
عواصم – «كونا» و»وكالات» : أعلنت حكومة الوفاق الليبية أمس ، أن ما لا يقل عن 32 شخصا لقوا مصرعهم فيما نزح نحو 2200 شخص جراء الاشتباكات المسلحة في البلاد.
ونقلت قناة «ليبيا الاحرار» عن وزير الصحة في حكومة الوفاق الليبية احميد عمر القول ان 32 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 50 آخرون بجروح منذ بدء هجوم قوات القائد العسكري الليبي خليفة حفتر للتقدم نحو طرابلس يوم الخميس الماضي ، مشيرا إلى ان هناك مدنيين بين الضحايا دون أن يحدد عددهم.
في سياق متصل بحث الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح أمس ، سبل إنهاء الازمة التي تمر بها ليبيا.
وقالت الجامعة العربية في بيان : إن «أبو الغيط جدد في اللقاء التزام الجامعة العربية الكامل بمرافقة الأشقاء الليبيين ، في كل ما من شأنه أن يفضي الى تسوية متكاملة للأزمة الليبية ، ويفتح المجال أمام توحيد مؤسسات الدولة واتمام الاستحقاقات الدستورية والانتخابية التي يتطلع إليها الشعب الليبي».
ودعت الى تشجيع الأطراف الليبية كافة على ضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد ، وتجنب أي تصعيد للموقف في الميدان بما يكفل العودة الى الحوار للتوصل الى حل سياسي سلمي لاستكمال المرحلة الانتقالية.
من جانبه عرض صالح مجمل التطورات الأخيرة ورؤيته بشأنها ، مجددا تقديره العالي لحرص الأمين العام على الوقوف بجانب الدولة الليبية وشعبها وعلى الحفاظ على سلامة أراضيها ووحدتها الوطنية.
من جهتها حذرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من ان ما لا يقل عن 2200 شخص فروا من القتال جنوب طرابلس ، مشيرة إلى أن العديد من المدنيين حوصروا ولم تتمكن خدمات الطوارئ من الوصول إليهم.
وذكرت البعثة في تقرير لها أمس ، أن «انتشار المزيد من القوات حول العاصمة «طرابلس» وتزايد العمليات القتالية سيسببان نزوح أعداد كبيرة من السكان» مؤكدة أن «وكالات تقديم المساعدة والإغاثة الموجودة في المنطقة لديها ما يكفي من الإمدادات الطبية واللازمة لأكثر من 210 آلاف شخص وكافية لمدة ثلاثة أشهر».
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا دعت في «نداء عاجل» إلى هدنة لمدة ساعتين في الضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس من أجل السماح بإجلاء الجرحى والمدنيين لكنه لم يتم التقيد بهذه الهدنة الإنسانية.
وكان القائد العسكري حفتر الذي يسيطر على شرق ليبيا قام بتحريك قواته قبل ايام نحو طرابلس في حين تعهدت حكومة الوفاق المعترف بها دوليا بالتصدي لأي هجمات وحماية مركز نفوذها.
ودعا الاتحاد الأوروبي أمس إلى وقف المواجهات العسكرية في ليبيا مؤكدا أهمية العودة إلى المسار السياسي.
وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني للصحفيين ، قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ : «لا يحتاج الليبيون بعد الآن إلى القتال فيما بينهم.. يحتاج الليبيون إلى الحوار والاتفاق السياسي فيما بينهم».
وأشارت إلى أن الاجتماع الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيبدأ بمناقشة ليبيا.
وأوضحت أن «الوضع يبعث على القلق بشكل متزايد» لافتة إلى أنها تحدثت مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة في وقت سابق اليوم الاثنين.
وقالت «أول رسالة يتعين تمريرها هي التنفيذ الكامل لهدنة إنسانية للسماح بإجلاء المدنيين والجرحى وتجنب أي تصعيد أو عمل عسكري إضافي والعودة إلى المفاوضات السياسية والمسار السياسي».
وأضافت «أعتقد أن الأوروبيين سيتحدون في هذه الرسالة اليوم» مضيفة أن المواطنين الليبيين «مستعدون للمؤتمر الوطني».
كما لفتت إلى أن وزراء الاتحاد الأوروبي سيناقشون أيضا خلال الاجتماع عملية السلام في أفغانستان والشراكة الشرقية والوضع في فنزويلا. وكان القائد العسكري حفتر الذي يسيطر على شرق ليبيا قام بتحريك قواته قبل ايام نحو طرابلس في حين تعهدت حكومة الوفاق المعترف بها دوليا بالتصدي لأي هجمات وحماية مركز نفوذها.
