
عواصم - «وكالات» : تسارعت التطورات خلال الساعات الأخيرة في قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بالكشف السعودي الرسمي عن الوقائع الحقيقية التي جرت داخل القنصلية في اسطنبول، والإعلان عن إيقاف 18 شخصاً، فيما بادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تأكيد الرواية السعودية واعتبارها «جديرة بالثقة».
وكانت الرياض أعلنت أن التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة في موضوع اختفاء الصحافي جمال بن أحمد خاشقجي، كشفت أن المناقشات التي تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة العربية السعودية في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مع خاشقجي مما أدى إلى وفاته.
وأكدت النيابة العامة السعودية، أن تحقيقاتها في القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية والبالغ عددهم حتى الآن 18 شخصاً جميعهم من الجنسية السعودية، تمهيداً للوصول إلى كافة الحقائق وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية «واس».
وقالت واس إن المملكة اتخذت الإجراءات اللازمة لاستجلاء الحقيقة وباشرت بإرسال فريق أمني إلى تركيا بتاريخ 6 أكتوبر 2018، للتحقيق والتعاون مع الأجهزة النظيرة في تركيا، وأعقب ذلك تشكيل فريق أمني مشترك بين المملكة وجمهورية تركيا الشقيقة مع السماح للسلطات الأمنية التركية بدخول قنصلية المملكة في إسطنبول ودار السكن للقنصل، حرصاً من المملكة على معرفة كافة الحقائق.
وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمراً للنائب العام في المملكة برقم (5709) بإجراء التحقيقات في ذلك، وقامت النيابة العامة بالتحقيق مع عدد من المشتبه فيهم بناء على المعلومات التي قدمتها السلطات التركية للفريق الأمني المشترك لمعرفة ما إذا كان لدى أي منهم معلومات أو له علاقة فيما حدث حيث كانت المعلومات التي تنقل للجهات الأمنية تشير إلى مغادرة المواطن جمال خاشقجي القنصلية.
من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض في بيان فجر أمس السبت، أنه تابع بيان السعودية بشأن النتائج الأولية للتحقيقات في قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي، وأخذ علماً بأن التحقيقات جارية ومستمرة.
وأضاف البيان، أن الولايات المتحدة ستتابع التحقيقات الجارية، داعية إلى تحقيق العدالة بشكل سريع وشفاف، وأفاد البيان عن «تأييد البيت الأبيض للعدالة التي تأتي في الوقت المناسب والشفافة والتي تتفق مع الإجراءات الواجبة».
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه يعتبر التفسيرات التي قدمتها الرياض فجر السبت، لملابسات مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول في الثاني من الجاري «جديرة بالثقة»، و«خطوة أولى مهمّة».
ورداً على صحافي سأله ما إذا كان يعتبر الرواية السعودية «جديرة بالثقة» قال ترامب: «أجل، أجل».
وأضاف الرئيس الأمريكي: «أقولها مجدداً، الوقت ما زال مبكراً، نحن لم ننته بعد من تقييمنا أو من التحقيق ولكنني أعتقد أنها خطوة أولى مهمة»، في إشارة إلى ما أعلنته الرياض أمس السبت، من أن خاشقجي قتل داخل قنصليتها إثر وقوع شجار و»اشتباك بالأيدي» مع عدد من العناصر السعوديين داخلها.
من ناحيتها قالت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية، إن «التوجيهات والقرارات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجاءت إثر الحادث المؤسف الذي أودى بحياة المواطن جمال خاشقجي، تأتي انطلاقاً مما تأسست عليه المملكة من تحقيق العدل والمساواة وفق الشريعة الإسلامية بمحاسبة أي متجاوز أو مقصر كائناً من كان، مهما كانت الظروف، وبغض النظر عن أي اعتبارات».
وأكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس»، حرص القيادة على تحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين، وهو ما يشهد به تاريخها الطويل، وتشهده أروقة محاكمها، حيث القضاة مستقلون، لا سلطان عليهم في قضائهم لغير أحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة المرعية».
وأضافت «نحن في المملكة العربية السعودية خلف قيادتنا فيما اتخذته من قرارات، معتصمين بالله تعالى ثم بوحدتنا الوطنية».