
واشنطن - بغداد - «وكالات»: أكد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، أن سياسة بلاده في المنطقة لم تتغير، وأن هزيمة داعش في العراق أولوية أمريكية.
وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي من المسؤول الأمريكي، تناول فيه الجانبان سير العمليات في الموصل والأوضاع في سوريا، حسبما أفاد بيان عراقي أمس السبت.
ويأتي الاتصال غداة إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس الجمعة عن استهداف مطار الشعيرات العسكري السوري في محافظة حمص بوسط سوريا، بإجمالي 59 صاروخاً من طراز توماهوك من قطع بحرية أمريكية متمركزة في البحر المتوسط، وذلك رداً على هجوم يشتبه بأنه كيماوي في بلدة خان شيخون في ريف إدلب الثلاثاء الماضي.
وذكر بيان للدائرة الإعلامية في الحكومة العراقية صباح أمس، جرى خلال الاتصال مناقشة سير معركة الموصل والانتصارات المتحققة واستمرار الدعم الدولي للعراق في محاربة الإرهاب والأوضاع في المنطقة.
وقال بنس إن «الولايات المتحدة الأمريكية تراقب الوضع في سوريا وتركيزنا الأول على داعش ومشورة العراق وموقفه الذي تم ذكره فيما يخص سوريا مهم بالنسبة لنا»، وأكد أن «سياسة أمريكا في المنطقة لم تتغير والأولوية لنا تتمثل بهزيمة داعش في العراق والمنطقة، وأن الدعم للعراق مستمر وسيزيد في محاربة الإرهاب وتدريب وتسليح القوات العراقية».
ومن جانبه، دعا رئيس الحكومة العراقية إلى أهمية التركيز على هزيمة داعش، حيث أننا اقتربنا من تحقيق النصر النهائي عليه، وهو ما يؤكد القدرة العراقية على تجاوز الصعاب وإلحاق الهزيمة بهذه العصابات الإرهابية.
وقال إن «العراق يعتبر استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا جريمة مدانة ومستنكرة، ونحن مع الشعب السوري الذي وقع ضحية، حيث أن الشعب العراقي كان ضحية أيضاً بضربه بالكيماوي من قبل النظام السابق، ولذلك دعونا لتحقيق دولي عاجل ودقيق إدانة أي جهة قامت بذلك».
ودعا العبادي إلى «ضرورة وضع خطة شاملة لإنهاء التصعيد الجاري في سوريا وتوحيد الجهود في سبيل القضاء على تنظيم داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى وإنهاء وجودها».
وتخوض القوات العراقية، مدعومة بالتحالف الدولي عمليات عسكرية في الجانب الأيمن من الموصل بعد سيطرتها في يناير الماضي على الجانب الأيسر في إطار معركة الموصل التي انطلقت في أكتوبر الماضي.
من جهة أخرى أكد الأمين العام لحزب البعث العراقي المحظور، نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين، القيادي العراقي الهارب منذ احتلال بغداد في 2003، عزة الدوري، أنه يحترم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتصريحاته الإيجابية قبل وبعد فوزه بالرئاسة الأمريكية، إلى جانب إنكار مسؤولية النظام العراقي السابق عن الهجوم بالكيماوي على مدينة حلبجة الكردية أثناء الحرب العراقية الإيرانية في 1988.
ونقل موقع قناة السومرية العراقية عن الدوري في تسجيل صوتي، بمناسبة الذكري السبعين لتأسيس حزب البعث، في سوريا والعراق: «استقبلنا تصريحات ترامب، قبل وبعد فوزه، بكل إيجابية واحترام، خاصةً قوله، إن أكبر خطأ اقترفته أمريكا في تاريخها، كان غزو العراق».
وأضاف الدوري حسب القناة العراقية، أن العراق عاش مأساة حقيقية كان من أبرز فصولها «جريمة غزو العراق واحتلاله، وجريمة محرقة حلبجة التي ذهب ضحيتها المئات من شعبنا الكردي من الرجال، والنساء، والأطفال دون ذنب اقترفوه»، مؤكداً أنه يُدين «هذه الجريمة بشدة كائناً من كان فاعلها».
يُذكر أن الجيش العراقي قصف حلبجة بالغازات السامة، في الأيام الأخيرة من الحرب ضد إيران، في إطار عملياته لطرد الإيرانيين الذين احتلوا المدينة، ما تسبب في مقتل أكثر من 550 كردياً عراقياً من سكان المدينة.
من ناحية أخرى قال شهود في العراق إن عناصر تنظيم داعش الإرهابي قتلوا عشرات المدنيين ممن حاولوا الفرار من الموصل في الأيام الماضية وعلقوا العديد من الجثث على أعمدة الكهرباء في الوقت الذي تواصل فيه القوات العراقية هجومها لاستعادة المدينة.
وتلقى القوات مقاومة شرسة في حين يتقهقر المتشددون إلى داخل المدينة القديمة حيث يتوقع أن يدور قتال شوارع في أزقتها الضيقة وحول المسجد الذي أعلن منه التنظيم المتشدد قيام «خلافة» قبل ما يقرب من ثلاث سنوات.
وقال شاهد إنه عثر على جثة لقريب له مشوهة ومعلقة في عمود للكهرباء في حي التنك مع ثلاثة شبان آخرين كانوا يحاولون الفرار.
وأضاف بعد أن طلب عدم ذكر اسمه «منظرهم كان صادماً. لم نتمكن من إنزالهم وهم هناك منذ يومين».
وقال مجلس أمن كردستان العراق إن عدد من قتلوا على يد المتشددين في يومي الإثنين والثلاثاء يصل إلى 140 شخصاً.