
بغداد - «وكالات» : كشفت مصادر دبلوماسية عربية أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وجه «رسالة خاصة» إلى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني يدعوه فيها إلى مراجعة قرار إجراء الاستفتاء المقرر في 25 الشهر المقبل على استقلال الإقليم.
واعتبر أبو الغيط في رسالته أن «الاستفتاء المزمع إجراؤه سيحمل رسالة سلبية لأبناء الشعب العراقي من غير الأكراد، ويفتح الباب أمام رياح الشرذمة والتفتيت، ويزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية، بل قد يسهم في تعقيد المشهد الكردي ذاته بصورة لا يرغب فيها أحد، ففضلاً عن دقة التوقيت الحالي وخطورة الظرف الذي يستلزم تكاتفاً أكبر وتوافقاً أوسع، فإن التحرك بغير إجماع وطني ومن دون تنسيق وتوافق مع الحكومة في بغداد قد يكون من شأنه تأزم الموقف ودفع الأطراف جميعاً إلى اتخاذ مواقف مُتصلبة لا تخدم مستقبل العراقيين، بمن فيهم الأكراد»، وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية.
وتضمنت الرسالة إشارات إلى خطورة المرحلة المقبلة في العراق، وأوضحت أنه «ينبغي الاعتراف بأن داعش تسلل إلى المجتمع لأسباب وفي ظل ظروف لا ينبغي السماح بتكرارها، بل يتعين الانخراط فوراً، ومن دون تأخير في جهود حقيقية وجادة ومتواصلة لتحقيق المصالحة الشاملة بين أبناء الشعب العراقي».
وركزت الرسالة على موقف الجامعة العربية من مبدأ الانفصال، مع الإشارة إلى أن «حقوق الأكراد لا يمكن تلبيتها بصورة كاملة إلا في إطار الدولة العراقية الفيدرالية الديمقراطية».
وناشد أبو الغيط بارزاني «أن تأتي المساعي الكردية من أجل تأمين هذه الحقوق وصيانتها في إطار الوطن العراقي وليس بالتحرك بعيداً عنه، وأن تكون هذه المساعي بالانسجام مع الدستور وليس بتهميشه، علماً بأن هذا الدستور سبق التوافق عليه بين مكونات الطيف السياسي كافة بديمقراطية كاملة».
وأضافت المصادر أن الرسالة تضمنت كذلك إشارة إلى أن «الجامعة العربية تعترف بتنوع المجتمعات العربية، وترى فيه مصدر إثراء وعنصر قوة، وهي تعد بمثابة إطار حاضن لكل العالم العربي، وفي الوقت الذي تحرص فيه الجامعة كل الحرص على وحدة أراضي الدول العربية وعدم تفتيتها أو تجزئتها، فهي تبدي حرصاً مماثلاً على حث جميع الدول الأعضاء على الوفاء بالتزاماتها في تطبيق المفاهيم العصرية للمواطنة والمساواة في الحقوق بين جميع أبناء الشعب الواحد».
وأشارت المصادر إلى أن «الرسالة في مضمونها وروح النص والأسلوب صيغت بدافع الحرص على مصلحة الوطن العراقي بمكوناته كافة، وبغرض التحذير من الانزلاق إلى وضع قد يضر بمصلحة الأكراد أنفسهم في خاتمة المطاف، فضلاً عن الضرر الأكيد الذي يلحقه بالدولة العراقية الموحدة، وباستقرار مبدأ وحدة التراب الوطني في المنطقة العربية، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام انطلاق دعاوى شبيهة في دول عربية أخرى»، وتوقعت أن تكون الرسالة «بداية لحوار يفضي إلى اتفاق لصالح الجميع يغلق الأبواب أمام مخطط التقسيم».
من ناحية أخرى أفاد مصدر عسكري عراقي، الأربعاء، بوصول قيادات عسكرية عراقية إلى قاعدة عين الأسد غربي العراق، للتنسيق مع قادة التحالف الدولي لإنطلاق عملية تحرير أقضية غرب الأنبار».
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن «وفداً عسكرياً عراقياً ضم وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي، ونائب قائد العمليات المشتركة عبد الأمير يارلله، وقائد عمليات الجزيرة والبادية قاسم المحمدي، وبعض القادة العسكريين، وصلوا إلى قاعدة عين الأسد العسكرية، لبحث موعد انطلاق عملية تحرير أقضية غرب الأنبار، مع المستشارين الأمريكيين».
وأضاف أن «القيادات العسكرية العراقية والأمريكية، أولت أهمية استراتيجية بالغة لأقضية غرب الأنبار لاسيما صحراء المحافظة، كونها تجاور ثلاث دول غرباً، السعودية والأردن وسوريا، فتحريرها سيؤدي إلى حماية الحركة التجارية ونقل المسافرين والمنافذ الحدودية المزمع إعادة افتتاحها خلال الأيام المقبلة، فضلاً عن أمن تلك الدول».
وأشار إلى أن «العملية العسكرية ستنفذ بدعم من التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة، من خلال الغارات الجوية، وتنفيذ مهمات عسكرية نوعية، عن طريق الإنزال الجوي، لجنود التحالف الدولي، والتي تم تنفيذها في معركة الموصل المحررة منذ أيام».
من جانب اخر أفاد قائمقام قضاء سنجار العراقي محما خليل بأن عملية إعادة إعمار القضاء تحتاج إلى 10 مليارات دولار.
ودعا خليل في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أمس الخميس إلى تأسيس صندوق خاص بجمع المساعدات الدولية لدعم اعمار قضاء سنجار، مشيراً إلى أنه في مثل هذا اليوم من شهر أغسطس2014، نفذ داعش عمليات قتل جماعية واختطف المئات وسبى النساء في واحدة من اسوأ الجرائم بحق الايزيديين على مر التاريخ في العراق.
وتمر اليوم الذكرى السنوية الثالثة لسيطرة تنظيم داعش على مناطق وقرى قضاء سنجار ذي الأغلبية العظمى من الطائفة الأيزيدية بعد سقوط مدينة الموصل في العاشر من يونيو عام 2014.
وقال خليل: «اليوم نطالب المجتمع الدولي بالوقوف مع شعبنا الجريح الذي تعرض إلى إبادة جماعية غير مسبوقة من قبل تنظيم داعش».
وأضاف: «رغم أن مئات الأسر فرت من قبضة التنظيم إلا أن هذه الجريمة تركت خلفها ذكريات ومآس وجراحات مأساوية ليس من السهل محوها على مدى اجيال».
وأوضح أن «محاولات حكومة اقليم كردستان مازالت مستمرة لتعريف جريمة القتل الجماعي التي تعرض لها الكرد الايزيديون على المستوى الدولي كجريمة ابادة جماعية».
وأضاف: «اليوم هناك آلاف من الايزيديين مشرديين في مخيمات النازحين في إقليم كردستان وتركيا واليونان ودول أخرى وهم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية».
وتشير إحصائية للمديرية العامة لشؤون الايزيديين في وزارة أوقاف إقليم كردستان العراق إن 3325 أيزيدياً مازالوا مختطفين بيد تنظيم داعش وتم تحرير3092 شخصاً حتى الآن.
وحسب احصائيات محلية، يبلغ عدد سكان الأيزيديين نحو نصف مليون نسمة في عموم العراق وكردستان ويقطن غالبيتهم في نينوى ودهوك.