
عمان - «وكالات» : بدأ نقص المساعدات للاجئين السوريين في المناطق الحدودية الأردنية مع سوريا يفرض واقعاً مأساوياً على الخدمات، بعد توقف أو التراجع إلى حد خطير في حجم المساعدات الدولية لهذه المناطق المستضيفة للاجئين السوريين، وفقاً للبرنامج الدولي المعروف باسم «التكيف الاجتماعي للمناطق المستضيفة للاجئين السوريين».
وبحسب مسؤولين أردنيين، فإن أعداد اللاجئين السوريين بدأت تماثل أعداد المواطنين الأردنيين في الكثير من البلدات الحدودية، ما فرض واقعاً قاسياً على خدمات التعليم والبلديات في هذه المناطق غير المؤهلة لاستيعاب هذا الكم الهائل من اللاجئين.
ويؤكد سكان في المناطق الحدودية أن بعض الغرف الصفية في المدارس وصل اكتظاظ الطلبة فيها إلى أكثر من 60 طالباً، في الوقت الذي كان يقل فيه هذا العدد قبل اللجوء السوري عن الت 20 طالباً.
وأوضح المواطن الأردني محمد السرحان أن الغرف الصفية في مدرة بلدتهم تكتظ بالطلبة بسبب قبولها للطلبة من أبناء اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن هذه الغرف لم تكن معدة أصلاً لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلبة والذين يصل عددهم في بعض الغرف إلى أكثر من 60 طالباً.
وقال فادي العرقان إن «بعض الغرف الصفية بسبب عدم توفر مقاعد الكافية، يضطر الطلبة فيها إلى الجلوس على الأرض لتلقي دروسهم».
وقال رئيس بلدية الزعتري والمنشية القريبة من الحدود السورية محمد الخالدي، إن «البلدية تواجه أعباء في مجال عمل النظافة، من حيث زيادة عدد الآليات وطول وقت الحركة الذي بات يستنزف رقماً قياسياً من المحروقات، التي بدورها تضغط على موازنة البلدية»، مشيراً إلى تراجع أوضاع النظافة التي فرضت ضرورة لزيادة عمال الوطن لمواجهة الحجم الكبير للنفايات التي تضاعفت بعد استقبال موجات اللجوء.
وأكد أن تراجع دعم المنظمات الدولية للبلديات بالرغم من تزايد عدد السكان الأصليين وتماثل ذلك مع عدد السكان في كثير من المناطق، عمق وجود تحديات كبيرة في مختلف مجالات العمل التي تقع على عاتق البلديات كشق وفتح طرق جديدة جراء توسع الحدود والعمران.
وأوضح الخالدي أن أبناء المجتمع المحلي أصبحوا لا يجدون فرص عمل، فهناك سيطرة واضحة للاجئين السوريين عليها خاصة ما يتعلق بالمهن والمحال التجارية في المنطقة.
وأضاف أن «المنظمات الإغاثية التي كانت توفر فرص عمل للاجئين السوريين والمواطنين انسحبت من المنطقة، مخلفة شباباً مدربين ولكنهم لا يجدون فرصة للعمل».