وفي واشنطن أعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن قلقه العميق إزاء القتال قرب العاصمة الليبية داعيا إلى «وقف فوري» للعمليات العسكرية على طرابلس.
وقال بومبيو في بيان مساء أمس الأول الأحد إن «الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق حيال القتال قرب طرابلس.. لقد أوضحنا أننا نعارض الهجوم العسكري الذي تشنه قوات «القائد العسكري الليبي» خليفة حفتر ونحث على الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية ضد العاصمة الليبية».
وأكد أنه يتعين على تلك القوات العودة إلى «مواقعها السابقة» مضيفا أن «جميع الأطراف المعنية تتحمل مسؤولية تهدئة الوضع بشكل عاجل».
كما شدد على أن «هذه الحملة العسكرية الأحادية الجانب ضد طرابلس تعرض المدنيين للخطر وتقوض آفاق مستقبل أفضل لجميع الليبيين».
وأوضح «لا حل عسكريا للصراع في ليبيا ولهذا السبب تواصل الولايات المتحدة الضغط على القادة الليبيين مع شركائنا الدوليين للعودة إلى المفاوضات السياسية بوساطة الممثل الخاص للأمم المتحدة للأمين العام غسان سلامة».
ووصف الحل السياسي بأنه «الطريق الوحيد لتوحيد البلاد وتقديم خطة للأمن والاستقرار والازدهار لجميع الليبيين». وكانت قيادة القوات الامريكية في افريقيا أعلنت أمس الأول الاحد سحب قوات امريكية بصورة مؤقتة من ليبيا نظرا لتدهور الوضع الامني والاضطرابات في هذا البلد.
الا ان القيادة اكدت في بيان لها التزامها بالعمل على تعزيز الامن والاستقرار في ليبيا «ما يساهم في تعزيز الامن الاقليمي» مشيرة إلى انها ستراقب الاوضاع على الارض في ليبيا لدراسة امكانية عودة التواجد العسكري اذا كان هذا مناسبا.
وكان القائد العسكري حفتر الذي يسيطر على شرق ليبيا قام بتحريك قواته قبل ايام نحو طرابلس في حين تعهدت حكومة الوفاق المعترف بها دوليا بالتصدي لأي هجمات وحماية مركز نفوذها.
بدورها أعربت تركيا عن قلقها ازاء التصعيد الخطير الذي نجم عن التحركات العسكرية في ليبيا.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان لها أمس ان مثل هذه المحاولات لن تسفر عن اية نتيجة عدا الإضرار بالمدنيين وجر البلاد إلى الفوضى كما ستؤدي أيضا الى تقويض العملية السياسية التي تجري برعاية الأمم المتحدة.
ودعا البيان الى تحكيم لغة العقل والمنطق بغية خفض حدة التوتر وتحقيق السكينة والهدوء في أسرع وقت مؤكدا دعم تركيا الكامل للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومبعوثها الخاص الى ليبيا غسان سلامة بهدف خفض التوتر.
وطالب المجتمع الدولي أيضا باتخاذ موقف مشترك وحازم في هذا الشأن.
وكانت الوزارة حذرت الرعايا الأتراك من السفر الى ليبيا داعية اياهم الى متابعة التطورات الأخيرة فيها ومراجعة مخططاتهم للسفر.
وكان القائد العسكري خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق ليبيا قام بتحريك قواته قبل ايام نحو العاصمة الليبية طرابلس ، في حين تعهدت حكومة الوفاق المعترف بها دوليا بالتصدي لاي هجمات وحماية مركز نفوذها طرابلس.
ومن المقرر ان يعقد مؤتمر لحل النزاع في ليبيا بمدينة «غدامس» جنوب غرب البلاد في الفترة ما بين 14 و16 أبريل الجاري برعاية الأمم المتحدة ، وسط التصعيد العسكري الذي أطلقه قائد قوات الشرق الليبي خليفة حفتر للسيطرة على طرابلس.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية وعسكرية مستمرة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011 حيث يتنازع على السلطة طرفان أساسيان هما حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بقيادة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وحكومة موازية في شرق ليبيا يدعمها مجلس النواب في مدينة طبرق و»الجيش الوطني الليبي» بقيادة حفتر.