
القاهرة - «وكالات» : أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن مصر تدعم جميع الجهود الرامية للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وشدد السيسي، خلال استقباله جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي الذي يزور القاهرة حالياً، على ضرورة الدفع قدماً بمساعي إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك وفقاً للمرجعيات الدولية، وعلى أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، بما يسهم في إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وشعوب المنطقة.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة المصرية بسام راضي، في بيان صحفي، إن «الرئيس المصري أكد خلال اللقاء قوة ومتانة العلاقات الاستراتيجية الراسخة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة»، مشيراً إلى الحرص على مواصلة الارتقاء بها في كافة المجالات، فضلاً عن الاستمرار في التنسيق والتشاور مع الإدارة الأمريكية حول سبل ترسيخ السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ضوء حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها المنطقة وما تمر به من أزمات متعددة.
وأضاف المتحدث أن كوشنر نقل تحيات الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» إلى الرئيس المصري، مؤكداً أهمية العلاقات المصرية الأمريكية وتطلعه لدعم جهود تنميتها وتطويرها على مختلف المحاور والمستويات.
كما أشاد بالدور الهام والجهود الكبيرة التي تبذلها مصر لتعزيز أسس الاستقرار والسلام في المنطقة، ومكافحة الإرهاب والتطرف بكافة صورهما.
ونوه كوشنر بما حققته الدولة المصرية من نجاح في ترسيخ الاستقرار بمصر رغم الوضع الإقليمي المتأزم، وكذلك النجاح الملموس في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والجهود التنموية التي أحدثت طفرة في مجمل الأوضاع في مصر.
وحسب المتحدث، استعرض كوشنر الاتصالات التي يقوم بها الوفد الأمريكي مع مختلف الأطراف بالمنطقة سعياً للدفع قدماً بجهود إعادة مسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكداً الأهمية البالغة التي توليها بلاده للتشاور مع مصر في هذا الإطار، باعتبارها مركز ثقل لمنطقة الشرق الأوسط، ولما لديها من خبرات طويلة ومتراكمة في التعامل مع كافة الأطراف المعنية في هذا الخصوص.
وكان كوشنر وصل إلى القاهرة قادماً على رأس وفد في زيارة لمصر تستغرق عدة ساعات.
من ناحية أخرى دعت مصر لتعزيز حماية الأطفال العالقين في النزاعات المسلحة، من خلال مُناشدة كافة الأطراف المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الانتهاكات بحق الأطفال، وتوفير أكبر قدر من الحماية لهم أثناء النزاعات المسلحة.
جاء ذلك خلال جلسة النقاش المفتوح لمجلس الأمن التي عقدت في نيويورك، والتي شاركت فيها بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة.
وألقى السفير محمد إدريس، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، بيان مصر أمام الجلسة، معرباً عن قلق مصر البالغ إزاء ما رصده تقرير السكرتير العام من ارتفاع عدد حالات الانتهاكات الجسمية الواقعة بحق الأطفال إلى أكثر من 24 ألف حالة خلال عام 2018، مشيراً إلى أن هذا الوضع يقتضي إجراء عملية مراجعة شاملة لضمان اضطلاع كل الأطراف بالمسئوليات المنوطة بها في حماية الأطفال العالقين في النزاعات المسلحة.
وأضاف السفير «إدريس» أن الأطفال يعانون معاناة مضاعفة بسبب النزاعات المسلحة بشكل ينال من حقهم في الحياة، وسلامتهم البدنية، وصحتهم النفسية، ويحرمهم من حقوقهم الاجتماعية والثقافية والتعليمية، معرباً عن دعم مصر لكافة الجهود الرامية لتعزيز حماية الأطفال ووقف الانتهاكات الواقعة عليهم خلال كافة النزاعات، لاسيما الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في هذا الشأن.
كما تضمن بيان مصر الإشارة إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة - بالتزامن مع رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي - لتعزيز قدرة القارة الأفريقية في مجال حماية المدنيين وإنفاذ القانون الدولي الإنساني، وذلك من خلال العديد من الدورات التدريبية والبرامج التي تنظمها وتستضيفها مصر في هذا المجال.
جدير بالذكر أن جلسة النقاش المفتوح لمجلس الأمن عقدت برئاسة وزير الخارجية البولندي تزامناً مع بدء الرئاسة البولندية للمجلس خلال شهر أغسطس 2019، كما شهدت الجلسة تقديم إحاطات من كل من المُمثلة الخاصة للسكرتير العام للأطفال والنزاعات المسلحة، والمديرة التنفيذية لليونسيف، ومُمثلي منظمات المجتمع المدني ذات الصلة.