
بغداد - «وكالات» : قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن ما يقارب تسعين ألف نازح من المناطق التي تقع غربي محافظة نينوى (شمالي العراق) هربوا من مناطقهم بسبب المواجهات بين الحشد الشعبي وتنظيم الدولة الإسلامية، ولم تتم إعانتهم أو نقلهم إلى مخيمات نزوح ما أدى إلى وفيات في صفوفهم بسبب الظروف الصعبة.
وأضاف المرصد في بيان أن امرأة وطفلا توفيا بسبب العطش بمخيم أم الجرابيع القريب من ناحية عبطة التي تقع على مسافة تقدر بسبعين كيلومترا غرب الموصل، وهي منطقة شهدت مواجهات بين تنظيم الدولة وقوات الحشد، والتي انتهت بسيطرة الأخير على مناطق واسعة تصل حتى الحدود السورية.
وذكر أن عشرات الآلاف من النازحين تم اسكانهم في مكان مسيج بأسلاك، ولا توجد فيه سوى أقل من مئتي خيمة وأن أغلب العائلات لا تجد ما تأكله أو تشربه.
وناشد المرصد حكومةَ بغداد والحكومة المحلية في نينوى الإسراع بإيجاد حلول وتقديم المساعدات الأساسية لهم «لأن الوضع هناك لا يحتمل التأخير أو التهاون».
وفي سياق معاناة النازحين، حمّلت عائلات من الموصل السلطات المسؤولية عن وقوع ظلم في توقيف أبنائها على أساس شبهات بالانتماء لتنظيم الدولة.
ومنذ شهرين، لم تسمع النازحة يسرى (في مخيم الخازر) خبرا عن ولديها القاصرين صدام (16 عاما) وقصي (14 عاما) بعدما اعتقلتهما قوات الأسايش الكردية وأودعتهما في سجن بدهوك.
لكن المرأة تسلمت الأسبوع الماضي رسالة من الصليب الأحمر، تعلمها بتوقيفهما في سجن للأحداث وأنهما بحاجة إلى محامي للدفاع عنهما بتهمة التورط مع تنظيم الدولة.
وتعاني عائلات عديدة في المخيم جراء اعتقال أفرادها بعد نزوحهم هربا من تنظيم الدولة الذي لا يزال يتحصن بالمدينة القديمة في الموصل ومحيطها.
من جانب آخر قصف طيران التحالف الدولي المدينة القديمة غربي الموصل، في حين تحقق القوات العراقية تقدما بطيئا في الأحياء التي توغلت فيها مؤخرا، وسط مقاومة عنيفة مستمرة من تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت مصادر إن طائرات التحالف شنت أمس غارات على حي المشاهدة في قلب المدينة القديمة التي لا تزال بيد تنظيم الدولة الذي يسيطر أيضا -جزئيا أو كليا- على بضعة أحياء أخرى تحيط بها.
ونقلت المصادر أن القصف الجوي على حي المشاهدة أوقع قتلى. وأشار إلى أن القوات العراقية تمكنت من الوصول إلى أجزاء من حي الزنجيلي شمال المدينة القديمة، لكنها تواجه مقاومة شديدة.
و تتواصل المواجهات بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في حييْ الزنجيلي والشفاء بالموصل لليوم الـ 11 على التوالي.
وقالت مصادر عسكرية غربي الموصل أمس الثلاثاء إن المواجهات بين الجانبين مازالت مستمرة، وإن قوات عراقية تابعة للفرقتين التاسعة والـ 16 بدأت اليوم عملية عسكرية جديدة في حي الشفاء بهدف الوصول للمجمع الطبي الذي فشلت هذه القوات في الوصول إليه رغم محاولات عديدة قامت بها الأيام الماضية.
وشهدت منطقة المجمع الطبي الواقع شمالي حي الشفاء معارك طاحنة وعمليات قصف مدفعي وجوي نفذتها القوات العراقية الأيام الماضية، لكنها فشلت في السيطرة عليه رغم الأضرار الكبيرة التي لحقت به.
