
دمشق - «وكالات» : أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن القوات التركية لم تحقق أي تقدم في شرق الفرات بشمال سوريا، وذلك بعد العملية العسكرية التي أطلقتها أنقرة الأربعاء.
وذكر المرصد أنه رصد «فشل الهجوم البري التركي على جميع المحاور التي حاولت القوات التقدم إليها ضمن المنطقة الممتدة من شرق نهر الفرات، وصولاً إلى غرب نهر دجلة».
وأوضح أن قوات سوريا الديمقراطية، «قسد» والمجالس العسكرية الأخرى، تمكنت من صد هجمات التي القوات التركية والفصائل الموالية لها على محاور تل أبيض، ورأس العين، والمالكية، وقرى ريف عين العرب «كوباني»، والدرباسية، ومحاور أخرى في المنطقة، ولم يتمكن المهاجمون من تحقيق أي تقدم.
وأشار إلى أن الاشتباكات توقفت في الثالثة من فجر الخميس، ليسود الهدوء الحذر، جبهات القتال.
وذكرت أن هذا الهدوء الحذر يشهد استقدام قوات قسد لتعزيزات عسكرية جديدة إلى الشريط الحدودي.
من جهة أخرى أعلنت متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، فصائل كردية وعربية مدعومة أمريكياً، مساء الأربعاء، تصدي مقاتليه لهجوم بري شنته القوات التركية في شمال سوريا.
وقال المسؤول الإعلامي مصطفى بالي في تغريدة على تويتر، إن «قوات سوريا الديمقراطية في تل أبيض، تصدت لهجوم القوات التركية البري»، مضيفاً «ليس هناك أي تقدم حتى الآن».
وجاء ذلك بعيد إعلان تركيا بدء هجومها البري بالتعاون مع فصائل سورية موالية لها ضد المقاتلين الأكراد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن توغل القوات التركية في قرى غرب تل أبيض.
كما قتل 15 شخصاً، بينهم 8 مدنيين، في القصف التركي على مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، «أسفر القصف المدفعي المستمر عن مقتل 8 مدنيين، بينهم طفلان، وإصابة 13 بجروح، كما قتل 7 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وأصيب 28 غيرهم».
و قالت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتسيطر على شمال شرق سوريا، إن ضربة جوية تركية الأربعاء أصابت سجناً يضم محتجزي داعش.
وأضافت على تويتر دون تفاصيل «أحد السجون التي تضم محتجزي تنظيم داعش، أصيب في ضربة جوية».
كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، تصاعد موجة النزوح بين المدنيين من شمال شرق سوريا، تخوفاً من القصف التركي جواً وبراً.
وأفاد المرصد في بيان «تواصل المدفعية التركية قصفها البري على منطقة رأس العين وريفها بريف الحسكة، ومنطقة تل أبيض وريفها بريف مدينة الرقة، وذلك عند الشريط الحدودي مع تركيا، في إطار العملية العسكرية التركية التي بدأت اليوم على منطقة شرق الفرات».
وعلى صعيد متصل، رصد المرصد تصاعد في موجة النزوح من رأس العين وريفها تخوفاً من القصف التركي جواً وبراً، من اتساع رقعة القصف، حيث حلقت طائراتان تابعة لسلاح الجوي التركي في سماء الدرباسية على بعد نحو 50 كلم من رأس العين.
من ناحية أخرى قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، إنه سيدمر اقتصاد تركيا إذا استهدف التوغل التركي في سوريا على السكان الأكراد بالمنطقة.
وفي رده على سؤال لأحد الصحافيين عما إذا كان يخشى من أن يقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على القضاء على الأكراد، قال ترامب «سأمحو اقتصاده إذا حدث ذلك».
وأضاف قائلاً «فعلت ذلك بالفعل من قبل مع القس برانسون»، وذلك في إشارة إلى عقوبات أمريكية على تركيا بشأن احتجاز مواطن أمريكي.
وقال الرئيس الأمريكي «أتمنى أن يتصرف أردوغان بعقلانية».
من ناحيتها أدانت المملكة العربية السعودية، العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا، «في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية».
وأعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، بحسب وكالة الأنباء السعودية «واس»، عن قلق المملكة تجاه ذلك العدوان، بوصفه يمثل تهديداً للأمن والسلم الإقليمي، مشدداً على ضرورة ضمان سلامة الشعب السوري، واستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها.
ونبه المصدر إلى أنه بصرف النظر عن الذرائع التي تسوقها تركيا، فإن خطورة هذا العدوان على شمال شرق سوريا له انعكاساته السلبية على أمن المنطقة واستقرارها، خاصة تقويض الجهود الدولية في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في تلك المواقع.
كما نددت وزارة الخارجية البحرينية، مساء الأربعاء، بالهجوم التركي في شمال شرق سوريا، وفقاً لبيان نشرته وكالة الأنباء البحرينية الرسمية «بنا».
وذكر البيان أن البحرين تؤيد الدعوة لاجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لاتخاذ موقف عربي موحد تجاه العدوان.
وتابع البيان «نطالب مجلس الأمن بالإسراع في الاضطلاع بمسؤولياته في التصدي لهذا الهجوم، حفاظاً على الأمن والسلم وضمان توفير الأجواء الداعمة لمواصلة الجهود الرامية للتوصل لحل سلمي في سوريا يستند إلى مبادئ بيان جنيف 1، وقرار مجلس الأمن 2254، وبما يحفظ لسوريا سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها».
من جهته طالب وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي، مساء الأربعاء، تركيا بوقف هجومها على سوريا فوراً.
وقال الصفدي في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، «نطالب تركيا وقف هجومها على سوريا فوراً وحل جميع القضايا عبر الحوار فِي إطار القانون الدولي».
وأضاف الصفدي، «نرفض أي انتقاص من سيادة سوريا وندين كل عدوان يهدد وحدتها، ونؤكد أن حل الأزمة سياسياً بما يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وحقوق مواطنيها ويخلصها من الإرهاب وخطره هو سبيل تحقيق الأمن لسوريا وجوارها».
ونددت وزارة الخارجية المصرية بالهجوم، ووصفته بأنه «اعتداء صارخ غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة»، ودعت إلى عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية.
وحث رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر تركيا على ضبط النفس، ووقف عمليتها العسكرية.
وقال: «إذا كانت الخطة تتضمن إقامة ما يسمى بمنطقة آمنة، فإن عليها ألا تتوقع أن يدفع الاتحاد الأوروبي أي أموال في هذا الشأن».
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إنه يأمل أن تكون عمليات تركيا في سوريا موزونة ومتناسبة.
قال وزير الخارجية هايكو ماس، إن العملية التركية قد تزيد من زعزعة استقرار المنطقة وقد تعزز تنظيم داعش، وحث أنقرة على وقف العملية.
فيما قالت وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي في فرنسا أميلي دو مونشالان، إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستدعو إلى عقد جلسة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث الهجوم التركي.
وذكرت أن الدول الثلاث بصدد إصدار بيان مشترك يندد بالتوغل.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، إن العملية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة وإلحاق الأذى بالمدنيين.
فيما كتب رئيس الوزراء الدنمركي يبي كوفو على تويتر «أشعر بقلق شديد إزاء العملية العسكرية التركية في سوريا. في رأيي، هذا قرار مؤسف وخاطئ قد تكون له تداعيات خطيرة على المدنيين وجهود محاربة تنظيم داعش. على تركيا التحلي بضبط النفس. الدنمرك على اتصال وثيق بالحلفاء بهذا الشأن».
من جانبه، استدعى وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك، السفير التركي لدى بلاده، وقال: «هولندا تندد بالهجوم التركي على شمال شرق سوريا. ندعو تركيا إلى عدم مواصلة السير في الطريق الذي تسلكه».
من جهة أخرى أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، أنه تقرر عقد اجتماع طارىء لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب يوم السبت المقبل.
وجاء الاجتماع بناء على طلب دولة مصر وتأييد عدة دول وبالتشاور مع وزير خارجية العراق رئيس مجلس الجامعة علي المستوي الوزاري فى دورتة الحالية وذلك لبحث العدوان التركي على الأراضي السورية.
وقالت الجامعة العربية إن اعتداءً تركيا على سوريا غير مقبول على سيادة دولة عربية عضو بالجامعة استغلالاً للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي.