
عواصم - «وكالات» : رجحت مصادر فلسطينية أن تشهد المواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء تصعيداً كبيراً تلبية لدعوات أطلقتها القوى الوطنية والإسلامية لتصعيد الاحتجاج على قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول القدس.
ودعت القوى الوطنية والإسلامية إلى الإضراب الشامل من الساعة الثانية عشر من ظهر أمس الأربعاء، و إلى نقاط التماس، التي شهدت مواجهات منذ الصباح الباكر لا سيما مفي حيط جامعة خضوري بطولكرم ومحيط مخيم العروب في الخليل.
ودعت النقابات المهنية في الضفة الغربية إلى مساندة الحركات الاحتجاجية وتعليق الدوام بعد الساعة الثانية عشر والمشاركة في الفعاليات الاحتجاجية تزامناً مع انعقاد القمة الإسلامية الطارئة حول القدس ومشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس فيها.
وفي رام الله دعت القوى الوطنية والإسلامية إلى الاحتشاد في ميدان المنارة وسط المدينة، ثم التوجه إلى محيط مستوطنة بيت إيل على المدخل الشمالي لمدينة البيرة لتصعيد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد مرور أسبوع على قرارات ترامب.
وفي الخليل وباقي المدن الفلسطينية أعلنت القوى الوطنية والإسلامية الإضراب الشامل، والمشاركة في المسيرات التي ستنطلق من مراكز المدن إلى نقاط التماس.
من جهة أخرى أعلنت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني أن التكتل يبذل جهوداً من أجل بدء مفاوضات جديدة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقالت السياسية الأوروبية مساء الثلاثاء أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ إنه «لا يوجد بديل عن حل الدولتين»، وأضافت أن «الاتحاد الأوروبي يبذل الجهود لتوفير الأطر الدولية المناسبة من أجل بدء مفاوضات مباشرة»، ونعمل الآن مع الجانبين على هذا الأمر، وكذا مع اللجنة الرباعية التي تضم إلى جانب الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة».
وقالت موغيريني إن الاتحاد الأوروبي عازم على لعب دور أكثر فاعلية مع أفق سياسي من أجل حل الدولتين، وذلك في ظل اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ورأت أن من الممكن توسيع نطاق أشكال التفاوض لتشمل لاعبين إقليميين مهمين مثل الأردن ومصر على سبيل المثال، كما أن من الممكن ضم شركاء آخرين مهمين مثل النرويج إذ أن العاصمة النرويجية أوسلو كانت قد شهدت في 1993 أول عملية سلام.
وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي لن يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مضيفة: « ونحن نرى أن القدس ينبغي أن تكون عاصمة لدولتين، القدس الغربية لإسرائيل والقدس الشرقية لفلسطين»، ولفتت إلى أن الوصول إلى هذا الهدف لن يتم إلا من خلال المفاوضات المباشرة وليس هناك حل آخر يمكن أن يكون دائماً.
من ناحية أخرى اعتقلت وحدة «المستعربون» في جيش الاحتلال الإسرائيلي ظهر أمس الأربعاء أربعة شبان فلسطينيين وفتاة خلال المواجهات المندلعة على مدخل مدينة البيرة الشمالي لليوم السابع على التوالي احتجاجاً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بخصوص وضع مدينة القدس.
وانسل المستعربون وسط تظاهرة فلسطينية انطلقت من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة قبل أن يقولوا بالهجوم على عدد من الشبان كانوا في مقدمة المواجهات مشهرين مسدساتهم ومعتدين عليهم بالضرب المبرح قبل أن يقوموا باعتقالهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وتتواصل المواجهات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة وسط دعوات من القوى الوطنية والإسلامية للتصعيد في وجه الاحتلال لإيصال الصوت الفلسطيني الرافض لقرارات ترامب.
من جهة أخرى ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في الأرض المحتلة منذ اندلاع الاحتجاجات على إعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر الجاري، إلى قرابة 260، بعد اعتقال 60 فلسطينياً أمس الأربعاء.
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال اعتقلت 20 فلسطينياً من القدس، بينهم ثمانية أطفال.
واعتقلت 11 آخرين من محافظة الخليل، و8 من محافظة رام الله والبيرة، إضافة إلى 8 من محافظة نابلس.
وأضاف نادي الأسير أن الاحتلال اعتقل 7 فلسطينيين من محافظة جنين، أحدهم كان النائب في المجلس التشريعي خالد سعيد، قبل الإفراج عنه لاحقاً، فيما اعتقل 4 من محافظة طوباس ومحافظة طولكرم.
واعتقلت قوات الاحتلال الفتى حامد المصري 15 عاماً، بعد إصابته بالرصاص الحي، ويقبع حالياً في أحد مستشفيات الاحتلال.
من جهة أخرى تظاهر فلسطينيون وعرب مجدداً، الثلاثاء، في العاصمة الألمانية برلين احتجاجا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإسرائيل.
وخلت المظاهرة التي تم تنظيمها عند محطة القطار الرئيسية، حتى ما بعد ظهر أمس من حوادث مثل حرق الأعلام الإسرائيلية، وكانت الشرطة اشترطت على غرار ما فعلت في مظاهرة أول أمس الأحد، عدم حرق أي أشياء من أي نوع.
ولوح عدة مئات من المتظاهرين بأعلام فلسطين، ورددوا عبر مكبرات صوت قائلين «الحرية لفلسطين»، و»تسقط إسرائيل»، وخصصت الشرطة 400 من أفرادها لتأمين المظاهرة، وكان من بين هؤلاء الأفراد مترجمون فوريون حتى تمنع الشرطة عبارات الكراهية.
يذكر أن احتجاجات الجماعات العربية في ألمانيا اندلعت بسبب قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وكان متظاهرون أحرقوا يوم الجمعة الماضي أعلاماً إسرائيلية خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين عند بوابة براندنبورغ كما أحرقوا أعلاماً إسرائيلية خلال مظاهرة أول أمس، يذكر أن حرق الأعلام ليس مجرماً في ألمانيا طالما أن الأمر تعلق بأعلام لا يتم استخدامها كرمز وطني رسمي أي أن يكون معلقاً على سفارة أو مبنى حكومي.