بغداد - «وكالات» : أفاد مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين شمالي العراق، الأربعاء، بأن 41 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح باربعة تفجيرات انتحارية استهدفت حفل زفاف شمال تكريت.
وقال المصدر في حديث لـ السومرية نيوز، إن «أربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة فجروا، أنفسهم بالتعاقب في حفل للزفاف في قرية السعد التابعة لناحية الحجاج شمال تكريت، ما أسفر عن مقتل 21 شخصا وإصابة 20 آخرين بجروح متفاوتة».
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «قوة امنية طوقت مكان الحادث، فيما هرعت سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى مستشفيات قريبة وجثث القتلى إلى دائرة الطب العدلي».
يذكر أن محافظة صلاح الدين تتمتع باستقرار نسبي خاصة بعد تحرير اغلب مناطقها من سيطرة تنظيم داعش، فيما يقوم الأخير بين الحين والآخر بمحاولة زعزعة استقرار المحافظة من خلال تفجيرات انتحارية وقصف يستهدف المدنيين وعناصر القوات الأمنية ما يؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى.
من جانب آخر كشف مصدر أمني عراقي في محافظة كركوك، عن تشديد الإجراءات الأمنية في مخميات النازحين جنوبي كركوك وشرقها، بعد تلقي معلومات عن وجود مخططات لتنظيم داعش، لشن هجمات انتحارية داخل المخيمات.
ووفق صحيفة «المدى» العراقية، فإن «الأجهزة الأمنية تلقت معلومات استخبارية بوجود مخطط لداعش لشن هجمات انتحارية داخل مخميات بالأسلحة الكيماوية».
وأوضح مدير شرطة الأقضية والنواحي في كركوك، العميد سرحد قادر، أن «القوات العراقية جاهزة لجميع المهمات، ونحن مستعدون لمواجهة جميع الأخطار».
بدوره، أكد مدير الأمن في ليلان كاوا برويز أن»قطعات الأمن في حالة استنفار مع الشرطة، لمنع حصول أي أعمال تخريبية».
وتخضع مناطق جنوبي كركوك وغربيها منذ يونيو 2014 لسيطرة داعش، وتضم كركوك أكثر من 660 ألف أسرة نازحة موزعين في خمس مخيمات تديرها المنظمة الدولية للهجرة ووزارة الهجرة العراقية.
من جهة أخرى أكدت وزارة الدفاع العراقية، في بيان عبر موقعها الإلكتروني، عثور القوات الأمنية على مخازن تحتوي على مواد كيماوية كان يستخدمها تنظيم داعش في الموصل.
وجاء في البيان: «خلال عمليات التطهير في حي النركال في الجانب الأيسر من الموصل، عثر القوات الأمنية اليوم، على مخازن تحتوي مواد كيماوية وعدداً من الصواريخ».
وتابع البيان: «وبعد الفحص تبين أن المواد هي عبارة عن كلوريسين يُقدر بـ 10 آلاف لتر موضوعة داخل خزان، وهي مادة حارقة وشديدة الاشتعال تدخل في صناعة المواد المتفجرة و29 صاروخ سام، بينهم 7 أرض جو من دون موجهات، ومادة الفوسفات الخام بكميات كبيرة وعدد من المقذوفات مختلفة الأنواع، حيث قامت القوة بإحاطة المواد ونقلها إلى أماكن آمنة حفاظاً على أرواح المواطنين».
من ناحية أخرى استعادت القوات العراقية سجناً في شمال غرب الموصل تردد أن تنظيم داعش أعدم فيه المئات واحتجز نساء أيزيديات أسيرات فيه، بحسب ما أعلن الجيش العراقي.
وتقود وحدات القوات العراقية الخاصة عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على غرب الموصل بدأت في 19 فبراير، فيما يقاتل الجنود العراقيون والمليشيات الموالية للحكومة التنظيم المتطرف في مناطق على مشارف المدينة.
واستعاد عناصر الفرقة المدرعة التاسعة في الجيش العراقي وميليشيا «فرقة العباس» السيطرة على سجن بادوش، بحسب بيان قوات العمليات المشتركة العراقية. ولم يحدد البيان ما إذا تم العثور على أسرى داخل السجن وقت السيطرة عليه.
ووفقاً لمنظمة «هيومان رايتس وتش»، فقد أعدم مقاتلو تنظيم داعش ما يصل إلى 600 سجين في سجن بادوش في العاشر من يونيو 2014، حيث أجبروهم على الركوع على طول وادٍ مجاور وألقوهم فيه وأشعلوا النار في جثثهم.
وقال النائب العراقي فيان دخيل، في ذلك العام إن «التنظيم يحتجز أكثر من 500 امرأة أيزيدية في سجن بادش».
