
بغداد - «وكالات» : أكد رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، إن إقليم كردستان مستعد لإجراء محادثات جدية مع الحكومة العراقية حول جميع الخلافات العالقة بين الطرفين، مشيراً إلى أن التحركات العسكرية العراقية تعرقل هذه المحادثات، مشدداً على أن شعب كردستان سيتجاوز هذه المرحلة بوحدة الصف.
وقال بارزاني في مؤتمر صحفي، إن «موعد زيارة وفد إقليم كردستان إلى بغداد لم يتم تحديده بعد، كوننا بانتظار الرد العراقي على الدعوة التي أطلقناها للحوار».
وتابع بارزاني، أن «كردستان على استعداد لإجراء حوارات جدية مع بغداد حول كافة المشاكل بين الجانبين، لكن العمليات والتحركات العسكرية التي تقوم بها القوات العراقية تؤثر سلباً على البدء بالمفاوضات، وعلى آلية الحوار الذي نأمل استئنافه بأقرب فرصة».
وفيما يتعلق بالأوضاع في كركوك والمناطق الكردستانية خارج إدارة اقليم كردستان، أو ماتسمى بـ(المتنازع عليها)، قال بارزاني إن «هناك 150 ألف نازح من كركوك منذ بدء الأزمة، والغالبية توجهوا إلى السليمانية وأربيل»، مضيفاً: «نجري اتصالات مع الأمم المتحدة بشأن نازحي كركوك».
وبشأن دعوة حركة التغيير لتشكيل حكومة إنقاذ وطني واستقالة رئاسة الإقليم، قال بارزاني، إن «أغلب الأطراف السياسية الكردستانية مشاركة في الحكومة الحالية. لا أعلم من يريد بعد أن يشارك؟ ولا نعلم ما هو المبرر للإقدام على هذا الطلب». مستدركاً بالقول: «نحن مستعدون لبحث أي موضوعات».
وحول منصب رئاسة إقليم كردستان، قال إنه أكد في أكثر من مناسبة سابقة أنه لن يترشح في أي انتخابات مقبلة ولا يتطلع لأي منصب.
يذكر أن التوتر يخيم على العلاقات بين الحكومة العراقية المركزية وإقليم كردستان بعد استفتاء الإقليم للانفصال. ورفضت بغداد الاستفتاء، ونشرت قواتها في كركوك والمناطق المتنازع عليها.
من جانب آخر أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الإثنين، أن حكومته لا تريد خوض معركة مع أي مكون، مشيراً إلى أن الدستور لا يسمح بوجود جماعات مسلحة خارج إطار الدولة، في الوقت الذي أشار فيه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى أن واشنطن مع وحدة العراق وأهمية الالتزام بالدستور.
وقال مكتب العبادي، في بيان نشر على صفحته على موقع فيس بوك إن «رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي استقبل بمكتبه الإثنين وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون والوفد المرافق له»، موضحاً أنه «جرى خلال اللقاء بحث تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، والحرب ضد الإرهاب، وإجراءات الحكومة العراقية لفرض السلطة الاتحادية في محافظة كركوك، إضافة الى الأوضاع السياسية والأمنية».
وأكد العبادي أن «المعركة ضد الإرهاب مازالت أولوية بالنسبة لنا وسنكمل تحرير بقية المناطق وتأمين الحدود، ما قمنا به في كركوك كان إعادة انتشار وفرض لسلطة الدولة، وهي إجراءات قانونية ودستورية».
وأضاف العبادي «إننا لا نريد خوض معركة مع أي مكون، فجميعهم أبناؤنا وأرسلنا هذه الرسالة إلى كركوك بأن المواطنين الكرد عراقيون أعزاء علينا، ونتعامل معهم كبقية مكونات البلد»، لافتاً إلى أن «المبادرة والرؤية العراقية للمنطقة المتكونة من خمس نقاط، تقوم على أساس التنمية وبسط الأمن بدل الخلافات والحروب وإعطاء أمل للشباب».
