو تحويل النزلاء إلى نافعين لمجتمعاتهم».
ونبه إلى أن «البلاد لم تسجل أي انتهاك لحقوق الإنسان منذ أعوام عدة، وذلك بشهادة من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر».
ولفت إلى أن دائرة الإصلاح بصدد افتتاح سجن بغداد المركزي أبو غريب سابقا، في أقرب وقت ممكن بما يسهم في خفض أعداد النزلاء بالأقسام الإصلاحية الأخرى.
تجدر الإشارة إلى أن هذا السجن يبعد 32 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد.
واشتهر أبو غريب بعد الغزو الأمريكي للعراق لاستخدامه من قبل قوات التحالف وإساءة معاملة السجناء فيه، بعد تسرب صور تبين المعاملة المريعة التي تعرض لها السجناء داخل السجن.
وفي 2014 أعلنت وزارة العدل العراقية، إغلاق السجن لأسباب أمنية.