واستهدف التنظيم المتطرف أقلية الأيزيديين في حملة وحشية من الاعدامات والخطف والاغتصاب، حيث قتلوا الرجال وأخذوا النساء والفتيات سبايا.
وسيطر التنظيم على مناطق شاسعة شمال وغرب العراق في 2014، إلا أن القوات العراقية تمكنت بدعم من الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، من استعادة معظم المناطق التي خسرتها.
وشنت القوات العراقية عملية لاستعادة الموصل في 17 أكتوبر، واستعادت السيطرة على الشطر الشرقي من المدينة قبل أن تتجه إلى المناطق الغربية الأكثر اكتظاظاً بالسكان.
من جانب اخر تتفاقم حركة النزوح مع تقدم العمليات العسكرية في مناطق غرب الموصل التي يقطنها 750 ألف شخص.
معظم النازحين في الأيام الماضية خرجوا من أحياء المأمون وتل الرمان ووادي حجر وشقوا طريقهم عبر طريقين بمحاذاة الجانب الأيمن من نهر دجلة.
وتقدر وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة خروج نحو 50 ألف نازح منذ بدء الهجوم في التاسع عشر من فبراير الماضي.
ومنهم ثمانية آلاف نزحوا منذ يوم الجمعة ليصل العدد إلى نحو ربع مليون نازح منذ بدء عملية الموصل في أكتوبر الماضي.
وتوجه النازحون إلى مخيمات اقيمت في محيط الموصل منها مخيم نارجيزليا ومخيم قيماوة وهما يقعان شمال شرق الموصل في مناطق الأكراد في كردستان العراق.
كما توجّه عدد آخر من النازحين إلى مخيمات في شرق الموصل مثل مخيم حسن شام ومخيم الخازر ومخيم حمام العليل ومخيمات أخرى شرق جنوب الموصل وهي مخيم القيارة والحاج علي ومخيم جدعة القيارة.
وقدرت وزارة الهجرة العراقية معدلات النزوح إلى هذه المخيمات خلال الأيام الماضية بنحو عشرة آلاف نازح يوميا.
مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حذرت من أن استمرار تدفق النازحين من مناطق غربي الموصل الذي أدى إلى امتلاء المخيمات الواقعة شرقي المدينة بشكل كامل، أما المخيمات التي تقع جنوبها فهي ممتلئة أصلا.
ويروي مجموعة من الهاربين من المعارك التي تجري بالساحل الأيمن غرب الموصل. أنهم لم يأكلوا منذ أسبوع نتيجة المعارك ولاتوجد أي مقومات للحياة أصلاً.
يروي مصطفى البجاري وهو شاب لايتجاوز عمره الخمسة عشرة عاماً أنه وعائلته لم يأكلوا منذ سبعة أيام ولم يستحموا منذ أسبوعين حيث لاطعام ولامياه صالحة للشرب وأن أقصى ماهو متوفر لديهم هو مادة «الطحينية» والتي هي عبارة عن زيت السمسم تطحن لتستخرج ونأكلها فقط وقد بدأت تنفد.
وقال مصطفى إن والده قد اقتادته عناصر داعش إلى جهة مجهولة لأنه كان شرطياً و لم نسمع أي خبر عنه وعند مراجعتنا لمقرات داعش للسؤال عنه كانوا يجيبوننا أنه قيد التحقيق .وأنه سيعود لهم قريبا وقال لم يعد والدي لحد الآن وأني أعرف ذاك الرجل الذي جاء الى بيتنا واقتاد والدي أتمنى أن أراه مكبلاً بالحديد والقوات الأمنية مسيطرة عليه لكي أسأله أين ذهبت بوالدي.
وأكد يونس الجبوري وهو رجل مسن أنه لم يأكل منذ خمسة أيام وأنه سيذهب للمخيمات لعله يجد هو وعائلته الطعام هناك.
مريم طفلة عمرها لا يتجاوز العشر سنين سقطت من درج المنزل نتيجة خوفها من ضربة جوية وكسرت قدمها جاءت بها أمها لكي تعالجها لدى طبابة القوات الأمنية وكانت خائفة جداً لكن أمها تقول لها إن عناصر داعش قد هربوا وسنعود الى بيتنا قريباً.
وسألناها إلى أي مكان ستذهبين بعد علاج «مريم « قالت سأذهب الى المخيمات لأن داعش قد أحرق بيتنا، ولم يبق لنا بيت.
يذكر أن الحكومة العراقية قد أعلنت في السابع عشر من شهر اكتوبر من عام 2016 عن انطلاق عمليات عسكرية كبيرة لتحرير مدينة الموصل وبمساندة قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.