
عدن - «وكالات» : تمكن الجيش اليمني، من تحرير العديد من المواقع الهامة المسيطر عليها من قبل الانقلابيين في ميمنة وقلب جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء.
وقالت مصادر ميدانية، وفقاً لموقع الجيش الوطني «سبتمبرنت»، إن «قوات الجيش تمكنت للمرة الأولى من نقل المعركة في مديرية نهم إلى الأرض المفتوحة، واستطاعت مدرعات الجيش التحرك فيها بحرية كاملة بعد أن تم تأمين ظهرها».
وأضافت المصادر، أن قوات المنطقة العسكرية السابعة حرروا قرية الحول الواقعة في قلب جبهة نهم والسيطرة الكاملة على عدد من التباب المحيطة ومنها تبة «المساحة».
وتابعت أن «الجيش سيطر على الخندق الرئيسي الذي تستخدمه المليشيا لإمداد مقاتليها في تبة القناصين الاستراتيجية التي يجري تطهيرها من الألغام وما بقي بها من جيوب لعناصر المليشيا الحوثية».
ووأضحت أن «طيران تحالف دعم الشرعية شن العديد من الغارات المركزة على مواقع وتجمعات الحوثيين في ذات الجبهة، نتج عنها تدمير 4 أطقم قتالية للمليشيا».
وأكدت أن «مدفعية الجيش الوطني لعبت دوراً مهماً قبل وأثناء الهجوم، حيث أمطرت مواقع المليشيا بالقذائف الأمر الذي سهل سرعة حسم المعركة في تلك المواقع».
وتمكنت قوات الجيش خلال اليومين الماضيين من السيطرة على التباب السود في الجبهة والتي تحيط بقرى قطبين، وتسمح الانتصارات الاخيرة بالتحام جبهتي القلب والميمنة مما يسهل عملية إنهاء معركة نهم خلال الأيام القليلة القادمة.
من جانب اخر أكدت مصادر يمنية في صنعاء، أنّ «الميليشيات الحوثية تشنّ حملة اعتقالات واسعة النطاق في المدينة تستهدف أنصار الرئيس السابق والقريبين منه».
وقدرت المصادر «عدد الذين غادروا صنعاء في اتجاه عدن منذ اغتيال علي عبدالله صالح، في الرابع من الشهر الحالي بنحو 25 ألف شخص. وبين هؤلاء عدد كبير من أفراد أسرة الرئيس السابق»، بحسب صحيفة العرب اللندنية، أمس الإثنين.
وأكد وزير الدولة السابق في الحكومة اليمنية، ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، المطالب بانفصال شمال اليمن عن جنوبه هاني بن بريك، وصول أسرة الرئيس اليمني السابق إلى عدن.
وقال بن بريك في تغريدة على تويتر، إن «أسرة صالح وأقرباءه سيجدون في الجنوب كل الرعاية والحماية التامة حتى يبلغون وجهتهم التي يريدون، وإن أرادوا البقاء في الجنوب فمرحباً وأهلاً وسهلاً هكذا تعلمنا في الجنوب وهكذا رُبّينا».
وأوضحت المصادر من لندن، أن «حملة التهجير الواسعة من المدينة تشمل خصوصاً النساء والأطفال وهي ترافق حملة اعتقالات تستهدف إفراغ المدينة من أي عائلات توجد شكوك لدى الحوثيين في ولائها لهم».
ووصفت شخصية يمنية بارزة ما يقوم به الانقلابيون في صنعاء بأنه «عمل همجي لا علاقة له بالتقاليد اليمنية التي حكمت العلاقات بين العائلات والقبائل اليمنية».
وأكدت المصادر اليمنية ما «نشر عن أن الحوثيين يحتجزون اثنين من أنجال علي عبدالله صالح هما صلاح ومدين، إضافة إلى ابن شقيقه ويدعى محمد محمد عبدالله صالح، وذلك لأسباب مرتبطة بالثأر من الرجل وعائلته».
وكذلك أكدت احتجاز الشاب غسان علي الشاطر النجل الأصغر للعميد علي الشاطر، الذي كان مديراً لدائرة التوجيه المعنوي في القوات المسلّحة اليمنية في عهد علي عبدالله صالح.
وقال شخص قريب من علي الشاطر، إن «الهدف من احتجاز غسان الشاطر، هو إجبار والده على تسليم نفسه».
وطوق الانقلابيون الحوثيون الذين يعملون في صنعاء بصفة كونهم «لجاناً شعبية» منزل بسام الشاطر وهو النجل الأكبر لعلي الشاطر وعضو في مجلس النواب.
وأبدت أوساط يمنية، تخوّفها من أن «يكون هدف الحوثيين في المرحلة المقبلة هو تغيير طبيعة التركيبة السكّانية لصنعاء التي يقيم فيها مواطنون من مختلف أنحاء اليمن ومن مختلف المذاهب فيه».
من جهة أخرى أعلن الجيش اليمني نجاحه بانتزاع ما يقارب 5800 لغماً من المناطق التي تم تحريرها خلال الأيام القليلة الماضية في جبهة اليتمة التابعة لمديرية خب والشعف بمحافظة الجوف.
وأشار المصدر، بحسب ما نقلته صحيفة «الرياض» السعودية في عددها الصادر أمس الإثنين، إلى أن عملية انتزاع الألغام مستمرة حتى تأمين المناطق المحررة كافة من خطرها، حيث تتعمد مليشيات الحوثي الإيرانية زراعة عشرات الآلاف من الألغام عشوائياً في محيط القرى، وداخل مزارع المواطنين وفي المراعي، وتكثف من زراعتها في المناطق التي تتوقع أنها ستفقد السيطرة عليها، فتزيد من عدد الألغام انتقاماً من الأهالي الذين لا يشكلون حاضنة اجتماعية لها.
وفي الساحل الغربي تواصل الفرق الهندسية عملية نزع الألغام في المناطق التي تمت السيطرة عليها من قبل الجيش الوطني، حيث زرعت مليشيا الحوثي الإيرانية آلاف الألغام بطرق عشوائية من دون خرائط، بهدف منع تقدم قوات الجيش الوطني.
من ناحية أخرى أعلنت الحكومة البريطانية تقديم 50 مليون جنيه مساعدات طارئة إلى الشعب اليمني العالق في «أسوأ أزمة إنسانية في العالم».
وبحسب تقرير نشره موقع «ذي اندبندنت» الإلكتروني البريطاني، فإن وزيرة التنمية الدولية البريطاني، بيني مورداونت، أعلنت عن نية الحكومة في لندن تأمين قسائم للطعام بقيمة 3.4 مليون جنيه استرليني لليمنيين لشهر واحد، إضافة إلى 106 ألف طن من الحبوب والوقود لإبقاء المستشفيات تعمل ولاستمرار ضخ مياه الشرب.
ودعت مورداونت، خلال زيارتها لدولة دجيبوتي، للوصول إلى حل سريع في اليمن لإنهاء معاناة السكان.
وتعتبر بريطانيا ثاني أكبر دولة في العالم تقدم المساعدات للأمم المتحدة، وسترفع التقديمات الأخيرة قيمة المساعدات إلى 205 مليون جنيه خلال 2017/2018، جاعلاً بريطانيا ثالث أكبر مساعد لليمن.