العدد 3503 Friday 25, October 2019
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
التحسن الاقتصادي شهادة جدارة للمبارك وحكومته «التربية»: إعادة التحاق بطيئي التعلم بـ «التطبيقي» الرئيس اللبناني: تغيير النظام لا يتم في الساحات الأمير تلقى رسالتي تهنئة من الرئيس الجزائري ورئيس الصليب الأحمر بسلامة العودة العاهل البحريني يشيد بمساعي أمير البلاد لدعم مسيرة العمل العربي المشترك الغانم عزى نظيره المصري بضحايا السيول والفيضانات فليطح: ليبدأ الجميع من حيث انتهى البولينغ «الجمباز» يبدأ مشوار التحدي العربي اليوم 4 ذهبيات لرماية الكويت في «خليجية السيدات» أبو الغيط للحريري: الجامعة تدعم جهود حل الأزمة اللبنانية السعودية : إعفاء العساف وتعيين الأمير فيصل بن فرحان وزيراً للخارجية عبدالمهدي: القوات الأمريكية غير مسموح لها البقاء في العراق الروضان : تقدم الكويت في مؤشر «الأعمال» يعكس الرؤية الحكيمة للقيادة السياسية المؤشرات تختتم جلسات الأسبوع باللون الأخضر منتدى تعزيز مبادرة «الحزام والطريق» ينطلق بمشاركة كويتية الأنصاري: 21 فيلما بمهرجان الكويت السينمائي الثالث الأحد المقبل ناصر القصبي: المسرح السعودي تم تغييبه لسنوات «دراهم» فيلم اجتماعي يطرح قضية المال وأثره على المجتمع

دولي

أبو الغيط للحريري: الجامعة تدعم جهود حل الأزمة اللبنانية

بيروت - «وكالات» : أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية اتصالاً هاتفيًا مع دولة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري تناول فيه التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية.
وأكد أبو الغيط خلال الاتصال على حرص الجامعة العربية على استقرار لبنان والحفاظ على السلم الأهلي فيه، معرباً عن تمنياته الدائمة للبنان وشعبه بكل الخير.
وأوضح الأمين العام أنه بموجب قرارات الجامعة بشأن لبنان، فإن الجامعة تقف دائماً على استعداد لدعم أية جهود ترمي إلى علاج المشكلات الاقتصادية وتحسين الأوضاع المعيشية ومعالجة المشاكل المزمنة التي تواجهها الدولة بما يلبي التطلعات المشروعة للشعب اللبناني في تحقيق التنمية والرفاهية، ويحفظ للبنان أمنه واستقراره.
من جهة أخرى قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية، إن الشعب اللبناني «غاضب بحق» من حكومته لرفضها معالجة الفساد، وأن الاحتجاجات تعكس مطالب اللبنانيين باتخاذ إجراء، مضيفاً أن واشنطن تدعم حقهم في التظاهر السلمي.
واجتاحت لبنان مظاهرات غير مسبوقة، أصابت البلاد بالشلل على مدى أسبوع، احتجاجاً على سياسيين يعتبرونهم مسؤولين عن الفساد والهدر في دولة مثقلة بالديون، وتئن تحت وطأة أزمة اقتصادية.
من ناحية أخرى افترش آلاف اللبنانيين الشوارع الأربعاء، وهم يلوحون بالأعلام ويرددون شعارات «سلمية سلمية»، رداً على محاولة وحدات من الجيش تنفيذ أوامر بفتح الطرق المغلقة في اليوم السابع من حراك شعبي غير مسبوق يطالب برحيل الطبقة السياسية.
وبدت الحكومة، رغم إقرارها رزمة إصلاحات «جذرية» غير مسبوقة، عاجزة عن احتواء غضب الشارع المتصاعد، والمتمسك بمطلب رحيل السلطة بدءاً من إسقاط الحكومة.
ونفّذ الجيش انتشاراً غير مسبوق منذ انطلاق التظاهرات ضد الطبقة السياسية، لفتح الطرق الرئيسية في مختلف المناطق بالقوة، تنفيذاً لما وصفه مصدر عسكري لفرانس برس بـ»قرار لفتح الطرق العامة وتسهيل تنقل المواطنين».
