
برلين - «وكالات» : أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس السبت، أن عدم تسوية القضية الفلسطينية بصورة عادلة ونهائية، يمثل المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال السيسي خلال مشاركته في مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، إن «تلك القضية هي أقدم صراع سياسي نحمله معنا، إرثاً ثقيلاً على ضمائرنا منذ بدايات القرن الـ20، ولابد من تضافر حقيقي لجهود المجتمع الدولي، لوضع حدٍ طال انتظاره لهذا الصراع، وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة والمتوافق عليها، وإعمالاً لمبدأ حل الدولتين، وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتُها القدس الشرقية، والتخفيف من معاناتهم اليومية، لأن ذلك سيشكل نواة الانطلاقة الفعلية للتوصل إلى حلول ناجحة للصراعات الأخرى».
ودعا السيسي، أمام رؤساء دول وحكومات، ووزراء وخبراء دوليين مشاركين في المؤتمر، إلى تعزيز التعاون التنموي لمكافحة الإرهاب، قائلاً إنه يتعين تحقيق الأمن والاستقرار عبر التنمية الاقتصادية أيضاً.
وأضاف الرئيس المصري، أن «الإرهاب بات ظاهرة دولية لها مخاطر متعاظمة تؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمعات، وهو ما يستلزم من الجميع بذل جهود حثيثة وصادقة، لاقتلاع جذور تلك الظاهرة البغيضة التي تعد التهديد الأول لمساعي تحقيق التنمية».
وطالب السيسي بـ»تضييق الخناق على الجماعات والتنظيمات التي تمارس الإرهاب، أو الدول التي ترى في غض الطرف عنه، بل وفي حالات فجة تقوم بدعمه، وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ومطامع إقليمية».
وأعلن السيسي، الذي تولى مؤخراً رئاسة الاتحاد الأفريقي، عزم بلاده تأسيس مركز إقليمي لإعادة الإعمار وتطوير الاتحاد.
وأضاف، أن «من أهم القضايا المُلحة كذلك على الساحة الأفريقية هي قضية الأمن في ليبيا، وهي قضية تتطلب منا جميعاً تقديم الدعم اللازم للمسار السياسي ولجهود المبعوث الأممي، والعمل على دعم وتمكين مؤسسات الدولة بما في ذلك المؤسسة العسكرية».
وأشار إلى أن «مصر حرصت على تقديم العون للأشقاء في ليبيا لمساعدتهم على استعادة عافيتهم، وتوحيد المؤسسة العسكرية وبناء عملية سياسية مستدامة، بما ينعكس إيجاباً على الشعب الليبي والوضع الإقليمي في منطقتي شمال أفريقيا والساحل الأفريقي».
وأضاف، «ولا يفوتني في هذا السياق أن أتحدث عن قضية الهجرة واللاجئين، وما تتطلبه من معالجة تتسم بالشمول والابتكار، تأخذ في اعتبارها جذور الأزمات المسببة لها، وتسعى لتخفيف المعاناة الإنسانية المصاحبة لتلك القضية، خاصة وأن العبء الأكبر لعواقب النزوح واللجوء يقع على عاتق دول الجوار، التي تستقبل الجانب الأكبر من المهاجرين والنازحين في أفريقيا».
وتابع، «وانطلاقاً من إدراك دول القارة الأفريقية لأهمية التعامل الفعال مع هذه الظاهرة، فقد انخرطت هذه الدول في عمليتي فاليتا والخرطوم، وشارك بعضها في وضع العهد الدولي للهجرة، كإطار مُنظم يتيح التعاون والعمل المشترك من أجل إيجاد حلول بناءة لهذا التحدي».
من ناحية أخرى اجتمع وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع وفد اللجنة اليهودية الأمريكية، وذلك على هامش فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن، اليوم الجمعة، حيث ركز اللقاء على سبل استئناف عملية السلام فى الشرق الأوسط والجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية. كما تناول اللقاء العلاقات المصرية الأمريكية في ضوء الطابع الاستراتيجي لهذه العلاقات وما تحققه من مصالح مشتركة للبلديّن.
وذكر المستشار أحمد حافظ المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن الوفد استمع بشكل مفصل خلال اللقاء إلى عرض لتطورات القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس المرجعيات الدولية المُتفق عليها وحل الدولتيّن من أجل التوصل لتسوية دائمة وعادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، حيث شدّد الوزير شكري على أهمية أن تضمن هذه التسوية إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد شكري على أهمية الدور الذي تلعبه الدوائر الأمريكية المختلفة في تنشيط وتعزيز العلاقات الأمريكية مع مصر، مبرزاً أهمية تكثيف التنسيق والتشاور السياسي حول القضايا الإقليمية، لاسيما في ظل توالي الأزمات وتزايد التحديات والمخاطر التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط.
من جهة أخرى قالت وزارة الداخلية المصرية إن «عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية حاولت الجمعة استهداف قوة أمنية بعبوة ناسفة بدائية الصنع في ميدان الجيزة غربي القاهرة».
وقال مصدران أمنيان لرويترز إن «شرطيين و3 مدنيين أصيبوا بجروح طفيفة في انفجار قنبلة خلال محاولة إبطال مفعولها في ميدان الجيزة».
وقال بيان الداخلية «قامت عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية بمحاولة استهداف قول أمني بعبوة بدائية الصنع بمحيط مسجد الاستقامة بميدان الجيزة. قام على الفور خبراء المفرقعات من قوات الحماية المدنية بإبطال مفعولها».
وقال المصدران الأمنيان إن «القنبلة التي انفجرت وقنبلة أخرى تمكنت الشرطة من إبطال مفعولها وضعتا بالقرب من سيارتي شرطة كانتا تقفان بالقرب من مسجد الاستقامة».
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع للتواصل الاجتماعي انفجار عبوة ناسفة خلال محاولة إبطال مفعولها في مكان أقيم حوله طوق أمني أسفل جسر ضخم.
وقال المصدران إن «الشرطة أبطلت مفعول قنبلة ثالثة عثر عليها قرب جامعة القاهرة التي توجد في محافظة الجيزة أيضا في مكان قريب من مكان الانفجار».
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن زرع قنابل في مكان الانفجار أو المكان الآخر.
ومنذ نحو عام تشن قوات الأمن حملة واسعة على المتشددين تتركز على محافظة شمال سيناء.