عواصم - «وكالات» : قالت وزارة الخارجية الأمريكية مساء الإثنين، إنها تشعر بـ «خيبة أمل عميقة» إزاء قرار حكومة إقليم كردستان العراق إجراء استفتاء حول الاستقلال.
وقالت وزارة الخارجية الامريكية في بيان في واشنطن، إن «الاستفتاء من جانب واحد سيزيد من تعقيد علاقات حكومة إقليم كردستان مع كل من حكومة العراق والدول المجاورة».
وأشار البيان إلى أن «العلاقة التاريخية للولايات المتحدة مع شعب إقليم كردستان العراق لن تتغير في ضوء الاستفتاء غير الملزم، لكننا نعتقد أن هذه الخطوة ستزيد من عدم الاستقرار والمصاعب لإقليم كردستان وشعبه».
من ناحية أخرى أعلن عضو كتلة التاخي الكردستانية في مجلس محافظة ديالى هوشيار إسماعيل، الإثنين، عن نسبة مشاركة أهالي قضاء خانقين ومناطق جلولاء وقرة تبة وجبارة، المتنازع عليها، في استفتاء كردستان، مؤكداً أن «قضاء خانقين سجل نسبة مشاركة 96 في المئة.
وشارك أكثر من 5 ملايين مقترع في الاستفتاء الذي جرى في المحافظات الثلاث من إقليم كردستان العراق، وهي أربيل والسليمانية ودهوك، كما في مناطق متنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية، بينها خانقين في محافظة ديالى شمال شرق بغداد.
وقال إسماعيل، كما نقلت عنه وكالة الغد برس، إن «نسبة مشاركة الأهالي في استفتاء كردستان بقضاء خانقين شمال شرقي ديالى، وصلت إلى 96 في المئة، فيما حققت ناحية جلولاء 87.5في المئة، وناحية قرة تبة حققت نسبة 62.5 في المئة، أما ناحية جبارة فقد حققت 76 في المئة»، مبيناً أن «المواطنين في المناطق المذكورة من مختلف القوميات شاركوا بالتصويت على استفتاء الانفصال».
وأضاف، أن «العديد من أهالي ناحيتي مندلي والسعدية صوتوا في مراكز خانقين»، مؤكداً أن «التصويت كان في خانقين والمناطق الأخرى وسط أجواء مستقرة دون حدوث أية خروقات».
وتابع إسماعيل، أن «الاستفتاء أجري في محافظات الإقليم بالمناطق المتنازع عليها بمشاركة المئات من المراقبين الدوليين، كذلك أعداد كبيرة من مراقبي المجتمع المدني وبحضور كتل وجهات وكيانات سياسية بارزة».
ونقلت وكالة رويترز عن أحد المقترعين الذي كان ينتظر دوره في طابور أمام مدرسة في أربيل قوله «لقد انتظرنا هذا اليوم منذ 100 عام. نريد أن تكون لنا دولة. واليوم احتفال لكل الأكراد، وسنقول نعم لكردستان».
من جهة أخرى اعتبر الأمين العام المساعد للجامعة العربية كمال حسن علي، الإثنين، استفتاء إقليم كردستان «وبالاً» على المنطقة.
وذكر علي في تصريح، نقلته وكالة أنباء الإعلام العراقي إن «استقتاء كردستان سيكون وبالاً على المنطقة».
وأضاف، أن «ما يحدث الآن في الإقليم هو نموذج لشرخ المنطقة».
كما أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن «أسفه لإصرار الأكراد علي إجراء الاستفتاء أمس في إقليم كردستان العراق والمناطق المتنازع عليها، على الرغم من المساعي العربية والدولية المكثفة التي بذلت للحيلولة دون عقده تفادياً لتفاقم الوضع».
وأعرب الأمين العام عن اعتقاده بأنه «لا يزال من الممكن احتواء تداعيات هذا الإجراء، إذا ما اتسمت خطوات جميع الأطراف المعنية بالقدر اللازم من الحكمة والمسؤولية والتصرف في إطار مقومات الدولة العراقية».
وأشار المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، الوزير المفوض محمود عفيفي، إلى ما نص عليه القرار الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الأخيرة بشأن «دعم وحدة وسيادة واستقلال جمهورية العراق»، من ضرورة احترام الدستور العراقي والتمسك به.
وأوضح المتحدث أن الأمين العام جدد دعوته للأشقاء في العراق لنبذ الفرقة وفتح حوار شامل بضمانات عربية ودولية حول كافة الموضوعات الخلافية تفاديا لأي صدام محتمل يمكن أن يشكل تهديداً خطيراً، ليس على العراق وحده بل علي الأمن والاستقرار الإقليميين.
