
عواصم - «وكالات» : تلقى عاهل المملكة العربية السعودية، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمس الجمعة اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أطلعه خلاله على تفاصيل العملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد أهداف عسكرية محددة في سوريا.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس»، أنه تم خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين بجانب استعراض الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وأضافت أن العاهل السعودي هنأ الرئيس الأمريكي على هذا القرار الشجاع الذي يصب في مصلحة المنطقة والعالم.
من جانب اخر أعلنت دول خليجية بينها الإمارات والسعودية تأييدها للضربة الأمريكية ضد قاعدة عسكرية في سوريا، رداً على «الهجوم الكيماوي» في خان شيخون الذي تسبب بمقتل 86 شخصاً، منوهة بـ»القرار الشجاع» للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، أعربت الإمارات عن تأييدها الكامل للعمليات العسكرية الأمريكية على أهداف عسكرية في سوريا، «والتي تأتي استمراراً للجرائم البشعة التي يرتكبها هذا النظام منذ سنوات ضد الشعب السوري في انتهاك فاضح للمواثيق الدولية والإنسانية».
وحمل وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش النظام السوري مسؤولية ما آل إليه الوضع السوري.
كما نوه الوزير الإماراتي بـ»القرار الشجاع والحكيم الذي يؤكد حكمة ترامب والذي يبرز ويعزز مكانة الولايات المتحدة بعد تقاعس مجلس الأمن الدولي عن أداء دوره في حماية السلم والأمن الدوليين ويجسد تصميم الرئيس الأمريكي على الرد الحاسم على جرائم هذا النظام تجاه شعبه وايقافه عند حده».
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية «تأييد المملكة العربية السعودية الكامل للعمليات العسكرية الأمريكية على أهداف عسكرية في سوريا، والتي جاءت رداً على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين الأبرياء».
وحمّل المصدر «النظام السوري مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية»، ونوّه بالقرار «الشجاع لفخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يمثل رداً على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده».
كما أعلنت البحرين ترحيبها بالضربة التي رأت أنها كانت «ضرورية لحقن دماء الشعب السوري ومنع انتشار أو استخدام أي أسلحة محظورة ضد المدنيين».
وقالت وزارة خارجية المملكة في بيان إن كلمة ترامب التي أعلن فيها عن الضربة تعكس «العزم والرغبة في القضاء على الإرهاب بأشكاله كافة».
وكانت أمريكا قد شنت هجوماً عسكرياً على النظام السوري في ساعة مبكرة من صباح الجمعة. وقال مسؤولون أميركيون إنه تم قصف قاعدة جوية سورية بـ 59 صاروخاً، وإن الضربة المحدودة والسريعة انتهت.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن «59 صاروخ توماهوك استهدفت طائرات وحظائر طائرات محصنة ومناطق لتخزين الوقود والمواد اللوجيستية ومخازن للذخيرة وأنظمة دفاع جوي ورادارات» في قاعد «الشعيرات» العسكرية الجوية قرب حمص.
وأضاف مسؤول أميركي أن الصواريخ أصابت أهدافها في الساعة 3:45 صباحا بتوقيت سوريا الجمعة.
وانطلقت الصواريخ من مدمرات أميركية في شرق البحر الأبيض المتوسط.
نص بيان وزارة الدفاع الأمريكية بشان الضربة العسكرية
«قامت القوات الأمريكية بتوجيه من الرئيس بضربة صاروخية على مطار تابع للقوات الجوية السورية اليوم عند حوالي الساعة 08:40 ليلاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (04:40 صباحاً بتاريخ 7 أبريل في سوريا). واستهدفت الضربة مطار الشعيرات في محافظة حمص، وجاءت رداً على الهجوم الذي شنته الحكومة السورية بالأسلحة الكيمياوية في 4 أبريل في خان شيخون، والذي أسفر عن مقتل وجرح المئات من السوريين الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال.
تم توجيه الضربة باستخدام صواريخ توماهوك الهجومية البرية، أطلقت من المدمرتين يو أس أس بورتر ويو أس أس روس في شرق البحر الأبيض المتوسط. واستهدف ما مجموعه 59 صاروخاً مماثلاً الطائرات، ومضادات الطائرات، ومخزونات النفط واللوجستيات، ومخابئ إمدادات الذخائر، وأنظمة الدفاع الجوي، والرادارات. وكما هو الحال دائماً، اتخذت الولايات المتحدة تدابير استثنائية لتجنب وقوع خسائر بين المدنيين والامتثال لقانون النزاع المسلح. وقد اتخذت كل الاحتياطات اللازمة لتنفيذ هذه الضربة بأقل قدر من المخاطر على الموظفين في المطار.
تمثل الضربة رداً متناسباً لهجوم الأسد الشائن. تم استخدام مطار الشعيرات لتخزين الأسلحة الكيمياوية والقوات الجوية السورية. ويقيّم مجتمع الاستخبارات الأمريكي بأن الطائرة التي شنت الهجوم بالأسلحة الكيمياوية قد انطلقت من الشعيرات في 4 أبريل. وقد هدفت الضربة إلى ردع النظام عن استخدام الأسلحة الكيمياوية مرة أخرى.
وقد تم إخطار القوات الروسية قبل الضربة باستخدام خط تجنب تداخل العمليات. وقد اتخذ المخططون العسكريون الأمريكيون احتياطات لتقليل المخاطر على الموظفين الروس أو السوريين الموجودين في المطار.
نحن نقوم بتقييم نتائج الضربة. وتشير الدلائل الأولية إلى أن هذه الضربة قد ألحقت أضرارا بالغة أو دمرت الطائرات السورية والبنية التحتية والمعدات الداعمة في مطار الشعيرات، ما قلل من قدرة الحكومة السورية على تسليم الأسلحة الكيمياوية. ولن يتم التسامح مع استخدام الأسلحة الكيمياوية ضد الأبرياء».
