بغداد - «وكالات» : دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، المتظاهرين للتعاون مع الحكومة لكشف «المندسين» ومن يستهدف الأمن العام، مشيراً إلى أن الأمن في العراق تحقق بعد تضحيات كبيرة.
وقال العبادي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي: «نحن مع التظاهرات المطالبة بالحقوق المشروعة، شرط ألا تتحول لممارسة العنف»، مؤكداً «أهمية حماية المتظاهرين وحفظ الأمن في عموم البلاد»، حسب ما أورد موقع قناة «السومرية» الإخباري.
ودعا العبادي، المتظاهرين إلى «التعاون مع الحكومة لكشف المندسين ومن يستهدف الأمن العام»، لافتاً إلى أن «الحكومة تُتابع مطالب المتظاهرين باهتمام ووجهنا بتلبية ما يمكن تلبيته في الوقت الحاضر».
من ناحية أخرى استخدمت الشرطة العراقية، الهراوات وخراطيم المياه، لتفريق نحو 250 محتجاً تجمعوا عند المدخل الرئيسي لحقل الزبير النفطي الضخم، الثلاثاء، وسط تصاعد التوتر في مدن بجنوب العراق بسبب تدهور الخدمات العامة.
ومنذ بداية الاحتجاجات قبل 9 أيام هاجم محتجون مبان حكومية، ومكاتب أحزاب سياسية، واجتاح مقاتلون شيعة المطار الدولي في مدينة النجف.
وقال مسؤولون ومصادر في العراق إن الاحتجاجات لم تؤثر على الإنتاج في حقل الزبير الذي تديره شركة إيني الإيطالية، وكذلك حقل الرميلة الذي تطوره شركة بي.بي وحقل غرب القرنة 2 الذي تشغله لوك أويل.
ويرى عراقيون كثيرون أن الزعماء لا يتقاسمون معهم الثروة النفطية للبلاد.
وقال بعض المحتجين إن العمال الأجانب يسلبونهم فرص العمل في شركات النفط.
وقُتل 3 محتجين في اشتباكات مع الشرطة أحدهم عند حقل غرب القرنة 2 وأصيب العشرات.
والعراق ثاني أكبر منتج للنفط داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول، أوبك، بعد السعودية.
وتمثل صادرات النفط الخام 95% من إيرادات الدولة وأي اضطراب في الإنتاج قد يضر بشدة الاقتصاد المتعثر بالفعل في وقت يحتاج العراق لعشرات المليارات من الدولارات لإعادة الإعمار بعد حرب استمرت 3 أعوام على تنظيم داعش الإرهابي.
وقد يؤدي استمرار التوتر في الجنوب إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية.
ولا يبدو أن هناك أي مؤشرات على عدول المحتجين، الذين يتحملون وطأة الحر الشديد، عن مطالبهم.
وعبروا عن غضبهم في البصرة، أكبر مدن الجنوب، والسماوة، والعمارة، والناصرية، والنجف، وكربلاء، والحلة.
من جهة أخرى أكدت وزارة الصحة العراقية الثلاثاء، مقتل 8 وإصابة 56 آخرين، في الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ مطلع الأسبوع الماضي، على تردي الخدمات، والكهرباء، والفساد.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف البدر في مؤتمر صحافي: «في الوقت الحالي، هناك 56 مصاباً، و8 وفيات، اثنين منهم في البصرة، ومثلهما في النجف، وثلاثة في السماوة، وشخص في كربلاء، مساء الإثنين».
وأشار البدر، حسب شبكة «رووداو» الإعلامية، إلى أن «أكثر من 90% من المصابين إصاباتهم خفيفة، وهناك 56 مصاباً موجودون في المستشفيات، حالة 7 منهم خطرة ويتلقون العلاج اللازم في مؤسسات الصحة».
وبدأت الاحتجاجات من محافظة البصرة، وامتدت إلى محافظات النجف، وكربلاء، وذي قار، وبابل، والديوانية، والمثنى، وشهدت إضرام النيران من قبل بعض المحتجين في دوائر للدولة ومكاتب أحزاب.
ويزداد سخط السكان في العراق على الحكومة في فصل الصيف، جراء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وسط أجواء حارة تصل فيها درجات الحرارة إلى 50 مئوية.