واصطدمت محاولاته شمال بيروت برفض مطلق من المتظاهرين الذين افترشوا الطرق ورددوا النشيد الوطني اللبناني، وتضاعفت أعدادهم تدريجياً رغم تساقط المطر خصوصاً في محلتي الزوق وجل الديب شمال شرق بيروت. وأفاد شهود عن حالة من الهرج والمرج وتدافع وصل إلى حدّ تعرض متظاهرين للضرب.
ورغم ذلك، ردّد المتظاهرون «ثورة ثورة» موجهين التحية للجيش وقدموا لهم الورود، ورددوا النشيد الوطني. وبدا جنود عاجزين إزاء هذا المشهد وذرف بعضهم الدموع تأثراً.
وقال إيلي صفير (35 عاماً) أحد المتظاهرين في محلة الزوق: «رأينا دموع الجنود وهم يقفون أمامنا، هم ينفذون الأوامر وليسوا سعداء لإقدامهم على تفريق المتظاهرين».
ويعد الجيش من المؤسسات الرسمية القليلة التي تحظى بإجماع شعبي في البلد الصغير الذي تثقل الانقسامات السياسية والفساد والهدر كاهله.
وأكد إيلي بإصرار «نحن باقون هنا من أجل تحقيق مطلب الشعب الوحيد وهو تغيير النظام. نريد أن نبدأ في هذا البلد بصفحة جديدة».
وبعد أكثر من ست ساعات، انسحبت وحدات الجيش ليلاً من الزوق وجل الديب، وأبقت عناصر حماية. واستقبل المتظاهرون ذلك بالتصفيق والتحية.
وقال أحد المتظاهرين للمؤسسة اللبنانية للإرسال «لا نريد خروج الجيش من الشارع، بل نريده أن ينزل معنا».
وكان الحريري أكد في بيان «ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار والحرص على فتح الطرق وتأمين انتقال المواطنين بين كافة المناطق».
ويشهد لبنان منذ ليل الخميس تظاهرات حاشدة غير مسبوقة على خلفية قضايا معيشية ومطلبية، يشارك فيه عشرات الآلاف من المواطنين من مختلف الأعمار من شمال البلاد حتى جنوبها مروراً ببيروت.
وبدأ المتظاهرون في وقت مبكر الأربعاء عملية قطع الطرق الرئيسية وحتى الداخلية في محاولة لمنع السكان من الالتحاق بمراكز عملهم، بينما أبقت الجامعات والمدارس والمصارف أبوابها مقفلة الأربعاء.
وقال حسن (27 عاماً) وهو موظف في محل لبيع الهواتف الخلوية في بيروت، فيما كان متظاهرون يقطعون الطريق بأجسادهم «الناس ما عادوا يخافون، وهذا التحرك كسر حاجز الخوف لديها».
وشدد ميشال خيرالله (28 عاماً)، وهو موظف في ناد ليلي، على أن «إقفال الطرق هو وسيلة ضغط حتى تتحقق مطالبنا»، موضحاً «أنا أيضاً لم أتوجه إلى عملي منذ أيام ولا أعرف كيف سأدفع ايجار منزلي، لكنني رغم ذلك أشعر بأمل كبير في ما نقوم به».
وفي مدينة النبطية جنوباً، عملت شرطة البلدية على تفريق المتظاهرين بالقوة من ساحة وسط المدينة، وتعرضت لهم بالضرب، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو، في اعتداء أوقع عدداً من الجرحى وفق الوكالة الوطنية للاعلام.
وقال شاهد إن عناصر الشرطة مدعومين بأنصار حزب الله وحركة أمل، اللذين يحظيان بنفوذ في المدينة، شاركوا في الهجوم. وانتهى الاشكال بانتقال المتظاهرين ضد السلطة الى قرية مجاورة.
ووجّه متظاهرون في مدينة صور جنوباً وطرابلس شمالاً التحية لأهالي النبطية، حيث كانت مكاتب لنواب من الحزبين تعرّضت لاعتداءات سابقاً.
واندلعت هذه التحركات الأولى من نوعها في لبنان بعد إعلان الحكومة الخميس فرض رسم مالي على الاتصالات المجانية عبر تطبيقات الهاتف الخلوي، سرعان ما تراجعت عنه.
وفي بلد تتقاسم فيه الطوائف المناصب وتعدّ الوراثة السياسية أمراً شائعاً داخل العائلات والأحزاب، والمحسوبيات معياراً للتوظيف، بدا الحراك جامعاً بشكل نادر، ولم يستثن منطقة أو حزباً أو طائفة.
