
عواصم - «وكالات» : ذكر الدفاع المدني السوري المعروف باسم «الخوذ البيضاء»، في وقت مبكر من صباح أمس الأحد، أن قوات النظام السوري شنت هجوماً بالغازات السامة على دوما بالغوطة الشرقية، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
وغرد الدفاع المدني على صفحته على تويتر للتواصل الاجتماعي، بأن «قوات النظام وداعميه استهدفت دوما بالغازات السامة». وقدر الدفاع المدني الحصيلة الأولية لعدد القتلى بحوالي 40 قتيلاً على الأقل علاوة على إصابة المئات.
وفي وقت لاحق ذكر الدفاع المدني في تغريدة على تويتر، أن «عدد الشهداء ارتفع إلى أكثر من 150 شهيداً».
ولم يتسن على الفور التأكد من صحة هذه الأرقام.
يذكر أن قوات النظام بدأت يوم الجمعة الماضية، في شن هجمات جوية وبرية على دوما، والتي تعد آخر مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر رسمي القول، إن «عناصر تنظيم جيش الإسلام في دوما يعيشون انهياراً وتقهقراً أمام ضربات الجيش العربي السوري، في معقلهم الأخير في مدينة دوما، بالغوطة الشرقية، في ريف دمشق».
وتابع أن «الأذرع الإعلامية لتنظيم جيش الإسلام الإرهابي، تستعيد فبركات استخدام السلاح الكيماوي لاتهام الجيش العربي السوري في محاولة مكشوفة وفاشلة لعرقلة تقدم الجيش».
وأشار المصدر إلى أن «الجيش الذي يتقدم بسرعة وبإرادة وتصميم ليس بحاجة إلى استخدام أي نوع من المواد الكيماوية كما تدعي وتفبرك بعض المحطات التابعة للإرهاب».
وأوضح المصدر، أن «مسرحيات الكيماوي لم تنفع في حلب ولا في بلدات الغوطة الشرقية، ولن تنفع الإرهابيين ورعاتهم اليوم فالدولة السورية مصممة على إنهاء الاٍرهاب في كل شبر من أراضيها».
من ناحية أخرى أثارت تقارير عن هجوم محتمل بـ»الغازات السامة» استهدف السبت مدينة دوما في الغوطة الشرقية، تنديداً دولياً بعد توجيه معارضين ومسعفين أصابع الاتهام لقوات النظام السوري، متحدثين عن عشرات الضحايا.
وتزامن ذلك مع إعلان دمشق مفاوضات مباشرة مع فصيل جيش الإسلام المسيطر على مدينة دوما، لإجلائه منها.
وبعد تعثر اتفاق سابق، استأنفت قوات النظام السوري الجمعة والسبت قصفها العنيف لدوما، ما أسفر عن مقتل نحو «100 مدني بينهم 21 توفوا السبت اختناقاً»، كما أصيب 70 شخصاً باختناق وضيق نفس، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ولم يتمكن المرصد من «تأكيد أو نفي» استخدام الغازات السامة.
ورجح مديره رامي عبد الرحمن أن «إصابات الاختناق ناتجة عن كثافة الدخان بعد القصف نتيجة وجود المدنيين في غرف مغلقة».
الا أن منظمة الخوذ البيضاء الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل وفصيل جيش الإسلام والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اتهمت قوات النظام بشن هجوم «بالغازات السامة».
وقال البابا فرنسيس أمام الآلاف في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان: «تأتينا أخبار مروعة من سوريا حيث سقط عشرات الضحايا بينهم الكثير من النساء والأطفال، تأثر كثيرون بتداعيات المواد الكيمياوية في القنابل الملقاة على سكان دوما».
وأدانت الولايات المتحدة ما حصل، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت إن «هذه المعلومات اذا تأكدت مروعة وتتطلب رداً فورياً من الأسرة الدولية».
وأضافت أن «نظام بشار الأسد وداعميه يجب أن يحاسبوا وأي هجمات أخرى يجب أن تمنع فوراً»، مشددةً على أن «روسيا بدعمها الثابت لسوريا تتحمل مسؤولية في هذه الهجمات الوحشية».
ونفت روسيا ودمشق استخدام أسلحة كيميائية.
ووصف مصدر رسمي سوري اتهامَ الحكومة السورية باستخدام الأسلحة بـ»فبركات ومسرحيات الكيماوي»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية سانا.
وقال رئيس المركز الروسي للمصالحة في قاعدة حميميم الجوية الجنرال يوري يفتوشينكو ليل السبت «نحن مستعدون فور تحرير دوما من المسلحين لإرسال خبراء روس، لجمع المعلومات التي تؤكد أن هذه الادعاءات مفبركة».
وتراوحت حصيلة القصف بـ»الغازات السامة»، التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء على حساباتها على تويتر بين 40 و70 قتيلاً.
وتحدثت منظمة الخوذ البيضاء والجمعية الطبية السورية الأمريكية «سامز» في بيان مشترك عن وصول «500 حالة» إلى النقاط الطبية.
وأشارتا إلى أعراض «زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة تشبه رائحة الكلور».
ونشرت الخوذ البيضاء على حساباتها في تويتر صوراً قالت إنها «للضحايا تظهر جثثاً متراكمة في إحدى الغرف، وأخرى لأشخاص بينهم أطفال يخرج الزبد الأبيض من أفواههم».
وفي شريط فيديو نشرته المنظمة أيضاً، يظهر المسعفون يصعدون على درج ارتمت عليه جثة قبل أن يدخلوا إلى منزل فيه جثث لأطفال ونساء ورجال ثم يخرج المسعفون ركضاً ويقول أحدهم «الرائحة قوية جداً».
