بغداد - «وكالات» : قال مسؤول كردي، أمس الأحد، إن «الميجر جنرال قاسم سليماني وصل إلى إقليم كردستان العراق لإجراء محادثات بشأن الأزمة المتصاعدة بين السلطات الكردية والحكومة العراقية في أعقاب الاستفتاء على الاستقلال الذي أجرته المنطقة».
وسليماني هو قائد العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني التي توفر التدريب والسلاح للجماعات المسلحة التي تدعم الحكومة بقيادة الشيعة في بغداد.
من جانب آخر أكد محافظ كركوك نجم الدين كريم، أمس الأحد، أن كردستان وكركوك والبشمركة لا تريد الحرب مع بغداد.
وقال كريم إن «القيادة السياسية الكردستانية وقوات البشمركة وإدارة كركوك ومواطني المحافظة لا يريدون الحرب بل يسعون دوماً للسلام»، مضيفاً «لن نكون مبادرين لإطلاق الحرب، بل سندافع عن أهالي كركوك وجميع مكوناتها لترسيخ التآخي والتعايش وحماية مواطنينا جميعاً»، وفقاً لموقع السومرية نيوز.
وتابع «الأوضاع الأمنية في كركوك آمنة»، مشيراً إلى أن «عمليات تصدير النفط مستمرة سواء كان ذلك في حقول نفط الشمال أو حقول قضاء الدبس».
وأردف أن «كركوك واجهت جميع التحديات بتكاتف أبنائها وعلى أهمية وحدة الصف والخطاب السياسي لكونها مفتاح الطريق الذي سيمهد للحوار»، لافتاً إلى أن «الأوضاع بالمدينة مستقرة».
من جهة أخرى أفاد مصدر أمني في محافظة كركوك العراقية، أمس الأحد، بوصول تعزيزات عسكرية من الأفراد لقوات البشمركة غربي المحافظة، مبيناً أن التعزيزات تابعة لقوات 80 المرتبطة بالحزب الديمقراطي الكردستاني.
وقال المصدر، وفقاً لوكالة أنباء الإعلام العراقية (واع) إن «قوات قادمة من مناطق تابعة لإقليم كردستان، تحركت إلى منطقة ملا عبد الله غربي كركوك، لتعزيز القوات في تلك المنطقة».
وأضاف أن «القوات لم ترافقها مركبات مدرعة أو عسكرية».
وتشهد محافظة كركوك توترات في الشأن العسكري بين القوات الاتحادية والبشمركة، في وقت تستمر طائرات التحالف الدولي بالتحليق في سماء كركوك تحسباً لأي اشتباكات.
من جهة أخرى مددت بغداد 24 ساعة المهلة التي كانت اعطتها لقوات البشمركة الكردية حتى منتصف ليل الأحد الإثنين للانسحاب من مواقعها في كركوك، على أن يلتقي خلال هذه المهلة رئيسا العراق فؤاد معصوم وكردستان مسعود بارزاني.
وكانت السلطات الكردية أعلنت أنها تلقت إنذاراً من القوات العراقية للانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها قوات البشمركة خلال هجوم تنظيم داعش في يونيو 2014، وانتهت هذه المهلة خلال الليل دون أن يسجل أي حادث حتى الصباح.
وقال مسؤول كردي طالباً عدم كشف اسمه صباح الأحد إن الرئيس فؤاد معصوم والرئيس مسعود بارزاني ومسؤولين كبار من الاتحاد الوطني الكردستاني سيجتمعون قبل ظهر الأحد، مشيراً إلى تحديد مهلة جديدة من 24 ساعة للبشمركة.
وسيعقد الاجتماع في محافظة السليمانية بشرق منطقة كركوك النفطية ومعقل الاتحاد الوطني الكردستاني الذي ينتمي إليه معصوم، وهو أيضاً كردي، وخصم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني.