وأضاف المتحدث أن الأمين العام يستشعر القلق من قيام بعض الأطراف باستغلال الأزمة في تعميق الانقسامات وتأجيج صراعات جديدة في المنطقة، بما يسهم في تقويض الجهود المبذولة للقضاء على الإرهاب، مؤكداً إيمانه بأن مصالح الشعب الكردي في العراق، مثلها مثل مصالح بقية العراقيين، لن تتحقق سوى في إطار عراق موحد فيدرالي ديمقراطي يقوم على أساس احترام الدستور وتفعيل مبدأي المساواة والمواطنة.
من جهة أخرى أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الإثنين، أن «الحكومة العراقية لا تقر نتائج استفتاء كردستان، ولن تتعامل معه لأنه غير ملزم قانونياً للحكومة الاتحادية».
وقال سعد الحديثي في تصريح، إن «الحكومة لا تقر نتائج الاستفتاء ولن تتعامل مع نتائجه فلا قيمة له من الناحية القانونية ولا يترتب عليه أي أثر أو إلزام قانوني للحكومة الاتحادية، ولن يغير واقع العراق الدستوري أو القانوني المنصوص عليه بالدستور بحدوده وجغرافيته ودستوريته الممتدة من زاخو إلى الفاو كون إقليم كردستان جزءاً من العراق»، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء الإعلام العراقي، اليوم السبت.
وأضاف، أن «الحكومة العراقية لن تقر أبداً نتائج الاستفتاء لأنه يعد مخالفاً للدستور، وسوف لن يغير من موقف العراق المنصوص عليه بالدستور»، مؤكداً أن «الحكومة ملتزمة بعدم إجراء أي استفتاء أو الحوار بشأن نتائج الاستفتاء».
وفي السياق، أكد الحديثي أنه «طلبنا من الدول المعنية التوقف من التعامل مع الإقليم بخصوص النفط والمنافذ الحدودية، وهناك تأكيدات والتزام من قبل هذه الدول للحفاظ على السيادة العراقية بصدد وحدة الأراضي ومنها إقليم كردستان»، مشدداً أنه «يجب العودة للحكومة العراقية بخصوص هذين الملفين ولا يمكن التعامل مع حكومة إقليم كردستان».
كما لفت إلى أن «الحكومة تسعى جاهدة لاتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على وحدة البلاد والحفاظ على حالة العيش والتآخي ومن ضمنهم المواطنين الأكراد»، قائلاً: «نحن حريصون عليهم وعلى سلامة وأمن ومصالح جميع أبناء الشعب العراقي من كل المكونات ومن ضمنهم المواطنين الأكراد».
وبخصوص المواقف الدولية من إجراء استفتاء استقلال كردستان، أكد الحديثي، أنه «هناك موقف إقليمي داعم للحكومة العراقية وإرادة دولية من مجلس الأمن والأمم المتحدة والجامعة العربية ودول الجوار التي تشمل تركيا وإيران ومصر والسعودية والاتحاد الأوروبي وبيان مجلس الأمن الدولي والموقف الأمريكي والبريطاني والفرنسي والروسي في ضرورة احترام السيادة العراقية وعدم إقرار استفتاء كوردستان ورفض إجرائه والنتائج المترتبة عليه».
من جانب آخر بارك المسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا، بختيار رسول، الإثنين، لرئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني على الاستفتاء الذي شهده الإقليم في العراق.
وطالب بختيار رسول، بحق تقرير المصير للأكراد في سوريا على حد سواء، وفقاً لما ذكرته قناة «سي أن أن».
من ناحية أخرى أكد أمين عام وزارة البشمركة في إقليم كردستان جبار الياور، اليوم الإثنين، أن «المناورات العراقية التركية تجري في أرض الأخيرة ولا علاقة للإقليم بها».
وقال المسؤول إنه «ليس لدينا علم بهذه المناورات ولم نسمع ذلك ولا توجد أي تحركات عسكرية من أي جهة في المناطق المحاذية للإقليم»، وفقاً لوكالة الغد برس، الإثنين.
وأضاف أنه «توجد عمليات في مناطق الحويجة والرياض والعباسي وهذه المناطق قريبة من مناطق تماس الخط الدفاعي لقوات البشمركة ضد داعش».
وأشار إلى أن «المناورات التركية في أراضيها وليس لدينا علاقة بأن تقوم في أراضيها وليس للإقليم علاقة بالمناورات التي تحدث في داخل الأراضي التركية».
يذكر أن رئيس أركان الجيش العراقي أعلن، بدء مناورات عسكرية عراقية تركية واسعة على الحدود المشتركة بين البلدين.
وبحسب وزارة الدفاع العراقية، ينسق البلدان إجراءات ضد إقليم كردستان بشمال العراق رداً على استفتاء غير ملزم على الاستقلال نظمته حكومة الإقليم، الإثنين.