وعلى غرار كثيرين، أكدت عبير (27 عاما) أن مطالب المتظاهرين «لا تخصهم وحدهم»، مضيفة «نحن أيضاً نريد اطعام عائلاتنا ودفع ايجارات منازلنا والفواتير المرتفعة».
وفشلت الحكومات المتعاقبة منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990) في القيام بإصلاحات بنيوية وتأهيل المرافق العامة وتحسين الخدمات والبنى التحتية. ويجد اللبناني نفسه مضطراً لأن يدفع كلفة الخدمات الأساسية مضاعفة.
دعوة مسيحية
وفي موقف لافت، طالب البطريرك الماروني بشارة الراعي، بعد اجتماع استثنائي لمجلس البطاركة والأساقفة في لبنان، «السلطة لاتخاذ خطوات جدية وشجاعة لاخراج البلاد مما هي فيه».
ودعا الراعي الرئيس اللبناني ميشال عون، إلى «بدء مشاورات مع القادة السياسيين ورؤساء الطوائف لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن مطالب الشعب».
ولم تلق الإجراءات الاصلاحية التي أقرتها حكومة الرئيس سعد الحريري على عجل الإثنين صدى لدى المتظاهرين الذين يؤكدون أنهم فقدوا «الثقة» بالطبقة السياسية التي يأخذون عليها فسادها ونهبها لمقدرات الدولة وسوء إدارتها للبلاد وأزماته الاقتصادية.
وتتضمن اقرار موازنة العام 2020 مع عجز نسبته 0,6 في المئة، ومساهمة القطاع المصرفي والمصرف المركزي بخفض العجز بقيمة تتجاوز خمسة آلاف مليار ليرة (3,3 مليارات دولار) خلال العام 2020، وخفض رواتب الرؤساء والوزراء والنواب الحاليين والسابقين بنسبة 50 في المئة.
وفي خطوة نادرة في لبنان، ادعى القضاء اللبناني الأربعاء على رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي وابنه وشقيقه وعلى بنك عودة بتهمة «الإثراء غير المشروع»، وفق ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، في تدبير يأتي بعد تعهد الحكومة في خطتها الإصلاحية بمحاربة الفساد ووضع قانون لاستعادة الأموال المنهوبة.
ونفى ميقاتي، وهو من أكبر أثرياء لبنان هذه الاتهامات، وأعرب عن تفاجئه بالقرار وتوقيته، مؤكداً أنه «تحت سقف القانون» ومستعد لرفع السرية المصرفية عن حساباته.
كما نفى مصرف عودة أي علاقة له بعمليات إثراء غير مشروع.
ويرى محللون أن مستقبل التظاهرات في البلاد ليس واضحاً بعد، خصوصاً في غياب ممثلين للحراك الشعبي.
ويقول المتظاهر ميشال خيرالله في بيروت «الحراك بالتأكيد قادر على افراز قادة جدد. ثمة سياسيون أكفاء ليسوا في الحكم وشباب لديهم الكفاءة اللازمة ينتظرون أن يُعطى لهم المجال».
من جهة أخرى تطالب نينا صباح، مثل أغلب الشبان المحتجين الذين تدفقوا على شوارع لبنان للتعبير عن غضبهم من البطالة وعدم المساواة، بأكثر من إصلاحات أعلنتها الحكومة على عجل حتى تترك الشارع وتعود إلى منزلها.
تريد نينا إنهاء نظام سياسي تقول، إن «الحصول على وظيفة فيه تعتمد على علاقاتك ودينك وطائفتك».
وشلت المظاهرات التي تهيمن عليها وجوه شابة البلاد على مدى أيام مما أجبر حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري على الإسراع باتخاذ إجراءات لاحتواء الغضب وإنقاذ الاقتصاد المتهاوي.
لكن الإصلاحات التي شملت خفض رواتب كبار المسؤولين وفرض ضرائب على البنوك لم تنجح في كسب رضى المتظاهرين، وأغلبهم من الشبان.
ويبلغ المعدل الرسمي للبطالة بين من تقل أعمارهم عن 35 عاماً 37%.
