
عدن - «وكالات» : أكد نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح أن إيران هي مكمن الخطر ومصدره الذي يهدد مستقبل بلاده.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن الفريق محسن أكد أن جماعة الحوثي الإنقلابية تمثل أداة إيران في اليمن، وأن اليمنيين جميعاً يعرفون مكمن الخطر الذي يهدد مستقبل اليمن واليمنيين ويعرفون تبعية الحوثي وولائه لإيران.
وأعرب عن ثقته بأن اليمنيين جميعاً بمختلف مشاربهم يعرفون مكمن الخطر ومصدره وأن الحوثي أداةً من أدوات إيران، مشيراً إلى أن الجيش اليمني سيرفض الاستجابة لأوامر من استهدف حياتهم وعتادهم العسكري وأحل بدلاً عنهم ميليشيات وحاول الزج بهم في حروب عبثية مع إخوانهم اليمنيين ومع دول الجوار.
وأضاف نائب الرئيس اليمني بالقول، إن «جيش سبتمبر وأكتوبر لن يستجيب لمن قتل جنوده وقادته واستبدله بالميليشيات ونهب معسكراته وسلاحه وعتاده وسخره في الاعتداء على اليمنيين والأشقاء».
من جانب آخر ثمن رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر الموقف العربي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ممثلاً في عاصفة الحزم وإعادة الأمل التي جاءت لإنقاذ اليمن من الأطماع الإيرانية واستجابة لدعوة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وأكد بن دغر خلال جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء بمملكة البحرين، خليفة بن سلمان آل خليفة، في المنامة أمس، أن عاصفة الحزم وإعادة الأمل شكلتا تحولاً تاريخياً في وحدة الصف العربي وأوقفتا الأطماع الإيرانية في السيطرة على المنافذ البحرية وتهديد المياه الإقليمية والدولية وحافظتا على الدولة والشرعية في اليمن.
وأعرب رئيس الوزراء اليمني، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن تقديره لموقف مملكة البحرين المُساند للشرعية في سبيل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، مشيداً بمشاركة البحرين في قوات التحالف العربي دفاعاً عن المشروع العربي وإفشال المخطط الإيراني بالمنطقة.
ومن جهته، أكد رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، موقف بلاده الثابت والداعم للشرعية الدستورية اليمنية في سبيل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب باليمن، مضيفاً أن بلاده ستظل إلى جانب الشعب اليمني وحكومته الشرعية حتى ينتصر.
وقال الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة: «إن بلاده لن تتخلى عن اليمن وستقف إلى جانبه مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وستدعم مرحلة إعادة الإعمار وستكون إلى جانب الشعب اليمني في كل الظروف والمراحل والمنعطفات، مجدداً تأكيده وحدة اليمن وسلامة أراضيه ورفضه للتدخلات الإيرانية بالمنطقة».
من ناحية أخرى قتل 35 عنصراً من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في معارك بتعز، في الوقت الذي قطع فيه الجيش اليمني الوطني إمدادات عسكرية في صعدة.
واستهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن مخازن أسلحة لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في ميدي التابعة لمحافظة حجة، المحاذية للسعودية، وذلك ضمن الغارات الأخرى التي استهدفت تجمعات ومواقع للانقلابيين في الجوف وتعز، وفقاً لما ذكرته صحيفة «الشرق الأوسط» أمس الإثنين.
وأكد مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الخامسة، أن «طيران التحالف نفذ عدة غارات جوية فجر الأحد، مستهدفاً عدة أهداف عسكرية تابعة للميليشيات الانقلابية؛ بينها مستودع أسلحة ضخم في مدينة ميدي؛ حيث تم تدميره بالكامل».
وقال المصدر، إن «مقاتلات التحالف استهدفت تجمعات أخرى لمواقع الميليشيات الانقلابية في جبهات كل من حرض وميدي، أسفر عن مقتل عدد من الانقلابيين وسقوط جرحى آخرين».
جاء ذلك بالتزامن مع الغارات المكثفة التي شنتها مقاتلات التحالف على تجمعات ومواقع لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، حيث استهدفت تعزيزات للانقلابيين في جبهة العقبة بمحافظة الجوف، وتحركات ومواقع أخرى في موزع ويختل والهاملي بتعز، ما كبدها خسائر بشرية ومادية كبيرة، بحسب ما أفاد به سكان محليون.
وقال الدكتور والمحلل السياسي، عبده البحش، إن «تجهيز حملة عسكرية تتكون من 12 ألف فرد مدربين تدريباً عالياً من ضمنهم قوات النخبة في الجيش اليمني، وذلك لاستعادة مناطق غرب تعز؛ بل ولتحرير محافظة تعز بكاملها، خصوصاً مدينة تعز الاستراتيجية، يؤكد أن تعز لن تبقى طويلاً تحت سيطرة الميليشيات الحوثية الطائفية».
وشهدت منطقة الهاملي مواجهات عنيفة مصحوبة بالقصف المدفعي المتبادل على مشارف منطقة العريش ومواقع أخرى شرق موزع، سقط فيها قتلى وجرحى من الانقلابيين، إضافة إلى تدمير طاقم عسكري، وخسائر بشرية ومادية أخرى تكبدتها الميليشيات الانقلابية جراء غارات التحالف على مواقعها في يختل، شمال المخا، ومنطقة العبدلة في مديرية مقبنة، بالتوازي مع قصف عنيف من الجيش الوطني على مواقع الانقلابيين بالقرب من منطقة العريش، شرق موزع.
وقال نائب ناطق محور تعز العسكري،العقيد عبد الباسط البحر، إن «جبهات الريف والمدينة مشتعلة في ظل تقدم قوات الجيش والتصدي لهجمات الانقلابيين في مختلف المواقع، خصوصاً شرق موزع، حيث قتل خلال الـ24 ساعة الماضية 13 انقلابياً وجرح 22 آخرين في جميع جبهات القتال، إضافة إلى سقوط اثنين من الجيش قتلى و4 جرحى».
