
عدن - «وكالات» : كشفت مصادر دبلوماسية، أمس الخميس عن الخطوط العريضة التي ستتضمنها الإحاطة التي سيقدمها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لمجلس الأمن الدولي في اجتماعه.
وقالت المصادر إن «غريفيث سيطالب في إحاطته للمجلس بتجميد العمليات العسكرية في اليمن لمدة شهر ودعوة الفرقاء اليمنيين لعقد جولة مشاورات جديدة في جنيف مطلع سبتمبر المقبل».
ولفتت المصادر إلى أن المبعوث الأممي يكثف من تحركاته بهدف الحصول على غطاء إقليمي ودولي لدعم جهوده الرامية للتخفيف من حدة المواجهات العسكرية على الأرض والبدء في تنفيذ إجراءات سياسية وإنسانية تمهّد الطريق أمام استئناف المشاورات بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين.
ومن بين الإجراءات التي يعتزم غريفيث إتمامها بعد تقديم إحاطته لمجلس الأمن الدولي، العمل على إنجاز أكبر عملية لتبادل الأسرى واتخاذ إجراءات تضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف مناطق اليمن.
وأكدت المصادر على مضيّ المبعوث الأممي قدماً بالتعاون مع وزارة الخارجية البريطانية في الإعداد لاجتماع سياسي يمني سيعقد في لندن بمشاركة سياسيين بارزين من مختلف التيارات والاتجاهات في اليمن، يمكن أن يلعب دوراً فاعلاً في تهيئة الأرضية للمشاورات القادمة ويمارس دوراً توفيقياً للتقريب بين وجهات النظر.
ويستند غريفيث في تحركاته على دعم سياسي ودبلوماسي من وزارة الخارجية في بلده وهو ما يفسر حرصه على تقديم مقترحاته الجوهرية حول الحل السياسي في اليمن بالتزامن مع تولي بريطانيا رئاسة مجلس الأمن الدولي مطلع الشهر الجاري.
من ناحية أخرى واصلت قوات المقاومة المشتركة، أمس الخميس، تقدمها باتجاه مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة، وسيطرت على عدد من المواقع الهامة بعد تطهير مساحات شاسعة في أطراف المدينة موقعة عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا الانقلابية الحوثية.
وأفاد الإعلام العسكري التابع للمقاومة الوطنية، أن قوات مشتركة من ألوية العمالقة وكتائب الزرانيق ومقاومة الدريهمي بمساندة الضربات الجوية لطيران التحالف العربي وسلاح المدفعية شنت عملية عسكرية واسعة لتحرير مدينة الدريهمي وتمكنت من تحرير المنتزه السياحي وأجزاء واسعة من المزارع المجاورة للمدينة، حسب موقع «نيوزيمن» الإخباري.
وأوضح أن القوات المشتركة نفذت عملية التفاف واسعة ومفاجئة للعدو الذي كان يحصن دفاعاته في الاتجاه الجنوبي للمديرية قبل أن تباغته قوات المقاومة بتحقيق تقدم في الاتجاه الشمالي قاطعة خطوط الإمداد التي كانت ميليشيات الحوثي تستخدمها لإمداد مجاميعها في مديرية الدريهمي وما حولها.
ولفت الإعلام العسكري إلى أن الهجوم أسفر عن دك تحصينات الميليشيا الحوثية حول مدينة الدريهمي وتطهير ثكنات عسكرية كانت الميليشيا الإيرانية تتمترس فيها وصولاً إلى أطراف مدينة الدريهمي، مؤكداً سقوط عشرات القتلى والجرحى من ميليشيات الحوثي في الاشتباكات المستمرة في أطراف مدينة الدريهمي منذ يوم أمس الأربعاء وإلقاء القبض علی عدد منهم، فضلاً عن اغتنام أسلحة ثقيلة ومتوسطة.
وأشار إلی أن ميليشيات الحوثي تراجعت من معظم المواقع التي كانت تتحصن فيها خارج المدينة، وعمدت إلى التحصن داخل الأحياء السكنية في مدينة الدريهمي واتخاذ المدنيين دروعاً بشرية.
كما تمكنت قوات الجيش الوطني الموالية للحكومة الشرعية، الأربعاء، من تحرير مواقع جديدة بمحافظة الحديدة، غرب اليمن، من قبضة مسلحي ميليشيات الحوثيين.
وأشارت المصادر إلى أن «ميليشيا الحوثي تلقت في العملية الهجومية ضربة موجعة نتيجة سقوط أعداد كبيرة من مقاتليها بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى أسر عدد منهم، وفرار الباقين إلى أحياء مدينة الدريهمي لتتحصن بمنازل الأهالي».
وذكرت ذات المصادر «أن الجيش استعاد كمية من الأسلحة بين ثقيلة ومتوسطة وخفيفة، بالإضافة إلى كمية من الذخائر».
وبحسب المصادر، فقد ساند طيران الأباتشي العملية الهجومية بشكل فعال وقوي، وبدء من التمهيد الناري للهجوم، وقطع خطوط إمداد الميليشيات، وحتى استهداف المواقع الخلفية للمليشيات في أطراف المدينة».
وذكرت المصادر، أن المعارك لا تزال مستمرة بشكل عنيف حيث تحاول ألوية العمالقة السيطرة الكاملة على مركز المديرية.
وتأتي هذه المعارك بعد يوم من إعلان الحوثيين بدء مبادرة قدمتها الجماعة لوقف إطلاق النار بجميع الجبهات القتالية في اليمن لمدة نصف شهر، دون أن تعطي قوات التحالف والحكومة الشرعية أي رد لهذه المبادرة حتى الأن.
وأشارت جماعة الحوثي الانقلابية إلى أن هذه المبادرة قابلة للتمديد، «إن قوبلت بخطوات من التحالف».