قال الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، مساء الإثنين، إن التاريخ يعيد نفسه، وأن الإمامة تقف اليوم في مواجهة مباشرة مع كل اليمنيين شمالاً وجنوباً، في إشارة منه إلى مسلحي الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع، علي عبدالله صالح.
وأضاف الرئيس هادي، في كلمة له بمناسبة الذكرى الـ55 لثورة 26 سبتمبر، «لم يسبق أن اصطف اليمنيون ضد الإمامة بهذا الزخم الهادر، الذي يتجلى اليوم في تلاحم الشعب المجيد ليستعيد أمجاد وأجواء الثورات المجيدة، وليعيش الثورة من جديد ويخوض النضال مرة أخرى».
وتابع: «نحتفل بهذه الذكرى في ظل انقلاب أهوج ومتخلف فرض نفسه في لحظة صعبة، بعد سلسلة طويلة من المكائد والدسائس والمؤامرات لم تتوقف منذ فجر أيلول، متخفياً بمسوح الرهبان وهو يحمل في الحقيقة أنياب الشيطان، مستغلاً هذا المجتمع الكريم والشعب المتسامح متربصاً بالوطن والشعب».
وأشار إلى أنه في اللحظة، التي اجتمعت فيها القوى اليمنية على وثيقة تعالج مشكلات الماضي وتؤسس لمستقبل جميع اليمنيين مثلتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ورعتها الأمم المتحدة، «انقلب هذا التحالف على كل شيء وأدخل البلد في أتون حرب وحصار ودمار وجوع وأمراض نسيها الناس ونسيتهم منذ زمن بعيد».
وأردف بالقول: «يتضح لكم اليوم وبكل وضوح ما قلته لكم وللعالم أجمع سابقاً، فهاهم يتكلمون عن الولاية، وأحقية السلالة بحكم بلد وشعب بأكمله».
وتابع أن «الحقيقة تقول ومن خلال ما شهدناه إنه حين عادت الإمامة الجديدة، فإنها لم تقتصر على إلحاق الضرر بالشعب اليمني فحسب، بل امتدت لتصبح تهديداً يتجاوز اليمن ويعم المنطقة ويهدد الأمن والسلامة الدولي والإقليمي».
وأكد هادي أنه «في هذا اليوم المهيب، وفي ظل الظروف التي آلت إليها البلاد بعد ثلاثة أعوام من الحرب والدمار والعناد، نكرر رسائلنا بصدق لكل المخدوعين، الذين طمست نار الأحقاد بصائرهم عن رؤية الحق المبين ليقامروا بالجمهورية والمكتسبات الوطنية على حساب الوطن والشعب، ظناً منهم أن الإمامة الجديدة ستفرش لهم طريقاً آمناً نحو المستقبل، إننا نمد أيدينا إليكم بالسلام على أساس المرجعيات الثلاث».
وتوجه هادي بالشكر لدول التحالف العربي بقيادة السعودية «بموقفهم الشجاع في نجدة إخوانهم ونصرة قضية الشعب اليمني».
من ناحية أخرى حذّر وزير الخارجية اليمني ونائب رئيس الوزراء الدكتور عبد الملك المخلافي، من المشروع الإيراني لتقويض الدول في المنطقة، مشيراً إلى أن المشروع الإيراني في المنطقة يستبدل الدول بالطوائف والجيوش بالميليشيات، كما حدث في لبنان وسوريا.
وأكد المخلافي في كلمة له خلال ندوة عقدت الإثنين، في جنيف بعنوان «اليمن في مفترق طرق، تحديات الحاضر والمستقبل» أن اليمن لن يقبل بتطبيق هذا المشروع على أراضيه، وأن الشعب اليمني سيظل يقاوم، وقد أثبت الشعب اليمني أنه يمتلك القدرة على المقاومة، رغم كل ما تمتلكه قوى الظلام من أسلحة فهو الشعب العظيم الذي صنع ثورة 26 سبتمبر بعد قرون من الاستعباد، وثورة 14 أكتوبر، وسجل أعظم ثورة كفاح مسلح ضد الاستعمار.
وقال إن «إعادة فكرة الوصاية والإمامة لليمن جاءت نتيجة لسياسة التوريث التي مارسها المخلوع صالح خلال العقدين الماضيين وأدت إلى إحياء موضوع الإمامة التي تمثل أسوأ أنواع الاستعمار، كما أن إعادة فكرة الإمامة والوصاية جاءت عبر سلسلة من الأخطاء في حق ثورة 26 سبتمبر من الالتفاف علي القيم اليمنية الجميلة وتحويل الانتصارات إلى مجرد أيام للاحتفال دون مضمون، في حين تم التخلي عن تحية العلم والنشيد الوطني».
وأشار إلى أن الشعب اليمني يواجه الآن قوى وميليشيات لاتعرف معنى السلم أو الدولة أو المجتمع الدولي، وبالنسبة لتلك الميليشيات فإن ما يعانيه اليمن الآن هو وضع طبيعي، فالحياة بالنسبة لهم ما هي إلا الكثير من القتل والحرب والقليل من الخبز والتعليم وهكذا هي الحياة بالنسبة لهم، فكيف يمكن الخوض في مهمة التوصل إلى السلام مع مجموعة لا تعرف السلام، وقوى المركز المقدس التي تريد العودة باليمن قرون إلى الوراء، موضحاً أن الحرب في اليمن حركتها عدة أوهام، وهم المخلوع صالح بالعودة إلى السلطة، ووهم المتمرد الحوثي في السيطرة على البلاد رغم أنهم أقلية ضئيلة، وللأسف فإن الشعب اليمني يدفع ثمناً باهظاً لهذه الأوهام.
وأكد المخلافي أن اليمن يواجه انقلاب غير مسبوق، حيث يكون عادة الانقلاب على السلطة، بينما الإنقلاب في اليمن حدث على الدولة نفسها وعلى الوحدة الوطنية ورغم ذلك توجهت الحكومة الشرعية نحو السلام وذهبت إلى مفاوضات جنيف، وطالبت بخطوات لبناء الثقة تتضمن الإفراج عن المعتقلين ورفع الحصار عن تعز، ووقف إطلاق النار والعودة للمحادثات، ولم يلتزم الانقلابيون بأي من تلك البنود.
وشدد على تمسك الحكومة اليمنية باستعادة الدولة، والالتزام بالمرجعيات الثلاثة لحل الأزمة اليمنية وكإطار للمفاوضات وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216.
وأوضح أن الحكومة اليمنية لم تختار الحرب والعالم كله شاهد على خياراتها وقد سعت للتوصل إلى تسوية عبر منح حصانة للرئيس المخلوع صالح، سعياً لعدم الإقصاء، كما شارك الجميع في الحوار الوطني، مشيراً إلى أن تدخل التحالف العربي جاء بعد 7 أشهر من الانقلاب على الشرعية وإسقاط العاصمة صنعاء واجتياح الميليشيات للمدن.