
عواصم - «وكالات» : دعا مسؤول فلسطيني بارز أمس الإثنين، العرب إلى مقاطعة فريق الإدارة الأمريكية الذي يعمل على إنجاز خطة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ووصفه بأنه بفريق من «المستوطنين».
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية «مرة أخرى أدعو الأشقاء العرب لعدم الحديث مع هذه الفرقة من المستوطنين كوشنر، غرينبلات وفريدمان. ما يخططون له هو الازدهار للمستوطنين».
وكان عريقات يشير في تغريدته إلى جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأحد مصممي خطة البيت الأبيض للسلام في الشرق الأوسط التي لم يكشف عنها بعد ومبعوث الرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان.
وأضاف عريقات في تغريدات على تويتر باللغتين العربية والإنجليزية، «هذا الشخص كوشنر لا يكترث للفلسطينيين. وقد عزل نفسه عن أي دور فى عملية السلام».
وتأتي تصريحات عريقات بعد مقابلة لكوشنر مستشار البيت الأبيض بُثت يوم الأحد، وقال فيها إن الفلسطينيين يستحقون «تقرير المصير»، ولكنه لم يصل إلى حد تأييد إقامة دولة فلسطينية وأبدى عدم تأكده من قدرتهم على حكم أنفسهم.
وسئل كوشنر في برنامج تلفزيوني على محطة «إتش .بي.أو» التلفزيونية عما إذا كان يعتقد أن بإمكان الفلسطينيين أن يحكموا أنفسهم دون تدخل إسرائيلي فقال، «هذا سؤال جيد جداً. هذا أمر علينا أن ننتظر لنراه. الأمل أن يصبحوا قادرين، بمرور الوقت، على الحكم».
وكوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب وأحد مصممي خطة البيت الأبيض للسلام في الشرق الأوسط التي يجري العمل عليها منذ عامين تحت ستار من السرية.
وعندما سئل كوشنر في البرنامج التلفزيوني عما إذا كان يمكن للفلسطينيين توقع التحرر من التدخل العسكري والحكومي الإسرائيلي قال إن هذا سيكون « طموحاً عالياً».
وتستعد الإدارة الأمريكية للكشف عن الشق الاقتصادي من خطة السلام في ورشة عمل اقتصادية تعقد في البحرين قبل نهاية الشهر الجاري أعلن الفلسطينيون مقاطعتهم لها ودعوا الدول العربية والإسلامية إلى عدم المشاركة بها.
ورغم عدم الكشف بعد عن تفاصيل خطة السلام يرى الفلسطينيون وبعض المسؤولين العرب أنها منحازة بشدة لصالح إسرائيل وتحرم الفلسطينيين من إقامة دولة لهم.
من ناحية أخرى يشعر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بالقلق من احتمال أن تقابل خطة السلام للشرق الأوسط التي أعدها صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتشكيك وتعتبر «غير قابلة للتطبيق»، كما ذكرت وسائل إعلام أمريكية الأحد.
وستكشف الجوانب الاقتصادية من هذه الخطة التي تهدف إلى تسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين في مؤتمر ينظم في المنامة في 25 و26 يونيو .
وتكشف تصريحات بومبيو التي أدلى بها في لقاء خاص مع «مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية» ونقلتها صحيفة «واشنطن بوست» أولاً، أنه حتى داعمي الخطة الأمريكية يتوقعون أن ينظر إلى هذه الخطة لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين بتشكيك عميق.
ونقلت الصحيفة عن تسجيل لحديث بومبيو في هذا الاجتماع، أن «الخطة يمكن أن ترفض». «قد يقول البعض في نهاية المطاف «إنها لا تتضمن شيئاً جديداً خاصاً وهذا لا يناسبني» و»إنها تتضمن أمرين جيدين و9 أمور سيئة لذلك لست معنياً بها».
اعترف بومبيو بأن الخطة تميل لمصلحة إسرائيل، لكنه عبر عن أمله في أن تتم دراستها. وقال «أتفهم لماذا يعتبر الناس أنه اتفاق يمكن أن يحبه الإسرائيليون وحدهم». وتابع «أتفهم هذه النظرة لكن آمل أن يتم إفساح المجال للإصغاء».
ورفض الفلسطينيون هذه الخطة التي طال انتظارها وتحدث عنها صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جاريد كوشنر، معتبرين أن سياسات ترامب كشفت انحيازه لإسرائيل.
وفي الوقت نفسه، تغير الوضع السياسي في إسرائيل حيث أخفق بنيامين نتانياهو الذي كلف تشكيل حكومة بعد الانتخابات الأخيرة وأخفق في تحقيق ذلك.
من جهتها أعلنت الأمم المتحدة التي تبنت العديد من القرارات التي تؤكد على حل الدولتين، أنها لن تشارك في مؤتمر البحرين.
من جهته توقع القيادي في حركة فتح الفلسطينية، الدكتور جهاد الحرازين، تأجيل الإعلان عن صفقة القرن لأجل غير مسمى، «بعد أن أدركت الولايات المتحدة عدم مواءمتها للظروف السياسية في المنطقة، وتأثير الأحداث الأخيرة في إسرائيل بسبب حل الكنيست».
وقال الحرازين إن «الإدارة الأمريكية يجب أن تعلم جيداً أنه لن يكون هناك موافقة عربية أو إسلامية على ما تم تسريبه من بنود صفقة القرن والتي تأتي في صالح الاحتلال الإسرائيلي وليس الشعب الفلسطيني».
وأوضح الحرازين أن القمم الأخيرة في مكة أكدت على الوقوف بجانب القضية الفلسطينية وأنها قضية العرب الأولى، وأعطت القمم الضوء للإدارة الأمريكية أنه لن يكون هناك تجاوب عربي أو إسلامي مع أي أطروحات تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشار الحرازين إلى أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو جاءت بعد أن أدركت الإدارة الأمريكية الموقف العربي والإسلامي، وقال «سيكون هناك موقف عربي وإسلامي موسع لتثبيت الرؤية والقرارات التي اتخذت في قمم مكة مؤخراً».