
بغداد - «وكالات» : جدد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، السبت، موقف حكومته بإجراء الانتخابات العامة الاتحادية في العراق في منتصف شهر مايو من العام المقبل.
وقال العبادي خلال تسلمه السبت، بطاقة الناخب، إن «الانتخابات ستُجرى في موعدها الدستوري بخلاف ما يتحدث به عدد من السياسيين وأن مجلس الوزراء قد حدد موعد إجرائها».
ودعا العراقيين إلى مراجعة المراكز لتسلّم بطاقاتهم الانتخابية والمشاركة بالانتخابات، مشيراً إلى أن البلد يسير بالطريق الصحيح.
وقال رئيس الوزراء، إنه «بعد الانتهاء من داعش ستكون هناك حملة لمحاربة الفساد الذي يتطلب تضافر جهود الجميع للقضاء عليه مثلما قضينا على عصابات داعش الإرهابية».
وكانت الحكومة العراقية قد حددت يوم 15من شهر مايو عام 2018 موعداً لإجراء الانتخابات العامة في أرجاء العراق.
من ناحية أخرى تعتزم القوات العراقية تنفيذ عملية عسكرية «عكسية» من شمال البلاد إلى جنوبه، بهدف تطهير تمشيط الصحاري الواسعة بين المحافظات.
وستركز العملية، بحسب صحيفة المدى العراقية، على المثلث النائي الذي يقع بين محافظات الأنبار، ونينوى، وصلاح الدين، المعروف باسم الجزيرة، التي يعتقد أنها تضم نشاطاً مسلحاً قد يهدّد بتقويض المكتسبات العسكرية والأمنية التي تحققت مؤخراً.
وما تزال مناطق غرب وشرق محافظة صلاح الدين، المرتبطة مع الصحراء وجبال حمرين، موقعاً لعدد من المسلحين المتخفين في المناطق الوعرة.
وتشترك محافظة ديالي مع صلاح الدين ببعض الحدود التي تحولت إلى ملاذات آمنة لمسلحي داعش الذين استثمروا الخلافات بين قيادات العمليات في المحافظتين لضمان ملاذات آمنة في تلك المناطق.
ويدعو مسؤولون أمنيون لعدم اعتبار العراق خالياً من داعش ما لم يتم إكمال تطهير المدينة القديمة وسط الموصل من المسلحين الذين يختبئون تحت الانقاض، بالاضافة إلى السيطرة على صحراء البعاج والحضر.
وقال نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي، للصحيفة، إن «عمليات الجزيرة لم تبدأ بعد، لكن الحكومة عازمة على تمشيط الصحراء».
وبعد إعلان تحرير مركز راوة، تنشغل القوات حالياً بتفتيش المنازل وتأمين الحدود مع سوريا. ويتوقع العيساوي أن «يشن داعش هجوماً منطلقاً من بلدة البو كمال القريبة من القائم».
من جانبه، قال العضو التركماني في مجلس كركوك، نجاة حسين، إن «القوات الأمنية تسيطر على الحويجة في النهار، وداعش في الليل»، كاشفاً أن مسلحي التنظيم «يدخلون القرى بعد حلول الظلام ويأخذون الطعام والمؤن ثم يعودون إلى مخابئهم».
وفي محافظة نينوى، يدعو مسؤولون إلى كشف حقيقة وجود المسلحين في المدينة القديمة وسط الموصل، التي تدمرت بشكل شبه كامل نظراً لتواجد مسلحي داعش فيها. وقال عضو مجلس المحافظة السبعاوي «هناك تقارير عن استمرار اختباء عناصر داعش تحت الأنفاق في الساحل الايمن، اختفت تحت حطام البنايات المدمرة».
ويؤكد السبعاوي أن محافظة نينوى يجب أن تخضع لعمليات تفتيش في «صحراء الحضر وتلعفر والبعاج ،لأنها تحولت الى مناطق مخيفة قد يعيد التنظيم فيها قدراته مرة أخرى».
وفرضت القوات العراقية سيطرتها على مركز قضاء راوة، آخر البلدات التي كانت خاضعة لتنظيم داعش في العراق. لكنّ التنظيم مازال قادراً على شن هجمات على طريقة حرب العصابات. وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أن القوات ستبقى «مستمرة بتطهير الجزيرة والصحراء وتأمين الحدود العراقية».
من جانب اخر توقعت مصادر كردية أن تصدر المحكمة الاتحادية العراقية، اليوم الاثنين، قراراً نهائياً حول إلغاء الاستفتاء الذي أجري في إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها في العراق، وكل ما يترتب عن ذلك الاستفتاء، في وقت أكدت فيه المصادر المحلية أن السلطة في إقليم كردستان ستمتثل لقرار المحكمة وستعلن التزامها بقرار الإلغاء.
ويظهر من الإجراء أنه أشبه ما يكون بمخرج من الانفصال الذي أدى إلى تداعيات دولية وإقليمية واسعة، وفقاً لما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.
وأكد مصدر قانوني كردي أن هناك نوعاً من الاتفاق جرى بين السلطتين الاتحادية والإقليمية للخروج من أزمة الاستفتاء عبر تحويل الأمر إلى المحكمة الاتحادية، وبحسب المعلومات ستصدر المحكمة قراراً بإلغاء الاستفتاء وستعلن حكومة الإقليم لاحقاً التزامها بالقرار، ما سيطوي هذا الخلاف إلى الأبد ويهيئ الأجواء للشروع بالمفاوضات بعد تلبية مطالب بغداد.
وقال الباحث والخبير بشؤون السياسة الدولية مسعود عبد الخالق: «هناك ترتيبات جرت وتقضي بقيام أطراف من مجلس الاستفتاء الملغي وتحديداً أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وحلفائه في الاتحاد الوطني والاتحاد الإسلامي بتقديم تعهد رسمي موقع منهم جميعاً بإلغاء نتائج الاستفتاء، على شرط ألا يذاع الإعلان عن هذا الموقف دفعاً للحرج أمام الشعب الكردي، وكما يبدو، فإن السلطة العراقية راضية بهذا المقترح، ولذلك فإن العملية ستجري عبر المحكمة الاتحادية التي ستصدر قرار الإلغاء، ثم ستعلن حكومة الإقليم التزامها به».
من جهة أخرى أفاد مصدر أمني عراقي في قيادة عمليات نينوى، أمس الأحد، بمقتل خمسة وإصابة ثلاثة آخرين من عناصر ميليشيات الحشد الشعبي شمال غرب الموصل.
وقال العميد خضير أحمد إن «عجلة مفخخة مركونة انفجرت لدى عبور رتل للحشد الشعبي في قرية اللزاكة الغربية ضمن ناحية زمار شمال غرب الموصل».
وسارعت القوات الأمنية لنقل الجثث والمصابين بعد أن فرضت طوقاً أمنياً ومنعت التجوال داخل القرية.
من جانب آخر، أعلنت قيادة العمليات المشتركة عن انسحاب الحشد من ناحية زمار وناحية ربيعة بالكامل متوجهاً إلى قضاء راوه لمسك الأرض عند الحدود السورية العراقية.