وفيما يتعلق بالحشد الشعبي أكد العبادي أن «مقاتلي الحشد الشعبي هم مقاتلون عراقيون قاتلوا الإرهاب ودافعوا عن بلدهم، وقدموا التضحيات التي ساهمت بتحقيق النصر على داعش»، موضحا أن «الحشد الشعبي مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة، وأن الدستور العراقي لا يسمح بوجود جماعات مسلحة خارج إطار الدولة»، حسب قوله.
وتابع «علينا تشجيع مقاتلي الحشد لأنهم سيكونون أملاً للبلد وللمنطقة».
بدوره هنأ تيلرسون «الانتصارات المتحققة على داعش ما قامت به القوات العراقية عمل رائع وكبير».
وأوضح تيلرسون أن «واشنطن مع وحدة العراق وشدد على أهمية الالتزام بالدستور»، مؤكداً «حرص بلاده على الحوار وفق الدستور والابتعاد عن أي صِدام».
وأشار تيلرسون إلى أن «تعزيز الأمن والاستقرار ضروري جداً في العراق»، معرباً عن أمله بـ»مزيد من التعاون في جميع المجالات ومنها النشاطات الاقتصادية».
يذكر أن تيلرسون وصل الإثنين، إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة غير معلنة.
من ناحية أخرى أشارت مصادر بريطانية أن إلى أنه من المقرر للمرة الأولى نشر قوات بريطانية، خارج أسوار معسكرات تدريب القوات العراقية، وذلك مع بدء سقوط تنظيم داعش في البلاد.
وبحسب ما أفادت به المصادر لصحيفة «ذي صن» البريطانية، فإن هذه العناصر سوف تعمل على حراسة بعض النقاط والمقرات الأساسية التي كانت تتولاها عناصر من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد زوال تنظيم داعش.
وتم توكيل هذه المهمة إلى فرقة عسكرية محددة من بين 600 عسكري بريطاني تم إرسالهم لتدريب عناصر من الجيش العراقي.
وشددت المصادر للصحيفة بأن المهمات الجديدة التي تم توكيلها للعناصر التي كانت تتمركز داخل قاعدة الأسد الجوية في محافظة الأنبار، على بعد 160 كلم عن بغداد، «لا يعني بتاتاً إرسال الجنود إلى القتال، بل العمل على ردع التهديدات، بناءاً على طلب التحالف الدولي الذي تلقته الحكومة البريطانية».
ونقل التقرير عن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون قوله إنه «عبر تدريب القوات العراقية، فنحن نساهم في استقرار العراق على المدى الطويل بالإضافة إلى أمن بلادنا أيضاً».
وأكد أيضاً على أن الحرب على داعش لم تنتهي ولكن «طبيعة عمليات التحالف تتغير، وعلى المهمات الموكلة إلينا أن تتأقلم أكثر».
دعا الرئيس السابق لحكومة إقليم كردستان برهم صالح، إلى تشكيل «حكومة انتقالية» في الإقليم تكون «قادرة على تجاوز الإشكاليات الناجمة عن الاستفتاء، وتكون ذات شرعية، وتحظى بثقة المواطن الكردي» لإدارة الحوار مع بغداد.
وقال صالح، إنه «طالب الحكومة الاتحادية بـ»منع التجاوز على المدنيين» من «الحشد الشعبي»، وأكد أن «الكرد والعرب في العراق لا يمكن جرهما إلى احتراب على أساس اجتماعي قومي أو طائفي»، بحسب صحيفة الشرق الأوسط، أمس الثلاثاء.
لكنه حذر من أن «الحدود التي ترسم بالدم تزال بالدم أيضاً، وموازين قوى الأمس فرضت أمراً واقعاً، وموازين اليوم تحدد واقعاً جديداً قابلاً للتغيير بتبدل الموازين الميدانية غداً».
وأضاف صالح أن «سياسة فرض الأمر الواقع لا تجدي نفعاً، بل إن حسن الإدارة في هذه المناطق، ومحاربة الفساد وإنعاش اقتصادها، هو مدخل الحل الدائم على أساس اتفاق شامل مستند إلى الدستور».