
عدن - «وكالات» : أقر برلمان صنعاء، الموالي للحوثيين، توجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، يجدد فيها لمطالبة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وإيقاف الحرب في الحديدة قبل العودة إلى المفاوضات
وطالب برلمان صنعاء، بحسب ما نقل موقع «نيوزيمن» عن وكالة الأنباء الرسمية الموالية للميليشيا، أن الحوثيين، اشترطوا قبل العودة إلى المسار السياسي التفاوضي، رفع الحظر على الموانئ الجوية والبحرية في اليمن، ودفع رواتب الموظفين.
ونقلت تقارير يمنية أن الحوثيين استبقوا اللقاء المنتظر مع المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث في صنعاء، لوضع شروطهم، خاصةً «صرف مرتبات كافة موظفي الدولة في جميع المحافظات»، وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي، على الأقل، أمام الرحلات التجارية والدولية، لضمان حرية تحركهم، ونقل المصابين من الحوثيين للعلاج في الخارج.
من ناحية أخرى أسقط الجيش الوطني اليمني، الأحد، بدعم من التحالف العربي طائرة مسيّرة تابعة لميليشيات الحوثي الموالية لإيران قرب العاصمة صنعاء، وفقاً لما ذكرته صحيفة عكاظ السعودية.
ووثق مقطع فيديو رجال الجيش اليمني وبحوزتهم حطام الطائرة بعد إسقاطها، في منطقة حريب نهم شرقي العاصمة صنعاء.
وتأتي محاولة الحوثيين لإرسال الطائرة المسيرة بعد سقوط مقاتليها قتلى بأعداد متفاوتة خلال الأيام الماضية.
من جانب اخر قال مسؤول يمني، إن الميليشيات الحوثية، أصدرت نحو 100 ألف هوية شخصية مزورة لعناصرها داخل محافظة الحديدة، منذ سيطرتها على المحافظة.
وتخوض القوات اليمنية، مسنودةً بطيران التحالف العربي، معارك شرسة لتحرير مدينة وميناء الحديدة الاستراتيجي، على ساحل البحر الأحمر، الذي تستخدمه الميليشيات الحوثية في تهريب السلاح والسيطرة على المساعدات الإنسانية الموجهة للسكان المحليين.
وقال وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي، وفق صحيفة الشرق الأوسط أمس الإثنين، إن «الحوثيين تعمدوا إصدار ما بين 70 و100 ألف هوية شخصية بأسماء وهمية لعناصرهم داخل الحديدة لأغراض وأهداف خبيثة، أبرزها تمكينهم من المناصب في المؤسسات الحكومية، وبقاؤهم خلايا نائمة لتنفيذ عمليات إرهابية».
وأضاف القديمي: «عندما سيطرت الميليشيات على المرافق الحكومية في الحديدة، ومنها إدارة الأحوال المدنية والجوازات، بدأوا بإدخال أبناء محافظات صعدة، وحجة، وعمران إلى الحديدة، وتبديل أبناء المحافظة بهذه العناصر، الأمر الذي أحدث تذمراً كبيراً بين أبناء الحديدة».
وتابع: «ثم بدأت الميليشيات الحوثية بإصدار البطاقات الشخصية لعناصرها على أنهم من مواليد الحديدة، لتمكينهم من مناصب في المؤسسات الرسمية، ولتبقى هذه العناصر داخل المدينة بعد التحرير، والتخفي جيوب نائمة لتنفيذ عمليات إرهابية داخل الحديدة».
من جهة أخرى تشهد صنعاء والمحافظات المجاورة لها، لليوم الثاني على التوالي، أزمة مشتقات نفطية، وسط وعود من شركة النفط التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي بتوفير كميات كبيرة منها هذا الأسبوع.
ووفق موقع نيوز يمن، أمس الإثنين: «أغلقت معظم محطات المشتقات النفطية أبوابها أمام السيارات والمركبات العامة، فيما انتعشت السوق السوداء للمشتقات النفطية التي يملكها تجار يعملون لصالح قيادات في ميليشيا الحوثي منذ سيطرتها على المؤسسات الحكومية في صنعاء في سبتمبر 2014».
وقالت شركة النفط، الخاضعة لميليشيا الحوثي في صنعاء، إنه «تم تنسيق وترتيب حركة دخول وخروج القاطرات البترولية عبر مداخل أخرى لمدينة الحديدة»، لكن مصادر سياسية مطلعة في وزارة النفط كشفت، أن «احتدام المواجهات في مدينة الحديدة ليس مبرراً إطلاقاً لأزمة المشتقات النفطية الخانقة»، مشيرةً إلى أن «المواجهات في مدينة الحديدة مشتعلة في مناطق محدودة منذ شهور عديدة»، مؤكدة أن «المنشآت النفطية تعمل بشكل اعتيادي».
وتشهد شوارع صنعاء أزمة مواصلات خانقة، حيث توقفت معظم وسائل النقل الداخلي والخارجي عن الحركة، وارتفعت أسعار صفيحة البترول سعة 20 لتراً في السوق السوداء إلى أكثر من 15 ألف ريال.
واتهمت مصادر في وزارة النفط، قيادات ميليشيا الحوثي بافتعال الأزمة ومضاعفة الأعباء على كاهل المواطنين في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، وذلك بمنح عدد من التجار حق احتكار استيراد المشتقات النفطية بكميات قليلة لا تفي بتوفير احتياجات السوق، واتهمت المصادر من وصفتهم بـ»مافيا النفط» بتحقيق أرباح خيالية خلال الأشهر القليلة الماضية، بيع اللتر الواحد بـ 400 ريال، محققين بذلك أرباحاً مضاعفة على حساب معاناة المواطنين.
وحسب المصادر، فرضت ميليشيا الحوثي ضرائب إضافية بـ 100% على التجار الراغبين في استيراد مشتقات نفطية من المكلا، في حين سمحت لتجار آخرين مقربين منها استيراد شحنات قليلة لا تتعدى 5 آلاف لتر للشحنة الواحدة، في مخالفة واضحة لقوانين شركة النفط التي تلزم التجار باستيراد ما لا يقل عن 30 ألف لتر للشحنة الواحدة.
ودأبت ميليشيا الحوثي على فرض سلسلة جرعات سعرية شهرية في المشتقات النفطية، رافعة بذلك سعر صفيحة البترول سعة 20 لتراً إلى 8500 ريال، فيما تجاوز سعر الصفيحة نفسها من الديزل 10 آلاف ريال.
من جانب آخر لقي عدد من عناصر ميليشيا الحوثي مصرعهم، وأصيب آخرون، اليوم الأحد، في مواجهات مع قوات الجيش الوطني، في جبهة حيفان جنوبي محافظة تعز.
وقال مصدر أمني لموقع الجيش الوطني، سبتمبر نت «إن المواجهات اندلعت عقب محاولة عناصر من الميليشيا التسلل إلى مواقع في قمة جبل العبلية الاستراتيجي بجبهة حيفان التي استعادتها قوات الجيش في الأيام القليلة الماضية».
وأكد المصدر أن قوات الجيش أحبطت محاولة الميليشيا، وكبدتها قتلى وجرحى في صفوفها قبل أن يلوذ مسلحوها بالفرار.
وكانت قوات الجيش الوطني استعادت خلال الأسابيع الماضية مواقع عدة كانت تحت سيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة حيفان جنوبي محافظة تعز، عقب معارك ضارية تكبدت فيها الميليشيا خسائر في العدة والعتاد.