
عواصم - «وكالات» : توصل المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان وتحالف من أحزاب المعارضة وجماعات الاحتجاج في وقت مبكر من صباح الجمعة إلى اتفاق لتقاسم السلطة خلال فترة انتقالية تقود إلى انتخابات.
وقال وسيط الاتحاد الأفريقي، الموريتاني محمد حسن لبات، في مؤتمر صحافي إن الجانبين اللذين عقدا محادثات على مدى يومين في العاصمة الخرطوم، اتفقا على «إقامة مجلس للسيادة بالتناوب بين العسكريين والمدنيين ولمدة ثلاث سنوات أو تزيد قليلاً».
كما اتفق الطرفان أيضاً على تشكيل «حكومة مدنية سميت حكومة كفاءات وطنية مستقلة برئاسة رئيس وزراء» وعلى «إقامة تحقيق دقيق شفاف وطني مستقل لمختلف الأحداث العنيفة التي عاشتها البلاد في الأسابيع الأخيرة».
واتفق المجلس العسكري والمعارضة كذلك على «إرجاء إقامة المجلس التشريعي».
وسبق أن اتفق الطرفان على أن تحالف قوى الحرية والتغيير سيحصل على ثلثي مقاعد المجلس التشريعي قبل أن تفض قوات الأمن اعتصاما في الثالث من يونيو حزيران مما أدى إلى مقتل العشرات وانهيار المحادثات.
وأبلغ شهود رويترز بأنه ما إن ودرت أنباء التوصل للاتفاق حتى عمت الاحتفالات شوارع مدينة أم درمان الواقعة في الجهة المقابلة من الخرطوم عبر نهر النيل. وخرج آلاف الأشخاص من جميع الأعمار إلى الشوارع وأخذوا يرددون «مدنية! مدنية! مدنية!».
وقرع الشبان الطبول وأطلق السائقون أبواق سياراتهم وزغردت النساء احتفالا.
وقال عمر الداغر القيادي بقوى الحرية والتغيير «هذا الاتفاق يفتح الطريق لتشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية ونرجو أن يكون هذا بداية عهد جديد».
أما نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو، الذي يرأس قوات الدعم السريع فقال «هذا الاتفاق سيكون شاملا لا يقصي أحدا».
وأضاف «نشكر الوسطاء، المبعوثين الأفريقي والإثيوبي، على مجهوداتهم وصبرهم كما نشكر إخوتنا في الحرية والتغيير على الروح الطيبة».
ويقول مسعفون تابعون للمعارضة إن أكثر من 100 شخص قتلوا في فض الاعتصام وما تلاه من أعمال عنف. وتقول الحكومة إن القتلى 62.
من ناحيته رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بالاتفاق فجر الجمعة، في الخرطوم بين المجلس العسكري الإنتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير، على تشكيل المجلس السيادي وحكومة مدنية المستقلة لإدارة المرحلة الإنتقالية.
وعبر أبو الغيط عن ثقته في قدرة الأطراف السودانية على استكمال مسيرة الانتقال الديمقراطي في البلاد والوصول بها إلى بر الأمان، وأكد أن الجامعة العربية ملتزمة بمرافقة الأطراف السودانية في هذه المسيرة لتثبيت الاستقرار في البلاد.
وأثنى الأمين العام على جهود الإتحاد الأفريقي لتيسير التفاوض بين السودانيين، معرباً عن ثقته في مساهمة الاتفاق في إستعادة السودان لعضويته في الاتحاد والمعلقة منذ 6 يونيو الماضي، بسرعة.
من جهتها رحبت السعودية بالاتفاق السياسي في السودان، آملة أن تشكل هذه الخطوة المهمة بداية لمرحلة جديدة يسودها الأمن والاستقرار.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية واس، عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، الجمعة، تأكديه ثبات موقف المملكة الداعم للسودان وشعبه، في كل ما يحقق أمنه، واستقراره، وازدهاره.
من جانبه وصف الاتحاد الأوروبي الجمعة، بـ»الاختراق»، الاتفاق الذي أعلن في السودان بين العسكريين وقادة الاحتجاج داعياً إلى تشكيل حكومة.
وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية فيديريكا موغيريني، إن «الاتفاق الذي توصل إليه المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير في السودان على انتقال مدته ثلاثة أعوام بقيادة مدنية، والذي أعلنه الاتحاد الأفريقي، يشكل اختراقاً».
وأضافت «من المهم أن تنفذ الأطراف الاتفاق بنوايا حسنة، وأن تواصل المحادثات حول القضايا العالقة».
وتابعت المتحدثة، «يجب في وقت سريع تشكيل حكومة مدنية ذات سلطة قادرة على استعادة السلام، وضمان الرخاء الاقتصادي، وحماية حقوق الإنسان للجميع في السودان».
وأكدت أنه «بمجرد تولي هذه الحكومة السلطة، فإن الاتحاد الأوروبي سيكون جاهزاً للتعامل معها لدعم الانتقال».
وأعلن وسيط الاتحاد الإفريقي محمد الحسن لابات، في مؤتمر صحافي الجمعة، أن المجلس العسكري الحاكم وتحالف إعلان قوى الحرية والتغيير الذي يقود حركة الاحتجاج، اتفقا على «مجلس للسيادة بالتناوب بين العسكريين والمدنيين ولمدة ثلاثة أعوام، قد تزيد قليلاً».
من جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن تفاؤله بشأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم أمس الجمعة بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي، حول ترتبيبات الفترة الانتقالية بالبلاد.
وقال بيان صادر عن مكتب الأمين العام، أن أنطونيو غوتيريش هنأ الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا على دورهما في التوسط في المحادثات التي تتم بقيادة سودانية وأثنى على الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (الإيقاد) لدعمها العملية.
ودعا الأمين العام الأمم المتحدة جميع أصحاب المصلحة على ضمان تنفيذ الاتفاق في الوقت المناسب بشكل كامل وشفاف وحل أي قضايا معلقة من خلال الحوار.
ورحب غوتيريش بالتزام الأطراف بإجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف التي وقعت ضد المتظاهرين السلمين بما في ذلك الأحداث التي وقعت في 3 يونيو.
وأعرب أمين عام الأمم المتحدة عن تضامنه مع شعب السودان، وجدد التأكيد على التزام الأمم المتحدة بتقديم المساعدة أثناء الفترة الانتقالية.