الأراضي المحتلة - «وكالات»: استولى مستوطنون متطرفون أمس الإثنين على أراض فلسطينية وشارع رئيسي قرب مستوطنة حلميش شمال غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، ونصبوا خياماً وشرعوا بتجريف مساحات من الأراضي تحت حراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد شهود عيان أن عشرات المستوطنين قاموا بإغلاق أحد الشوارع قرب مستوطنة حلميش التي شهدت هجوماً فلسطينياً أسفر عن مقتل 3 مستوطنين يوم الجمعة قبل الماضي، وقاموا بتشييد نصب تذكاري وخيام وكرفان قرب المكان.
وأضافوا أن جرافات تابعة للمستوطنين شرعت بتجريف مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين قرب المستوطنة، تحت حراسة قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، في إجراء انتقامي من الفلسطينيين بعد مقتل المستوطنين الثلاث.
من ناحية أخرى أعلن مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، عن بدء عمل لجان متخصصة، شكلتها إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، لفحص العبث الصهيوني في المخطوطات والمستندات والوثائق في مرافق المسجد الأقصى، إبان سيطرته على المسجد خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال الكسواني للمركز الفلسطيني للإعلام أمس الإثنين إن «عدة لجان بدأت العمل، وتدرس الأضرار التي لحقت بالمسجد الأقصى في المجالات كافة، تمهيداً لإعداد تقاريرها، خاصة العبث في مخطوطات ومستندات كانت موجودة في المكاتب والمصليات والمتحف، والمكتبات ومكاتب السدنة والحرس، ومكاتب الإعمار والإطفاء وغيرها».
وأضاف أن «عملية الفحص تحتاج وقتاً، واللجان ستصدر أكثر من تقرير حول ما لحق في المكتبات والمكاتب والآبار»، مشيراً إلى أن جميع أبواب المكاتب كسرت أقفالها وزرافيلها، وكذلك الآبار والقبة النحوية والمحكمة الشرعية، والمكتب الخاص ومكتب المفتي، والمكاتب بشكل عام.
وبدأت اللجنة المختصة بالإلكترونيات والمعدات والسماعات عملها، وتحتاج إلى وقت لفحص كل المعدات، بحسب الكسواني، فيما تقوم مديرية المسجد الأقصى ولجنة الإعمار بعمليات البحث والتدقيق.
وفي سياق آخر، قال الكسواني إن «تهديد الاحتلال بالاعتقال والإبعاد عن المسجد الأقصى لم يتوقف، حيث أبعد 4 حراس أمس الأحد، وقبل الأحداث الأخيرة أبعدت الشرطة 4 آخرين، دون إبداء الأسباب».
وأكد مدير المسجد الأقصى المبارك أنهم يرفضون التشديد والتدقيق في هويات المصلين والتضييق على الموظفين، واستفزاز الحراس أثناء قيامهم بعملهم المعتاد.
وشهد المسجد الاقصى توترات في الآونة الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب قيام إسرائيل بوضع بوابات إلكترونية عند الأبواب المؤدية للمسجد، والتي اضطررت إلى إزالتها بسبب الاحتجاجات الفلسطينية.
من جانب آخر قال نادي الأسير، أمس الإثنين، إن «القوات الإسرائيلية اعتقلت الليلة الماضية 42 فلسطينياً، منهم 30 مواطناً من مدينة القدس، والآخرون من جنين، والخليل بالضفة الغربية.
وأضاف النادي في بيان له أن «حملة اعتقالات شنتها قوات الاحتلال على عدة أحياء في القدس طالت 30 مواطناً غالبيتهم من حي الطور». لكن إسرائيل قالت إن «عدد المعتقلين في القدس بلغ 33 شخصاً».
وأوضح أن «حملة الاعتقالات شملت ما يقارب 400 مواطن من القدس خلال الأسبوعين الماضيين أفرج عن غالبيتهم إما بكفالة أو بشرط الحبس المنزلي أو الإبعاد عن الأقصى.
وأوضحت الشرطة الإسرائيلية أن «هذه الاعتقالات تأتي على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة القدس بعد مقتل شرطيين إسرائيليين وثلاثة فلسطينيين من سكان إسرائيل في اشتباك مسلح في محيط المسجد الأقصى».
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري، في بيان: «قامت خلال ساعات الليلة قوات معززة من الشرطة بحملة مداهمة واعتقالات واسعة مكثفة طالت أحياء وادي الجوز ورأس العامود والعيساوية والبلدة القديمة ومخيم شعفاط وبيت حنينا، واعتقلت مجمل 33 مشتبهاً مقدسياً، من بينهم 7 قاصرين».
وأضافت أن «المعتقلين متهمين بأعمال الإخلال بالنظام وتشكيل خطر على حياة وسلامة القوات والعامة وتم تحويلهم للتحقيقات الجارية».
وشهدت مدينة القدس وضواحيها خلال الأسبوعين الماضيين مواجهات بين المصلين الذين كانوا يؤدون الصلاة خارج أبواب المسجد قبل أن تسمح المرجعيات الدينية بالدخول إليه الخميس الماضي، بعد إزالة إسرائيل كافة الإجراءات التي اتخذتها بعد الرابع عشر من الشهر الحالي.