وفي حي الزنجيلي، قالت المصادر إن قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية مازالت تحاول التقدم في الحي المجاور لحي الشفاء لكنها تواجه مقاومة عنيفة من مقاتلي تنظيم الدولة تحول دون تمكن هذه القوات من إحراز تقدم واضح في الحي.
من جهة أخرى قتل عشرات الجنود العراقيين في هجمات لتنظيم الدولة بأحياء قرب المدينة القديمة في الموصل، تشهد منذ أسبوعين معارك تسببت في سقوط ضحايا مدنيين كثيرين ودمار كبير، كما شهدت استخدام قنابل الفسفور الأبيض.
ونقلت وكالة الأناضول عن الملازم علي الكربلائي من قوات الرد السريع، أن 32 جنديا قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في هجمات انتحارية لتنظيم الدولة.
وقال الكربلائي إن 12 جنديا قتلوا وأصيب أربعة آخرون في ثلاث هجمات متزامنة بسيارات ملغمة استهدفت مواقع لقوات الرد السريع والفرقة المدرعة التاسعة في محيط مدينة طب الموصل في حي الشفاء شمال المدينة القديمة الخاضعة لتنظيم الدولة.
وأضاف أن 13 جنديا قتلوا وأصيب اثنان، كما دمرت 11 عربة عسكرية في هجمات أخرى استخدم فيها التنظيم خمس سيارات وثلاث دراجات نارية ملغمة، واستهدفت قوات الشرطة الاتحادية في حي الزنجيلي الذي يشهد وحيي الشفاء والصحة الأولى مواجهات مستمرة منذ أسبوعين. وقتل سبعة عسكريين آخرين -بينهم خمسة ضباط- وأصيب أربعة بجروح خطيرة، وفق نفس المصدر.
من جهتها ذكرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة أن عشـرة من أفراد القوات العراقية -بينهم ضابط- قتلوا، وأن خمس عربات «همر» وجرافتين دمرت خلال مواجهات في أطراف باب الطوب وحي الزنجيلي غربي الموصل. في المقابل قال مصدر أمني إن القوات العراقية تقدمت أكثر في حي الزنجيلي، وقتلت ثمانية من مسلحي التنظيم.
وكانت القوات العراقية توغلت قبل نحو أسبوعين في أحياء الزنجيلي والشفاء والصحة الأولى، وهي من آخر الأحياء التي لا تزال بيد تنظيم الدولة خارج المدينة القديمة. وواجهات القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي مقاومة عنيفة أبطأت تقدمها، وقتل عشرات المدنيين بنيران الطرفين أثناء محاولتهم النزوح من الأحياء التي تدور فيها المعارك.
وقد بثت وكالة أعماق تسجيلا مصورا قالت إنه لقصف بالفسفور الأبيض نفذته قوات التحالف الدولي على المجمع الطبي في حي الشفاء غربي الموصل.
ونفت خلية الإعلام الحربي العراقية استخدام قنابل فسفورية، وقالت إنها ألقت قنابل دخانية لحماية المدنيين الذين كانوا يريدون الخروج من الحي بحجب رؤية قناصي تنظيم الدولة.
بيد أن مصادر عراقية أكدت استخدام قنابل الفسفور الأبيض لضرب مبان خالية من السكان، ولم يتضح هل كان المجمع الطبي في حي الشفاء بالموصل هو الذي جرى استهدافه بما يعتقد أنها قنابل الفسفور الأبيض.
وأكد مصدر من الفرقة التاسعة المدرعة التابعة للجيش العراقي شن طائرات عراقية وأخرى تابعة للتحالف الدولي 13 غارة على المجمع الطبي، وقال إن جميع المواقع التي تم قصفها في المجمع كان يتحصن داخلها مسلحون من تنظيم الدولة.
وكانت القوات العراقية اقتحمت المجمع قبل أن تضطر للانسحاب منه إثر هجوم لتنظيم الدولة أوقع قتلى وجرحى في صفوفها.