
الخرطوم - «وكالات» : كشفت مصادر صحفية في الخرطوم صباح أمس السبت أن والدة الرئيس المخلوع عمر البشير قدمت طلباً لزيارة ابنها المعتقل في أحد سجون العاصمة عقب الإطالحة به من قبل الجيش السوداني بعد خروج تظاهرات واسعة منذ ديسمبر الماضي .
وقالت صحيفة «آخر لحظة» السودانية الصادرة أمس السبت إن «والدة الرئيس السابق عمر البشير، الحاجة هدية من زين طالبت بزيارة ابنها البشير في معتقله بسجن كوبر»، مشيرةً إلى أن الطلب ربما يتم تقديمه رسمياً للمجلس العسكري للبت فيه.
الى ذلك كشفت مصادر صحافية عن أن أسباب أمنية مهمة هي التي حالت دون التأكيد على مكان الرئيس المخلوع عمر البشير بالتحديد، وما إذا كان يقبع في زنزانة بسجن كوبر، أو في مسجون في مكان آخر غير معلوم.
وطالب محتجون في ساحات الاعتصام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي نشر صورة للبشير لإزالة اللبس عن مكان تواجده، وقطع الطريق أمام التخمينات والتصريحات التي ذهبت إلى حد جعله خارج السجن.
وأرجعت المصادر إلى أن عدم إظهار صورة للمخلوع، وتحديد مكانه، يعود لأسباب أمنية، بسبب التظاهرات الغاضبة والمستمرة، التي قد تحمل الجماهير للتوجه إلى مكان حبسه وإحداث فوضى لا يمكن السيطرة عليها.
من جهة أخرى أكد المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، الجمعة، أن رموز النظام السابق قيد الاعتقال والإقامة الجبرية.
ونفى المجلس العسكري الانتقالي ما تردد ونشر في بعض وسائل الاعلام حول إطلاق سراح بعض رموز النظام المخلوع.
وأكد المجلس على لسان المتحدث الرسمي باسمه الفريق الركن شمس الدين كباشي، أن رموز النظام السابق قيد الاعتقال، وأن السلطات المختصة تباشر تجاههم مهامها في التحريات والإجراءات القانونية.
وأكد البيان «وجود عثمان محمد يوسف كبر، وحسبو محمد عبدالرحمن في السجن، والزبير أحمد الحسن في الإقامة الجبرية»، وقال إن «السلطات المختصة تباشر تجاههم مهامها في التحريات والإجراءات القانونية».
وفي 11 أبريل الجاري، عزل الجيش السوداني عمر البشير، من الرئاسة بعد 3 عقود من حكمه البلاد، على وقع احتجاجات شعبية متواصلة منذ نهاية العام الماضي.
وشكّل الجيش مجلساً عسكرياً انتقالياً، وحدد مدة حكمه بعامين، وسط خلافات مع أحزاب وقوى المعارضة بشأن إدارة المرحلة المقبلة.
من جانب آخر شارك آلاف السودانيين في أداء صلاة الجمعة، خارج وزارة الدفاع بالخرطوم في موقع اعتصام حاشد مناهض للحكومة لا يزال مستمراً حتى بعدما أزاح الجيش الرئيس عمر البشير عن السلطة قبل أسبوعين.
وبدأ الاعتصام، وهو ذروة شهور من المظاهرات ضد حكم البشير الذي استمر 30 عاماً، في السادس من أبريل، ولم ينته على الرغم من عزل البشير في 11 أبريل. ويطالب المحتجون الآن باستعادة الحكم المدني.
وأَم المصلين مطر يونس وهو مدرس دين ضرير يبلغ من العمر 49 عاماً من إقليم دارفور سُجن مراراً إبان حكم البشير.
وقال يونس، «ننادي بدولة مدنية ديمقراطية. نرفض حكم العسكر. دور العسكر حماية البلاد لا حكم البلاد».
وتطالب المعارضة المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى المسؤولية بعد خلع البشير بسرعة تسليم السلطة.
وقدر عدد المشاركين في الصلاة خارج الوزارة بنحو 20 ألف شخص. وعلى غير العادة، شارك في الصلاة عدد كبير من كبار السن مرتدين الجلابيب البيضاء التقليدية.
وأكد يونس، أنه يرغب في أن تشارك النساء والشبان في حكم السودان.
وأضاف، «الشباب والنساء هم من قادوا الثورة».
وبعدما فرغوا من الصلاة، أخذ المحتجون يرددون «مدنية .. مدنية» في إشارة إلى مطالبهم بحكم مدني.
وقام البعض بتوزيع عصائر بالمجان على المحتجين الذين انضموا للاعتصام رغم تجاوز الحرارة 40 درجة مئوية. وأنشد موسيقيون يرتدون ملابس مصنوعة من جلود الحيوانات أغان شعبية.
وقال محجوب بشرى، وهو محاسب يبلغ من العمر 45 عاماً اصطحب معه طفليه لموقع الاحتجاج، «سندافع عن الديمقراطية ونرفض حكم العسكر».
من ناحية أخرى قال متحدث حكومي، إن صادرات نفط جنوب السودان تعطلت بعد أن بدأ عمال النفط في ميناء بورسودان بدولة السودان المجاورة إضراباً عن العمل وانضموا إلى احتجاجات واسعة مناهة للحكومة.
وقال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل مكوي، إن كمية غير معروفة من الخام لم تجد من يشحنها في الميناء المطل على البحر الأحمر حيث يصل النفط من جنوب السودان، الذي ليس له منفذ بحري، عبر خط أنابيب.
وأضاف، أن وزير البترول حزقيال لول، سيسافر إلى الخرطوم لمناقشة تدفق نفط جنوب السودان مع المجلس العسكري الانتقالي الذي خلع الرئيس عمر البشير قبل أسبوعين.
وقال مكوي، «بعض المواد الكيماوية التي تستخدم لمعالجة النفط في جنوب السودان، والتي من المفترض أن تُستورد من بورسودان، تقطعت بها السبل لأن العاملين بشركات النفط انضموا أيضاً إلى الإضراب».
وأضاف أن انتاج النفط في جنوب السودان حالياً يبلغ 135 ألف برميل يومياً.