
واشنطن - «وكالات» : نشرت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، الأربعاء، اللقطات المصورة الأولى للغارة التي نفذتها قوات خاصة في مطلع الأسبوع بسوريا، وأفضت إلى مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، وحذرت من أن التنظيم المتشدد قد يحاول شن «هجوم انتقامي».
وأظهرت اللقطات، التي رفع عنها السرية وصُورت من الجو وكانت غير ملونة، قوات العمليات الخاصة الأمريكية وهي تطبق على المجمع وطائرة أمريكية تطلق النار على متشددين في مكان قريب.
وفي أكثر لقطات التسجيل إثارة ظهر عامود من الدخان الأسود يتصاعد في السماء بعدما سوت قنابل الجيش الأمريكي مجمع البغدادي بالأرض.
وقال الجنرال بمشاة البحرية كينيث مكنزي قائد القيادة المركزية التي تشرف على القوات الأمريكية بالشرق الأوسط «بدا (المجمع) كساحة لانتظار السيارات بها حفر كبيرة».
وأضاف مكنزي في إفادة لصحفيي البنتاغون إن «فكرة تدمير المجمع ترجع لأسباب منها «ضمان ألا يكون ضريحاً أو أي شيء يمكن تذكره بأي طريقة... بات مجرد قطعة أرض أخرى».
وقتل البغدادي، وهو جهادي عراقي أعلن نفسه «خليفة» للمسلمين وزعيماً لتنظيم، بعد أن فجر نفسه بحزام ناسف لدى فراره إلى نفق مسدود مع تضييق القوات الأمريكية الخناق عليه.
وقال مكنزي إنه «أخذ طفلين صغيرين معه إلى النفق وليس 3 مثلما أشارت تقديرات الحكومة الأمريكية».
وأضاف أن من المعتقد بأن كلا الطلفين دون 12 عاماً وكلاهما قتل.
وصور البغدادي بأنه كان معزولاً في مجمعه السوري الذي يبعد نحو 7 كيلومترات من الحدود التركية، قائلاً إن «مقاتلين من جماعات متشددة أخرى قريبة ربما لم يكونوا حتى يعرفون أنه كان هناك».
وأشار مكنزي إلى أنه من غير المحتمل أن البغدادي كان يستخدم الإنترنت أو له اتصالات بالعالم الخارجي عبر المنصات الرقمية.
وقال: «أعتقد أنه (كان يستخدم) ربما نظام مراسلة عبر وضع شيء على قرص مرن أو غيره من الوسائل الإلكترونية البسيطة ويقوم شخص ما بنقلها إلى مكان ما».
وأفاد مكنزي بأن تنظيم داعش ستحاول على الأرجح شن هجوم انتقامي.
وأضاف «نشتبه بأنهم سيحاولون القيام بشكل ما من أشكال الهجمات الانتقامية. ونحن مستعدون تماماً لذلك».
ولم يؤيد مكنزي رواية ترامب المثيرة عن اللحظات الأخيرة في حياة البغدادي أو يدحضها.
وقال ترامب في خطاب تلفزيوني للأمة يوم الأحد إن البغدادي: «مات جباناً... يبكي ويئن ويصرخ».
وعند سؤاله عن رواية ترامب قال مكنزي: «فيما يتعلق باللحظات الأخيرة في حياة البغدادي ما يمكنني أن أقوله لكم هو إنه زحف إلى سرداب مع طفلين صغيرين وفجر نفسه فيما بقي أتباعه على الأرض».
ومضى يقول: «وعليه يمكنكم استنتاج نوع الشخصية بناء على هذا التصرف... ليس بوسعي تأكيد أي شيء آخر بخصوص الثواني الأخيرة في عمره. لا يمكنني تماما تأكيد تلك الرواية أو غيرها».
وكان الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي، أحجم هو الآخر يوم الإثنين عن تأكيد رواية ترامب قائلاً إنه «يتصور أن ترامب حصل على تلك المعلومات من خلال حديثه المباشر مع أفراد وحدة العمليات الخاصة التي نفذت العملية».
وقال مكنزي إن «ميلي لم يتحدث بعد معهم».
وألمح مكنزي إلى أن الجيش الأمريكي حصل على قدر كبير من المعلومات عن أنشطة تنظيم داعش أثناء الهجوم.
وقال: «بينما كانت قوة الهجوم تنتشل الأشلاء أخذوا كذلك كل ما عثروا عليه من وثائق أو معدات إلكترونية، وهو ما كان ذو أهمية كبيرة».
وأحجم عن تقديم تفاصيل أخرى.
وأوضح مكنزي أن التوغل التركي في سوريا هذا الشهر وانسحاب القوات الأمريكية من منطقة الحدود لم يكن من العوامل التي حددت موعد الهجوم.
لكن مكنزي أشار إلى مجموعة من العوامل الأخرى من بينها مستوى ضوء القمر.
وقال: «هاجمنا لأن الوقت كان مناسباً لأن نهاجم في ضوء اكتمال معلومات المخابرات وعوامل أخرى تؤثر على دخول قوة الهجوم وخروجها».
من ناحية أخرى كرم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأربعاء، الكلب الذي شارك في عملية قتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي.
ونشر ترامب، عبر حسابه على موقع «تويتر» صورة للكلب الذي وصفه الرئيس الأمريكي، بالموهوب، الذي كان ضمن الفرقة التي قتلت البغدادي.
وعلق ترامب على صورته، وهو يمنح الكلب قلادة تكريم، بكلمتين فقط، قال فيها: «بطل أمريكي».
وكان الجيش الأمريكي قد رفض الكشف عن اسم كلب أصيب في الغارة التي نفذتها القوات الأمريكية الخاصة على المجمع الذي كان يقيم فيه البغدادي في سوريا وانتهت بمقتله.
وورد أن الكلب أصيب بجروح طفيفة بعد أن شارك في العملية السبت الماضي، وفقاً لوريترز.
وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالكلب في الخطاب الذي وصف فيه، الأحد، وقائع الغارة، وقال إن الكلب «دخل النفق» الذي قتل فيه البغدادي نفسه بحزام ناسف، ووصف الرئيس الأمريكي الكلب بأنه «جميل ولطيف وموهوب».
ويذكر أن الصحافي العسكري في صحيفة «نيوز ويك» الأمريكية، جيمس لابورتا، كشف عن اسم الكلب، قائلاً: إنه «علم من عدة مصادر في البنتاغون الأمريكي أن الكلب يدعى «كونان»، وهو من فصيلة مالينو البلجيكية.