
بغداد - «وكالات» : قالت الشرطة العراقية ومصادر في قطاع الطاقة «إن نحو 200 متظاهر تجمعوا عند مدخل حقل السيبة للغاز في البصرة جنوب العراق أمس الإثنين»، فيما تتواصل الاحتجاجات والاضطرابات بسبب تردي الخدمات في مدن الجنوب.
وقال مسؤولون في الحقل «إن الاحتجاج لم يؤثر على العمليات في السيبة الذي تديره شركة كويت إنرجي».
وشهدت مدن جنوب العراق الأحد احتجاجات جديدة لليوم السابع على التوالي تخللتها اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن وأعمال تخريب استهدفت مقرات تابعة لأحزاب ومحاولات لاقتحام مقرات إدارية وغيرها ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
كما فرضت القوات الأمنية العراقية، مساء الأحد، حظراً للتجوال على حركة المركبات في المحافظة، من العاشرة مساءً، إلى فجر اليوم التالي، بسبب الاحتجاجات المستمرة والعنف الذي تخللها.
وقال مصدر أمني، حسب موقع قناة «السومرية نيوز»، إن القوات الأمنية في محافظة البصرة، فرضت حظرت تجوال السيارات في عموم المحافظة من العاشرة مساءً وحتى فجر اليوم الموالي.
وأضاف المصدر، الذي طلب التكتم على هويته، أن القوات الأمنية اعتقلت عدداً من المتظاهرين قرب مجلس المحافظة.
وتشهد مدن ومحافظات عدة في العراق، تظاهرات احتجاجاً على تردي الخدمات العامة، وندرة المياه والكهرباء والبطالة، والفساد في دوائر الدولة.
من جانب آخر تشهد مدينة كربلاء العراقية، أمس الإثنين، إجراءات أمنية مشددة في مناطق وشوارع رئيسية وفرعية، تحسباً من تجدد انطلاق مظاهرات شعبية للمطالبة بتحسين الخدمات، ومحاربة الفساد وتوفير فرص عمل للعاطلين.
وقال شهود عيان، إن قوات أمنية معززة بالعجلات والعسكرية انتشرت فجر الإثنين، قرب الأبنية الخدمية ومقار الحكومة المحلية والطرق المؤدية إلى مرقد الإمام الحسين وأخيه العباس، تحسباً من انطلاق مظاهرات شعبية في محافظة كربلاء جنوب بغداد.
وأشار الشهود إلى أن مروحيات الجيش العراقي تحلق بين الحين والآخر في سماء المحافظة، فيما تقوم القوات العراقية بحملات دهم وتفتيش لتعقب رموز المتظاهرين والتحقيق معهم.
وتعيش غالبية المدن والمحافظات جنوبي العراق، حالة غليان شعبي للمطالبة بتحسين الأوضاع الخدمية وحل مشكلة تجهيز الكهرباء، وتوفير فرص عمل رافقها أعمال تخريب طالت أبنية حكومية ومقار الأحزاب الشيعية الكبرى، أبرزها حزب الدعوة وتيار الحكمة الوطني والمجلس الأعلى الإسلامي ومنظمة بدر وحزب الله والفضيلة.
واستخدمت القوات العراقية خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، فيما شهدت محافظات أخرى أبرزها محافظة ذي قار وكربلاء والبصرة إطلاق نار على المتظاهرين لمنع اقتحامهم للمقار الحكومية ومقار الاحزاب.
وأجرت الحكومة العراقية وخلية الأزمة ومجلس الأمن الوطني سلسلة اجتماعات برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي لوضع آليات للحد من اتساع رقعة التظاهر، ومراقبة الأفراد الذين يقومون بأعمال عنف وحرق وتدمير للأبنية الحكومية.
كما نقل موقع قناة السومرية نيوز الأحد، عن مصدر في الشرطة العراقية، فضل التكتم على هويته، أن قوات مكافحة الشغب انتشرت بشكل واسع في مناطق وسط بغداد.
وأوضح المصدر أن «قوات مكافحة الشغب انتشرت بشكل واسع في وسط بغداد، في إجراء احترازي».
وأضاف المصدر أنها «تفتش وتدقق في جميع السيارات ضمن مناطق انتشارها».
ويتزامن الانتشار مع تظاهرات غاضبة في معظم محافظات وسط وجنوب العراق للمطالبة بتحسين الخدمات، خاصةً الكهرباء، والماء، فضلاً التنديد بالبطالة وانتشار الفساد.
من جهة أخرى أوقف العراق إصدار تأشيرات الدخول للإیرانیین، من الخميس إلى السبت الماضيين، قبل أن يعاود إصدارها الأحد، لكن بوتيرة منخفضة جداً، ما أثار تساؤلات حول الإجراء المفاجئ ومدى ارتباطه بضغوط أمريكية على بغداد، أو بوقف طهران إمداد بغداد بالكهرباء.
ونقلت صحيفة الجريدة الكويتية، عن مصدر دبلوماسي إيراني في كربلاء الأحد، أن «الإجراء العراقي رسالة تهديد»، مضيفاً أن السلطات العراقية أبلغت بلاده بأن «إيقاف إمداد بغداد بالكهرباء والماء أدى إلى غضب شعبي يشكل تهديداً لأمن الإيرانيين في العراق، وبناءً عليه فضّلت تخفيض عدد التأشيرات لهم حتى تهدأ الأزمة».
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر أخرى أن العراق أوقفت قبل أيام، 9 إيرانيين يحملون جوازات سفر مزورة في مطار بغداد، وأن السلطات أقرت بعد هذه العملية، إجراءات «تدقيق إضافية على الجوازات الإيرانية، ووضع بعض القيود» في انتظار التوصل إلى صيغة جديدة للتعامل مع التأشيرات الممنوحة للإيرانيين.
وأوردت الصحيفة أن هذه الإجراءات الجديدة، تتزامن مع اتهام واشنطن بغداد أكثر من مرة بتسهيل مرور شخصيات إيرانية على قائمة العقوبات عبر مطاري بغداد والنجف، مطالبةً بغداد بالتدقيق أكثر في حركة الإيرانيين عبر مطاراتها.