بغداد - «وكالات» : شكل العراقيون مفاجأة سياسية بإيصال قائمتين مناهضتين للتركيبة السياسية الحالية لتتقدما الانتخابات التشريعية بحسب ما أظهرت نتائج شبه رسمية، أعلنتها عنها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق.
وقالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق الإثنين إن «التكتل الانتخابي لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر يتجه لتصدر سباق الانتخابات البرلمانية بعد فرز 91 في المئة من الأصوات».
النتائج الجزئية الرسمية التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على يومين بحسب وكالة الأنباء العراقية «واع»، شملت 16 محافظة من أصل 18، حيث لا تزال تنتظر النتائج في محافظتي كركوك ودهوك، التي أرجأت المفوضية إعلان نتائج التصويت فيهما لعدم اكتمال التحقق من النتائج على أن «تعلن لاحقاً».
وتذهب الترجيحات بفارق ليس كبير لصالح رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يحظى بدعم دولي كبير ويحسب له «النصر»على المتشددين هناك.
وأظهرت نتائج محافظات النجف، وميسان، وصلاح الدين، وأربيل، والسليمانية، ونينوى، تواصل قائمة «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر التقدم تليها «قائمة الفتح»، بزعامة هادي العمر.
سجلت «قائمة سائرون» تقدماً في محافظتي النجف وميسان تلتها «قائمة الفتح» فيما فازت «قائمة النصر» بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي بالمرتبة الأولى في محافظة نينوى في حين فازت «قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني» في أربيل تلتها «قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني»، وفازت قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية تلتها التغيير في حين فازت «قائمة قلعة الجماهير» بالمرتبة الأولى في محافظة صلاح الدين وتلتها الفتح ثانياً.
وحل تحالف «سائرون» الذي يجمع الصدر والحزب الشيوعي على أساس «مكافحة الفساد»، في المرتبة الأولى في 6 محافظات من أصل 18، وثانياً في 4 أخرى.
أما تحالف الفتح الذي يضم فصائل الحشد الشعبي التي لعبت دوراً حاسماً في دعم القوات الأمنية لدحر تنظيم داعش الإرهابي، حلت أولاً في 4 محافظات، وثانياً في 8 محافظات أخرى.
وبالنسبة إلى العبادي، المدعوم من التحالف الدولي، حل خلف «الفتح» و»سائرون» في جميع المحافظات ما عدا نينوى، وكبرى مدنها الموصل التي أعلن العبادي»تحريرها»في يوليو الماضي.
وهنأ العبادي في مؤتمر صحافي الإثنين «الكتل الفائزة»، داعياً إلى «احترام نتائج الانتخابات».
بُعيد ذلك، نشر مقتدى الصدر بياناً عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر ألمح فيه إلى نية التعاون، ذاكراً أسماء الكتل التي لا مانع لديه من التحالف معها، مستثنيا «الفتح» والمالكي.
وفي إطار نظام انتخابي وضع لمنع «الهيمنة المطلقة» لأي حزب على السلطة، يمكن للعبادي تشكيل «ائتلاف حكومي» يضمن له ولاية ثانية.
وخلال الحملة الانتخابية، ألمح العبادي والصدر إلى إمكانية التحالف، في حين تلاشى أي اتفاق ممكن بين العبادي والعامري في أقل من 24 ساعة.
وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات أن «نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت 44,52 في المئة وهي الأدنى منذ بدء الانتخابات متعددة الأحزاب في العراق عام 2005».