من جانب اخر قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف، في كلمة أمام جلسة طارئة بمجلس الأمن الدولي الجمعة، إن الضربات الصاروخية الأمريكية في سوريا «استندت إلى قرار مسبق بأن سوريا مذنبة».
وأدان سافرونكوف بشدة العمل العسكري الأمريكي «غير الشرعي» ووصفه بأنه «انتهاك صارخ للقانون الدولي وعمل عدواني».
وانتقد سافرونكوف ذراع التحقيق التابع لمجلس الأمن الدولي، وقال للسفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت: «إنك خائف من تحقيق مستقل حقيقي».
وبدأ مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة بشأن سوريا اليوم الجمعة، بعد الضربات الأمريكية على قاعدة جوية سورية يشتبه أنها كانت منصة لإطلاق هجوم بأسلحة كيماوية، وهو الهجوم الذي أفزع المراقبين حول العالم.
ويأتي عقد جلسة مجلس الأمن بناء على إصرار من الولايات المتحدة التي تتولى الرئاسة التناوبية للمجلس الشهر الجاري.
من جانب اخر تفقد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش، العماد علي عبد الله أيوب، قاعدة الشعيرات الجوية بريف حمص الجنوبي الشرقي، غداة ضربة أمريكية موجهة.
وتجول العماد أيوب على المواقع التي تعرضت للقصف الأمريكي، واطلع من قائد وضباط القاعدة على حجم الخسائر والأضرار المادية التي سببها القصف، والإجراءات والتدابير الوقائية المتخذة ومدى فاعليتها.
والتقى رئيس هيئة الأركان خلال زيارته بالطيارين والفنيين واستمع منهم إلى شرح مفصل عن طبيعة المهام التي ينفذونها، وفقاً لوكالة «سبوتنيك» الروسية.
من جهة أخرى تحوّل العضو السابق في مجلس الشعب السوري والمحلل السياسي أحمد شلاش إلى أضحوكة مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي بعد إعلانه أن النظام السوري يستعد للهجوم على ميناء «بيرل هاربر» عن طريق حاملة طائرات حربية.
هذه المزاعم التي نشرها شلاش على حسابه في موقع فيس بوك أشار فيها إلى أن الحكومة السورية بدأت «بتعبئة حاملة الطائرات الحربية السورية «عرين2» بالوقود والصواريخ الذكية الموجهة، برفقة المدمرتين «حافظ1» و»سليمان2»، والوجهة ميناء «بيرل هاربر» الأمريكي.
وأضاف قائلاً «أنا والملقّن العقائدي «السيّد هاني المدرّسي» أول الصاعدين، وسوف ترون وإن هلهلتي هلهلنالك».
وكان العضو السابق وصف في اليوم السابق أن التهديدات الأمريكية بشأن الهجوم الكيماوي الذي أقدم عليه النظام السوري هو «مجرد منفاخ وأجبن من أن يتم تنفيذه.. وغداً ستذكرون كلامي يا أكابر»، الأمر الذي أثار موجة من السخرية على منصات التواصل الإجتماعي.
وعدد من الردود أتت على المزاعم كون أن النظام السوري لا يمتلك بوارج حربية وحاملات للطائرات، فيما تناول البعض الآخر الرد على الطريقة التي ستعتمدها هذه الآلة الحربية كي «تتسلل» وتصل إلى قبالة شواطئ الولايات المتحدة لتنفيذ تهديداتها.
من ناحية أخرى قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، أن مجلس الأمن عجز في جلسته عن التعامل مع الأزمة السورية، مع عدم قدرته عن تحديد المسؤول عن الانتهاكات التي تتعرض لها سوريا ومحاسبته لاختلاف المصالح بين الدول.
وأكد أبو زيد في تصريحات له أمس السبت، أن مصر طالبت كلاً من روسيا وأمريكا بالعمل على التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة، خاصة أن هذه الأزمة ليس لها حل عسكري، ولابد من العودة للمفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة.
واعتبر المتحدث المصري، أن الأزمة السورية دخلت منعطفاً خطيراً منذ أحداث بلدة خان شيخون، ومصر رأت أن مجلس الأمن يجب أن يقوم بدوره، وعلى الدول الكبرى القيام بدورها إعمالاً للشرعية، مؤكداً أن المحادثات السياسية ينبغي أن تسفر عن وقف إطلاق النار.
ودعا أبو زيد إلى ضرورة إنفاذ اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، وأن هناك مسؤولية على روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على تنفيذ هذا الإتفاق، مشدداً على ضرورة توفير الحماية للشعب السوري، وأن الأيام أثبتت ان الرؤية المصرية على حق وأنه لا مكان لحل عسكري في سوريا.
من جهة أخرى لقيت سورية حتفها وأصيب شخص آخر في غارة نفذتها طائرات حربية أمس السبت على الحي الشرقي بمدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الغارة ترافقت مع استهداف الحي بالرشاشات الثقيلة، بالتزامن مع استهداف ريف المدينة الشرقي بالرشاشات.
وأشار المرصد، ومقره بريطانيا، إلى أن هذه أول سيدة تقتل بعد هجوم خان شيخون الثلاثاء الماضي، والذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى ويشتبه بأنه كيميائي.
ورداً على الهجوم، أعلنت زارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس الجمعة استهداف مطار الشعيرات العسكري السوري في محافظة حمص بوسط سوريا بإجمالي 59 صاروخاً من طراز توماهوك من قطع بحرية أمريكية متمركزة في البحر المتوسط.
وتشهد سوريا منذ سنوات حرباً أسفرت عن مئات الآلاف من القتلى وتحول ملايين إلى لاجئين.