وقال الطبيب محمد من مدينة دوما لوكالة فرانس برس: «استقبلنا أكثر من 70 إصابة اختناق، وليس لدينا سوى 4 مولدات أوكسيجين»، مضيفاً: «الوضع مأسوي جداً جداً، أعمل في المستشفى منذ 4 سنين ولم يمر علي مثل هذه الساعات أبداً».
وقال فراس الدومي، من الخوذ البيضاء: «حين وصلت فرق الإغاثة إلى مكان الاستهداف، كان المشهد مروعاً، الكثيرون يختنقون، أعداد كبيرة جداً، وهناك من توفي فوراً، غالبية الشهداء من النساء والأطفال».
وأضاف: «لا أستطيع وصف الموقف، مجزرة مروعة، رائحة المكان قوية جداً، حتى أنها أدت لضيق نفس لدى عناصرنا، وثقنا وخرجنا مباشرة من المكان».
وإثرَ عملية عسكرية جوية وبرية وعمليتي إجلاء لمقاتلين معارضين، سيطرت قوات النظام السوري على 95 في المئة من الغوطة الشرقية لتبقى دوما وحدها، تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام الذي دخل في مفاوضات معقدة مع روسيا.
وأعلنت روسيا من جانب واحدٍ اتفاقاً لإجلاء مقاتلي جيش الإسلام، خرج بموجبه في بداية الأسبوع الماضي نحو 3آلاف مقاتل ومدني إلى شمال البلاد، قبل أن «يتعثر مع محاولة الطرفين فرض المزيد من الشروط، ووسط انقسام في صفوف الفصيل المعارض».
وقال مصدر رسمي الأحد، وفق وكالة الأنباء السورية سانا، إن «إرهابيي ما يُسمى جيش الاسلام يطلبون التفاوض مع النظام السوري والدولة ستبدأ التفاوض».
وأضاف أن المفاوضات مع «الدولة السورية حصراً بعدما استجدى إرهابيو جيش الإسلام طوال ليل أمس وقف العمليات العسكرية».
وعقد اجتماع أولي ظهر السبت، وفق التلفزيون الرسمي السوري.
وأورد المصدر الرسمي أن «أحد أسباب موافقة الحكومة السورية على التفاوض المباشر هو إخراج جيش الاسلام إلى جرابلس في شمال البلاد».
وكانت اللجنة المدنية في دوما المشاركة في المفاوضات مع الجانب الروسي أعلنت صباح الأحد «استئناف المفاوضات اليوم مع ترجيح التوصل لاتفاق نهائي».
من جهة أخرى عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية اليوم الأحد عن قلق المملكة البالغ وإدانتها الشديدة «للهجوم الكيماوي المروع الذي تعرضت له مدينة دوما بالغوطة الشرقية في سوريا» أمس السبت، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وأكد المصدر ضرورة «إيقاف هذه المآسي، وانتهاج الحل السلمي القائم على مبادئ إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن الدولي 2254 «.
وشدد المصدر على «أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه حماية المدنيين في سوريا».
كانت منظمات إغاثية أكدت مقتل ما لا يقل عن 70 شخصاً السبت، بعد هجوم يشتبه في أنه كيماوي استهدف آخر معاقل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية، وسط مخاوف من تجاوز عدد القتلى الـ 100.
من ناحيتها رفضت موسكو أمس الأحد الاتهامات الموجهة للنظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية في مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة قرب دمشق، بعدما حملت الولايات المتحدة روسيا المسؤولية عن أي هجوم من هذا النوع.
وقال رئيس «المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا» الجنرال يوري يفتوشينكو في تصريحات نقلتها عنه وكالات أنباء محلية «ننفي بشدة هذه المعلومات، نحن مستعدون فور تحرير دوما من المسلحين لإرسال خبراء روس في مجال الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي لجمع المعلومات التي ستؤكد أن هذه الادعاءات مفبركة».
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أفادت السبت بأن التقارير عن سقوط ضحايا بأعداد كبيرة في هجوم كيماوي مزعوم في دوما بسوريا «مروعة»، وإذا تأكدت فإنها تتطلب رداً دولياً.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناورت في بيان: «هذه التقارير مروعة وتتطلب ردا ًفورياً من المجتمع الدولي إذا تأكدت».
واستشهدت ناورت بتاريخ حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في استخدام الأسلحة الكيماوية، وقالت إن حكومة الأسد وروسيا الداعمة لها، تتحملان المسؤولية وأن هناك حاجة «لمنع أي هجمات أخرى على الفور».
وأضافت المتحدثة: «في نهاية المطاف تتحمل روسيا، بدعمها الذي لا يتزعزع للنظام، المسؤولية عن هذه الهجمات الوحشية».
من جهة أخرى أعلن مصدر سوري رسمي أمس الأحد، الاتفاق على إجلاء مقاتلي جيش الإسلام من مدينة دوما، آخر جيب تسيطر عليه الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية سانا».
وينص الاتفاق وفق المصدر الرسمي على «خروج كامل مسلحي ما يسمى جيش الإسلام إلى جرابلس شمالاً خلال 48 ساعة».
ويأتي الإعلان إثر تعثر اتفاق سابق واستئناف الجيش السوري في اليومين الماضيين هجومه ضد دوما، وبعد اتهام مسعفين ومعارضين لقوات النظام السوري، بشن هجوم بـ»الغازات السامة» الأمر الذي تنفيه دمشق.