ويقول المتظاهرون مثل نينا، وهي شيعية من الجنوب، إنهم نحوا جانباً الانتماء الطائفي للانضمام لحركة احتجاجية واسعة تتجاوز الطائفية لتحدي نظام يقولون، إنه يكرس لعدم المساواة والمحسوبية والفساد.
وقالت نينا (25 عاماً) «هي بلد بتلعب دور طائفتك ولمين تنتمي في تظبيط وظيفة كرمالك».
وأضافت، أنها انضمت إلى مسلمين سنة ومسيحيين ودروز في التعبير عن غضبها من النخبة.
وتابعت، «كلنا وصلنا لمرحلة طفح الكيل، والغضب واحد».
ويستند نظام اقتسام السلطة المعروف باسم المحاصصة الطائفية المطبق في لبنان إلى 18 طائفة معترف بها ترجع لأيام الاحتلال الفرنسي ويخصص مناصب لكل طائفة، ويشكل أساس الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد.
وقال يونس قلعجي (21 عاماً) وهو طالب بالجامعة يدرس الفيزياء، «أنا جيت اسقط النظام الطائفي ونستبدله بنظام سياسي الشخص ياخد محله بالكفاءة مش طائفته».
ويقول المتظاهرون، إن هذا النظام يؤثر على الحياة اليومية ويحدد كل شيء من التعيينات في الجامعات إلى حصص كل طائفة في الجيش ومؤسسات الدولة.
وقالت زينب شرف الدين (18 عاماً) وهي طالبة بالجامعة اللبنانية، «ما بدنا يجي حدا يقول لنا انتو تابعين لمين أو لأي طائفة لحتى ينجحونا أو ناخد وظيفة».
كان اقتصاد لبنان يوصف يوماً بأنه سويسرا الشرق الأوسط من حيث تطور القطاع المصرفي وازدهار صناعة السياحة.
لكن تراكم الديون ونفور المانحين المتزايد من إنقاذ الاقتصاد أدى إلى أزمة اقتصادية. وتراجعت الطبقة المتوسطة واعتبر الكثير من الشبان أن السفر للخارج هو السبيل الوحيد للمضي قدماً.
ومثل معظم الدول العربية يمثل الشبان الجزء الأكبر من السكان في لبنان البالغ عدد سكانه 4 ملايين. ويمثل الشبان دون 25 عاماً نسبة 40% من السكان المتعلمين جيداً.
وقال نور حبيب (20 عاماً) الذي يدرس الهندسة، «ما في عمل في لبنان. بس تعب». وأضاف «إذا فيه أي فرصة بتيجي راح سافر».
وتشبه الاحتجاجات التي عمت لبنان في الأسبوع الماضي وشملت هتافات للثورة وإسقاط النظام تلك التي اجتاحت الدول العربية في 2011 وأسقطت 4 قادة عرب والانتفاضتين في الجزائر والسودان العام الماضي.
وقالت الناشطة الجامعية فرح بابا التي خيمت مجموعتها قرب ميدان رياض الصلح بوسط بيروت حيث تركزت الاحتجاجات «الثورات العربية كان كلها عندهم دكتاتور بس إحنا في لبنان عندنا مئة دكتاتور».
ورأى المحتجون بأنحاء البلاد الناس وهم يكسرون المحظورات بإحراق صور قادة طوائفهم ويرددون على غير العادة شعارات مناهضة للأمين العام لميليشيا «حزب الله» حسن نصر الله، الرجل صاحب النفوذ الأقوى في لبنان.
وقالت فرح «كسروا حاجز الخوف بالهجوم على رموز قياداتهم السياسية وزعماء طوائفهم».
ويقول بعض الناس، إن هدفهم التخلص من إرث 15 عاماً من الحرب الأهلية التي بدأت في 1975 وحرضت المسلمين والدروز والمسيحيين ضد بعضهم البعض.
وغير اتفاق السلام الذي أنهى الحرب ميزان القوى بين الطوائف إذ خسر المسيحيون بعض امتيازاتهم لكنه أبقى على النظام الطائفي.
ومع رفع عشرات الآلاف من المتظاهرين العلم اللبناني بأنحاء البلاد حث نشطاء المحتجين على ترك الرموز الطائفية والحزبية وراءهم.
وعلى جوانب سيارة ترافق المحتجين، وسط بحر من أعلام لبنان ذات اللونين الأحمر والأبيض، برزت عبارة «لا للطائفية. حان وقت التغيير».

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق