
عدن - «وكالات» : قالت مصادر ميدانية وعسكرية يمنية في الضالع، إن عشرات الحوثيين قتلوا خلال المعارك الليلية الأعنف التي دارت رحاها في جبهة حجر حتى صباح الأربعاء.
وأكدت مصادر من قوات «المقاومة الجنوبية المشتركة»، إن الميليشيات الحوثية خسرت العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح على مدى أكثر من ثلاث ساعات من القتال الشرس، وفقاً لما ذكره موقع «نيوز يمن».
وأكدت المصادر الأربعاء، إحباط وكسر زحف واسع من قبل ميليشيا الحوثي على «الزبيريات» و»الريبي» وامتدت المواجهات إلى وسط جبهة حجر.
وبالتزامن كبدت وحدات من لواء «الأول صاعقة» متسللين حوثيين حاولوا الوصول إلى مواقع القوات جهة شخب خسائر كبيرة.
وأشارت المصادر، إلى أن الليلة الماضية شهدت اشتباكات طاحنة في شمالي الضالع مع تأكيدات رجحت اندلاع جولة أعنف من القتال.
واستخدم الطرفان مختلف أنواع الأسلحة بينما أخمدت القوات المشتركة زحفاً واسعاً للميليشيات الحوثية ومحاولة تقدم فاشلة نتج عنها سقوط العشرات من العناصر الحوثية بين قتيل وجريح.
وقالت المصادر، إن اشتباكات ضارية دارت أيضاً بجبهة «شخب» و»الزبيريات» امتدت حتى منطقة الشغادرة شمال غرب قعطبة تكبدت خلالها الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
من جهة أخرى كشف تحالف حقوقي يمني، أن ميليشيات الحوثي، قامت بتجنيد أكثر من 18 ألف طفل تحت السن القانونية في صفوف الجماعة، وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى من صغار السن إلى نحو 6 آلاف قاصر.
وذكر التحالف الحقوقي، وفق ما أورد صحيفة الشرق الأوسط، أمس الخميس، أن معظم الأطفال يتم تجنيدهم من المدارس والمراكز التعليمية والدينية، خصوصاً في المدن الكبيرة.
وأوضحت الناشطة الحقوقية أروى الخطابي في ورقتها التي قدمتها في الندوة بعنوان «تجنيد الأطفال»، أن «الميليشيات الحوثية تعتمد على مشايخ القبائل في المناطق الريفية لتجنيد الأطفال والزج بهم في الجبهات مقابل فوائد مادية أو عينية أو مناصب سياسية للمشايخ».
وأشارت إلى أن عدد القتلى من الأطفال منذ اندلاع الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي يقدر بنحو 6 آلاف قتيل، حيث يُعدّ تجنيد الأطفال أحد أهم أسباب ارتفاع نسبة القتلى بينهم.
ولفتت الناشطة إلى أن الميليشيات الحوثية تعمل على استقطاب الأطفال من المراكز التعليمة والمراكز الصيفية إلى مراكز للاستقطاب عبر الدورات الثقافية القائمة على ملازم حسين بدر الدين الحوثي، مؤكدة أن الميليشيات تستخدم فتيات من أجل ملاحقة المعارضات من النساء واقتحام البيوت.
جاء ذلك في ندوة نظمها التحالف اليمني لرصد حقوق الإنسان في جنيف، بالشراكة مع اتحاد الجاليات في أوروبا على هامش انعقاد جلسة مجلس حقوق الإنسان في دورته الـ42.
وطالبت المجتمع الدولي بإجبار الميليشيات الحوثية على الامتناع الكامل وغير المشروط عن تجنيد الأطفال، وإنشاء مراكز تأهيل نفسي وصحي تقدم الخدمات التأهيلية اللازمة للأطفال الذين تعرضوا للعنف، وتجنيب المدارس والمراكز التعليمية وكل المؤسسات المرتبطة بها أي اعتداءات أو استعمال آخر غير التعليم.
من ناحية أخرى كشفت مصادير محلية، أن الميليشيات الحوثية كثفت خلال اليومين الماضيين، حملات الاختطاف في مدينتي صنعاء وإب، خصوصاً في أوساط الضباط والتجار المؤيدين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وقالت المصادر، وفقاً لصحيفة عكاظ، أمس الخميس، إن الميليشيات الحوثية داهمت منازل ضباط في الحرس الجمهوري الموالي للرئيس الراحل، واختطفت عدداً منهم، بينهم الضابط محمد النجار الذي كان يعمل مخبراً لصالح الميليشيات أثناء عمله حارساً وسائقاً خاصاً لدى صالح وأبنائه وأبناء شقيقه.
وأكدت أن الميليشيا كانت عينت النجار المكنى أبو يحيى مشرفاً على مديرية الصافية، وظل يقدم معلومات عن ممتلكات وعقارات الرئيس السابق قبل أن تكافئه بالسجن.
وذكرت أن الحوثي يتهم القيادات العسكرية والقبلية المقربة من الرئيس السابق التي ساعدت الميليشيا بـ»الخيانة والفساد».
كما اختطفت المليشيا أمس عدداً من الشخصيات القبلية، بينهم تجار في محافظة إب، ونهبت سياراتهم.
وأفادت مصادر موثوقة بأن الميليشيات تقوم بحملات مداهمات لمنازل شخصيات قبلية ومدنيين يبدون امتعاضاً من الوضع الراهن الذي فرضه الحوثيون، وما نتج عنه من أزمات اقتصادية.