من جهة أخرى أحبط رجال المقاومة والجيش اليمني في مديرية القريشة الأحد، هجوماً للميليشيات الانقلابية في جبل ذي كلب في البيضاء.
وقال مصدر ميداني، حسبما أورد موقع «سبتمبر نت» التابع للجيش، إن «الجيش والمقاومة أجبروا المهاجمين على التراجع، بعد أن قتلوا أربعة منهم وجرح اثنين، واستعاد رجال الجيش والمقاومة رشاش عيار 14.5 وأربعة بنادق كلاشينكوف.
وأضاف المصدر أن من بين القتلى القيادي الحوثي أبو المرتضى المشرف للجبهة الحوثية في المديرية، وأن جثته محاصرة في أعلى منطقة بقرات.
وفي الوقت ذاته، ردت دبابات الميليشيات الانقلابية بقصف عشوائي على عدد من قرى ذي كلاب ملحقة أضراراً بعدد من منازل المواطنين.
وتشهد جبهات البيضاء منذ مطلع الأسبوع مواجهات مستمرة بين رجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى.
من جانب اخر وجه المخلوع علي عبدالله صالح انتقادات مباشرة وغير مسبوقة لجماعة الحوثيين الإنقلابية، التي تحالف حزبه (المؤتمر الشعبي العام) معها في الانقلاب على الحكومة الشرعية قبل نحو ثلاث سنوات.
وتشكل انتقادات صالح أول وأقوى رد على خطاب زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي الذي ألقاه أول من أمس السبت، على جموع من أنصاره، أطلق عليهم «حكماء وعقلاء اليمن»، عبر شاشة من مخبئه في محافظة صعدة، ووجه الحوثي في خطابه اتهامات لحليفه «المؤتمر الشعبي» بالطعن من الخلف والتشكيك في نياته لجهة الوقوف معهم بصدق والتستر على الفاسدين والسيطرة على مؤسسات الدولة وخلخلة الجبهة الداخلية، باعتزامه إقامة مهرجان جماهيري كبير في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء يوم الخميس المقبل بمناسبة ذكرى مرور 35 سنة على تأسيس حزب «المؤتمر»، اعتبره الحوثيون موجهاً ضدهم، وفقاً لما ذكرته صحيفة «الحياة» اليوم الإثنين.
ورد صالح على الحوثيين بخطاب ألقاه الأحد، في صنعاء أمام جمع حاشد من أعضاء حزبه ورجال القبائل ومناصريه هدد فيه بالانسحاب من التحالف معهم واتهمهم بالوصاية على الحكومة التي شكلوها والتفرد بالقرار. وقال: «لست رجل مواعظ ولكني رجل أقوال وأفعال»، وأضاف أن «المؤتمر الشعبي» سيوجه في مهرجانه رسائل إلى الداخل والخارج، والرسالة الأخرى أننا نمد أيدينا للسلام لا للإستسلام».
وقال صالح إن هذه الرسائل تنم عن «الحكمة عند العقلاء والشخصيات السياسية المرموقة والمسؤولة لإزالة سوء الفهم والابتعاد من التوتر الموجود في الساحة».
ودعا صالح الحوثيين إلى الابتعاد عن التوتر لأنه لا يخدم تحالفهما. وكشف أن الحوثيين هم من طلب التحالف مع حزبه، وقال: «هذا كان الاتفاق بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه مع أنصار الله وبناء على طلب إخواننا وأشقائنا في أنصار الله أن نكون شركاء وأن لا يبقوا في الميدان وحدهم ونبقى إلى جانبهم، مش من أجل المكاسب. المؤتمر لا يبحث عن مكاسب».
واتهم صالح لجان الحوثيين بعرقلة كل ما تم الإتفاق عليه موجهاً اتهامه إلى «اللجنة الثورية» الحوثية، وقال: «طيب اتفقنا على الشراكة شراكة حقيقية لإدارة شؤون البلاد سياسياً وثقافياً واجتماعياً ولكن للأسف الشديد هناك لجان إشرافية، واللجنة الثورية التي اتفقنا إنها تنتهي مهمتها بتشكيل المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ، اتفقنا على هذا الأساس، لكن الذي يُمارس أن اللجنة الثورية تسيطر على المجلس السياسي الأعلى في الميدان، أي قرارات يصدرها لا تتفق مع اللجنة الثورية تقوم بالغائها».
وأضاف صالح: «اتفقنا على أن تذهب الموارد إلى الخزينة العامة وعدم الصرف منها من خلال المؤسسات أو الشركات ولا يجوز دستورياً أو قانونياً أن يمس أحد هذه الإيرادات. نسأل لماذا نحن من دون مرتبات لـ10 أشهر؟ أين المرتبات؟».
ونفى صالح اتهامات الحوثي بأن «المؤتمر» يعطل مهمات لأجهزة الرقابية، ودعا إلى إنهاء أي دور لما يسمى «اللجنة الثورية» الحوثية ووصايتها على حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي مطالباً الحوثي بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وقال: «ما فيش لجنة ثورية ما فيش لجان إشرافية ولا مشرفين فوق الوزراء».
وعبر صالح عن استعداد «المؤتمر الشعبي» للانسحاب من التحالف مع الحوثيين وقال: «نحن نمد أيدينا لإخواننا ما عندنا مانع، تريدون أن نبقى معاكم في الشراكة في إدارة شؤون البلاد في إطار الدستور والقانون، نحن على العين والرأس، إما إذا أردتم أن تعودوا إلى السلطة منفردين فنحن سننسحب».