وتأتي هذه المحاولة الجديدة لتفادي وقوع صدامات مسلحة في ظل أزمة حادة بين أربيل وبغداد منذ تنظيم استفتاء 25 سبتمبر على استقلال كردستان في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي كما في مناطق متنازع عليها أبرزها محافظة كركوك النفطية، ورفضت بغداد هذا الاستفتاء.
ومن أجل تفادي التصعيد، أمهلت القوات العراقية قوات البشمركة 48 ساعة انتهت منتصف ليل السبت الأحد للانسحاب وتسليم مواقعها للحكومة الاتحادية بنهاية مساء السبت.
وبعد أن ساءت العلاقات بين الجانبين إثر الاستفتاء يؤكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أنه لا يريد حرباً ضد الأكراد، بينما تؤكد أربيل أن «التصعيد لن يأتي من جانبها» وفي ذات الوقت حشد الجانبان آلاف المقاتلين في اطراف مدينة كركوك.
وأكد مصدر مقرب من العبادي أن الغاء نتائج استفتاء إقليم كردستان ما زال شرطاً لأي حوار مع إقليم كردستان.
وأضاف أن «أي حوار لا بد أن يجري تحت سقف ومرجعية الدستور، المحكمة الاتحادية أصدرت حكماً بعدم إجراء الاستفتاء، مما جعل إجراءه غير دستوري وبالتالي فإن نتائجه ملغاة».
واستغلت القوات الكردية انهيار القوات الاتحادية العراقية في 2014 خلال الهجوم الواسع لتنظيم داعش على جنوب وغرب العراق، لتفرض سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك وحقول النفط في المحافظة، وحولت مسار الأنابيب النفطية إلى داخل إقليم كردستان وباشرت بالتصدير دون موافقة بغداد، كما سيطرت على مناطق أخرى في محافظات مجاورة.
ونشر الأكراد آلاف البشمركة في المنطقة حول كركوك وتعهدوا الدفاع عنها «مهما كان الثمن».
ودخلت الولايات المتحدة التي تنشر قوات مع الجيش العراقي والبشمركة على خط الأزمة في محاولة لتهدئة التوتر.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس إن بلاده تحاول «نزع فتيل التوتر وإمكانية المضي قدماً دون أن نحيد أعيننا عن العدو» في إشارة إلى قتال تنظيم داعش.
من ناحية أخرى أعلن مصدر عسكري عراقي السبت، مقتل 15 من مسلحي تنظيم داعش بقصف نفذته المدفعية الأمريكية ضد عناصر التنظيم جنوب الرمادي.
وقال المصدر إن «المدفعية الأمريكية قصفت مساء السبت، من قاعدة الحبانية، رتلاً لعناصر تنظيم داعش كان قادماً من جزيرة الطاش ذات الطبيعة الصحراوية، ما أسفر عن مقتل 15 مسلحاً من عناصر التنظيم».
وأوضح أن «القصف تسبب بحرق ثلاثة عجلات، فيما هرب بقية العناصر إلى جهات مجهولة بجزيرة الطاش، مشيراً إلى أنه تم استنفار القوات العسكرية العراقية والعشائر في مناطق جنوب الرمادي، تحسباً لهجمات قد يشنها عناصر التنظيم المتطرف.
من جانب اخر أعلنت خلية الإعلام الحربي في قيادة العمليات المشتركة بالعراق أمس الأحد أن طائرات القوة الجوية ألقت الليلة الماضية آلاف المنشورات والأعلام العراقية على منطقتي راوة والقائم التابعتين لمحافظة الأنبار 118 كلم غرب بغداد.
وأوضحت في بيان أن «طائرات القوة الجوية العراقية ألقت ليلة أمس آلاف المنشورات والأعلام العراقية على مدن القائم وراوه، تتضمن هذه المنشورات تلقي الأوامر لتحرير مدنهم وتوجيههم بالابتعاد عن مقار عصابات داعش الإرهابية وحث المواطنين ممن غرر بهم العدو وحملوا السلاح بإلقاء السلاح وترك داعش فوراً».