
القاهرة – "وكالات": افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأول ، أكبر مسجد وكاتدرائية في مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور مصري عربي رفيع لحدث حظي بإشادات على المستوى العالمي.
وقال السيسي في كلمته لدى افتتاحه لكاتدرائية "ميلاد المسيح" الأكبر في الشرق الأوسط، إن "هذه اللحظة مهمة في تاريخنا، نحن شيء واحد وسنبقى شيئا واحد". مشيرا إلى الوحدة بين المصريين على اختلاف الأديان والطوائف.
وأضاف: " لن نسمح لأحد أن يؤثر علينا"، مشيرا إلى أنه لا يحب تعبير الفتنة الطائفية "لأننا لسنا كذلك فنحن جميعا واحد وسنبقى كذلك، ونسجل اليوم معنى شجرة المحبة التي غرسناها لبعض ومحبتنا لبعض."
وشدد أن على المصريين جميعا أن "يحافظوا على هذه الشجرة.. حتى تخرج ثمارها من مصر للعالم كله، من خلال المحبة والتسامح والتآخي بين الناس."
بينما سيطرت على المشهد الأدوار المتبادلة بين كلمات البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في افتتاح مسجد الفتاح العليم، والإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي شارك في افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح.
ووصف البابا تواضروس الثاني تزامن افتتاح مسجد الفتاح العليم، وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة بالمناسبة "غير المسبوقة في التاريخ".
وقال في كلمة له بمسجد الفتاح العليم، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي: "نشهد اليوم مناسبة غير مسبوقة في التاريخ، نحتفل فيها، حيث نرى ونشاهد ونعاين وسط هذا الحضور الكريم، مآذن هذا المسجد الكريم، تتعانق مع منارات كاتدرائية ميلاد السيد المسيح".
وأضاف البابا تواضروس "نسجل صفحة جديدة في كتاب الحضارة المصرية العريقة ومصر التي علمت العالم فن الأعمدة فكانت المسلة في العصور الفرعونية، وكانت المنارة في العصور المسيحية، والمئذنة في العصور الإسلامية".
وتابع "افتتاح هذه الصروح العالية في العاصمة الجديدة تفتح آفاق المستقبل أمام مصرنا الحبيبة، ونرى في رمزية الافتتاح أن مصر تهتم بالقوى الناعمة فيها".
وفي المقابل حضر الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح، وألقى كلمة قال فيها إن الإسلام يحض المسلمين على حماية دور العبادة سواء كانت للمسلمين أو المسيحيين أو اليهود.
وأضاف "فيما يتعلق بالكنائس وموقف الإسلام منها.. موضوع الكنائس في الإسلام موضوع محسوم، وهو ملخص أن دولة الإسلام ضامنة شرعا لكنائس المسيحين ولمعابد اليهود. هذا حكم شرعي".
ومضى يقول: "إذا كان الشرع يكلف المسلمين بحماية المساجد فإنه وبالقدر ذاته يكلف المسلمين بحماية الكنائس".
وجاء افتتاح الرئيس المصري للكاتدرائية التي تقول الحكومة إنها الأكبر في الشرق الأوسط، وأحد أكبر مساجد المنطقة أيضا، في لفتة رمزية للغاية، حيث يحتفل الأقباط الأرثوذكس بعيد الميلاد.
من جانب أخر عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سعادته بافتتاح كنيسة مصرية تعد الأكبر في الشرق الأوسط، في العاصمة الإدارية المصرية الجديدة وقال الرئيس الأميركي على حسابه على "تويتر": "سعيد لرؤية أصدقائنا في مصر يفتتحون أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط. الرئيس السيسي يقود بلاده إلى مستقبل يتسع للجميع".
كما وجه بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، التحية للرئيس المصري لحرصه على إنشاء كاتدرائية ميلاد المسيح، وقال في كلمة مسجلة: "أوجه التحية إلى البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، والكنيسة القبطية أعطت شهادة حقيقية للإيمان والمحبة في أصعب الأوقات".
وسوف يقيم الأقباط، الذين يمثلون أكبر تجمع للمسيحيين في الشرق الأوسط، منتصف الليل قداسا في كاتدرائية ميلاد المسيح، التي وصفتها الحكومة المصرية بأنها أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، بحضور السيسي.