
عواصم - «وكالات» : فتح القنصل السعودي في تركيا محمد العتيبي أبواب القنصلية في إسطنبول، مساء أمس السبت، لتفنيد مزاعم احتجاز الكاتب جمال خاشقجي فيها.
وتجول وفد من وكالة «رويترز» في أرجاء القنصلية المكونة من 6 طوابق والواقعة في شمال إسطنبول.
وقال العتيبي للوكالة من داخل القنصلية: «أريد التأكيد، أن جمال ليس موجوداً هنا، وأن السفارة السعودية والقنصلية تعملان على البحث عنه».
وشملت الجولة المكاتب، وغرفة المراقبة، وصالة استقبال المراجعين، والمطابخ، والمستودعات، وغرف الحراسة وحتى الحمامات.
وأكدت تقرير الوكالة أنه من الصعب أن يكون هناك تسلل جرى إلى خارج القنصلية، كون القنصلية تحيطها حواجز الشرطة، والأسوار الأمنية العالية، وتعلوها أسلاك شائكة.
وكانت السعودية أكدت سابقاً أن خاشقجي غادر القنصلية يوم الثلاثاء بعد الانتهاء من أوراقه.
وقال القنصل: «أود التأكيد على أن جمال ليس في القنصلية، ولا في المملكة العربية السعودية، والقنصلية والسفارة تعملان على البحث عنه»، مضيفاً: «نحن قلقون»، مؤكداً أنه ليس هناك من تهم قانونية ضد خاشقجي في القنصلية.
وأوردت الوكالة أن العتيبي فتح الخزائن ودروج حفظ الملفات والألواح الخشبية التي تغطي وحدات تكييف الهواء، عبر الطوابق الستة للمبنى، بما في ذلك غرفة الصلاة في الطابق السفلي، كي يتأكد الصحفيون أنه لا يتم إخفاء خاشقجي.
وأوضحت الوكالة أن القنصلية تحتوي على مدخلين في الأمام والخلف، وقال عتيبي إن خاشقجي كان يمكن أن يغادر من كلا الجانبين.
وأضاف: «لسوء الحظ نأسف لبعض التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الأتراك الذين يصرون على أن خاشقجي ما يزال في القنصلية.. من دون أن ينبني ذلك على حقائق»، مؤكداً أن السلطات في البلدين على اتصال، «دعونا نترك بعض الوقت والفرصة لكلا الجانبين لرؤية النتائج».
وشدد على أن فكرة اختطاف خاشقجي في القنصلية كانت «مثيرة للاشمئزاز» وأن فكرة اختطاف مواطن سعودي من خلال بعثة دبلوماسية أمر لا ينبغي طرحه في وسائل الإعلام.
من جهة أخرى كشف مصدر مسؤول في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول في تركيا، أن وفداً أمنياً مكوناً من محققين سعوديين وصلوا السبت إلى إسطنبول، وذلك بناء على طلب الجانب السعودي وموافقة الجانب التركي للمشاركة في التحقيقات الخاصة باختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية، واس.
ونفى المصدر المسؤول ما نقلته وكالة «رويترز» عن مصادر تركية، حول اعتقادها أن المواطن السعودي جمال خاشقجي قُتل داخل القنصلية.
وشجب المصدر في بيان «هذه الاتهامات العارية من الصحة»، مشككاً «أن تكون هذه التصريحات صادرة من مسؤولين أتراك مطلعين أو مخول لهم التصريح عن الموضوع».
وأكد المصدر حرص المملكة على سلامة مواطنيها أينما كانوا، ومتابعة السلطات السعودية المختصة لهذا الشأن لمعرفة الحقيقة كاملة.
من ناحية أخرى رجّحت الشرطة التركية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، بينما تصرّ الرياض على أنه غادر القنصلية بعد دخوله بقليل.
ونقلت رويترز عن مصدرين تركيين ليل السبت أن التقييم الأولي للشرطة التركية يشير إلى أن خاشقجي الذي اختفى بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول الثلاثاء، قد تمت تصفيته داخلها بالفعل.
وقال أحد المصدرين «نعتقد أن القتل متعمد وأن الجثمان نقل إلى خارج القنصلية».
في الموضوع ذاته، نقلت قناة «سي أن أن ترك» عن ياسين أقطاي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية قوله إن السلطات التركية لديها معلومات «ملموسة» عن الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وأضاف المصدر ذاته -حسب ما أوردته رويترز- أن خاشقجي لم يغادر القنصلية السعودية في إسطنبول «بطريقة طبيعية».
من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من الحكومة التركية أن الشرطة تعتقد أن خاشقجي قُتل داخل القنصلية السعودية بأيدي فريق أتى خصيصا إلى إسطنبول وغادر في اليوم نفسه.
وأوردت صحيفة واشنطن بوست الأميركية بدورها نقلا عن مصدرين مطلعين على التحقيقات أن الفريق الذي نفذ عملية الاغتيال قدم من السعودية وهو مؤلف من 15 شخصا، وقالت إنه إذا تأكد مقتل خاشقجي فسيشكل ذلك تصعيدا سعوديا صادما لإسكات المعارضة.
كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن رئيس جمعية «بيت الإعلاميين العرب» التركي توران كشلاكجي أن مسؤولين أتراك أكدوا له أن خاشقجي قُتل.
وقال الأكاديمي محمد مختار الشنقيطي للجزيرة إن مصادر تركية «موثوقة» أخبرته أن السلطات التركية لديها أدلة قاطعة تثبت ضلوع السعودية ودولة أخرى باغتيال خاشقجي، وأنها ستكشف عن تفاصيلها خلال يوم أو يومين.