
الخرطوم – "وكالات": امتدت التظاهرات، أمس، إلى مدينة الرهد غرب السودان، وقام المحتجون بإضرام النار بمقر الحزب الحاكم، فيما حذرت السلطات السودانية من اللجوء إلى العنف والتخريب أثناء الاحتجاجات.
يأتي ذلك فيما أقر مدير جهاز الأمن والمخابرات السودانية، صلاح قوش، بوجود ضائقة معيشية يعاني منها المواطن، مؤكداً أحقية المواطنين في رفضها، والتعبير عن ذلك، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه لن يتم التهاون مع مستخدمي العنف والتخريب.وقال قوش خلال تصريحات للصحافيين، إن أفراد الشرطة استخدموا الرصاص الحي تجاه المتظاهرين، بعدما حاولوا الدخول إلى مقار الشرطة. كما أكد أن الحكومة لن ترفع الدعم عن الدقيق والوقود، مبرراً ما حدث من أزمات بأنه نتيجة لمشاكل في الإدارة والتوزيع.
وكانت الاحتجاجات في السودان تواصلت بعدد من ولايات السودان ليومها الثالث، واتسعت خارطة انتشارها لتضم مناطق جديدة شملت ولايتي النيل الأبيض وشمال كردفان.
يأتي ذلك متزامناً مع إعلان الحكومة السودانية تعليق الدراسة في كافة جامعات ولاية الخرطوم اعتباراً من اليوم ، فموجة الاحتجاجات لم يتوقف زحفها بالسودان، وشملت مدنا عديدة.
سكان الأحياء في العاصمة الخرطوم خرجوا في تظاهرات عقب صلاة الجمعة ، التي لم تخلُ منابرها من شكل للاحتجاج، حينما أنزل مصلون في أحد مساجد العاصمة الخطيب من منبره بعد أن حاول تخذيل حراكهم وإرجاع أزمة الضائقة المعيشية إلى ما وصفه بـ"أنانية المواطنين".خارطة التظاهرات تواصلت في عطبرة واتسمت بتصاعد أدى إلى سقوط قتيل آخر، كما دخلت مدن جديدة كالأبيض في شمال كردفان وعدة مدن في النيل الأبيض في الحركة الاحتجاجية.مدينة كربك شهدت أيضاً احتجاجات عارمة أحرق خلالها المتظاهرون مقر الحزب الحاكم وعدداً من المباني الحكومية. الحكومة اتهمت القوى المعارضة بمحاولة تبني الحراك الجماهيري ضد الغلاء لتحقيق أهدافها السياسية، وهو ما رفضته المعارضة.
السلطات السودانية كانت قد حجبت منذ ليل الخميس مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"واتساب" و"يوتيوب"، ولم يتمكن مستخدموها من الدخول إليها إلا عبر استخدام الـ"في بي إنVPN "، فيما نفت الشركات المزودة للخدمة صلتها بهذا الإجراء.
من جانب أخر أعلن والي ولاية النيل الأبيض، السودانية أبوالقاسم الأمين بركة فرض حالة الطوارئ في جميع مناطق الولاية، وحظر التجول من الساعة السادسة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحاً. بالتوقيت المحلي. وفي بيان رسمي أعلن أيضا عن تعليق الدراسة بجميع مراحل التعليم في الولاية، بما فيها مؤسسات التعليم العالي والعام.
وعقب صلاة الجمعة تجددت المظاهرات بخروج أعداد كبيرة إلى الشوارع في الخرطوم ومدن سودانية أخرى.وشملت حركة الاحتجاج أحياء عدة من الخرطوم خاصة شارع الستين والدروشاب والحاج يوسف لتمتد إلى شارع الأربعين في أم درمان، واستخدمت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وقررت السلطات تعطيل المدارس ورياض الأطفال في ولاية الخرطوم اليوم ، كما أفاد مراسل "العربية" أن مزودي شبكة الاتصالات حجبوا خدمة شبكات التواصل الاجتماعي.
وفيما توسعت الاحتجاجات لتشمل مدينة كوستي في الجنوب، تجددت أيضا في عطبره وولاية شمال كردفان، وأحرق متظاهرون مقر الحزب الحاكم في مدينة ربك بالنيل الأبيض.
المتظاهرون عادوا للشوارع رغم الانتشار الأمني الكثيف، وبعد أن قالت الحكومة إنها تبذل كل ما بوسعها للتعامل مع نقص المواد الغذائية الأساسية والخدمات هدد المتحدث باسمها بعدم التردد في التعامل بحزم مع أي شخص يخالف القانون، واتهم مندسين بإبعاد المظاهرات السلمية عن مسارها بحرق مؤسسات عامة وخاصة.