دولي

بغداد - «وكالات» : أعلن مصدر أمني عراقي أمس الأحد، مقتل أحد عناصر الحشد العشائري وإصابة 11 شخصاً بينهم 5 من عناصر الحشد في تفجير انتحاري بالجانب الأيسر من مدينة الموصل (400 كم شمال بغداد).

وقال المصدر إن انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه أمس الأحد، قرب مطعم الليمونة في دورة سيدتي الجميلة بحي الزهور شمال شرقي الموصل، ما أسفر عن مقتل أحد عناصر الحشد العشائري وإصابة 11 آخرين، بينهم 5 من عناصر الحشد أحدهم ضابط برتبة عقيد.

من ناحية أخرى أفادت «خلية الإعلام الحربي» بالعراق بأنه تم تحرير قريتين، والسيطرة على محطة كهرباء رئيسية في إطار عمليات تحرير الجانب الأيمن من مدينة الموصل التي انطلقت أمس الأحد.

ونقل بيان للخلية عن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، أن «قطعات الشرطة الاتحادية حررت قرية عذبة على طريق الموصل-بغداد وحررت قرية اللزاكة على الطريق القديم حمام العليل-الموصل وسيطرت على محطة الكهرباء الرئيسية في اللزاكة ورفعت العلم العراقي فوق المباني».

وأكد يار الله أن القوات المسلحة «من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تتسابق بمعنويات عالية وإرادة لا تلين في تنفيذ المهام المكلفين بها».

كان رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أعلن في وقت سابق اليوم، انطلاق عملية تحرير الجانب الأيمن من الموصل من سيطرة تنظيم داعش.

من جانب اخر كشفت اللجنة المالية النيابية العراقية، عن التكاليف المالية التي تكبدها العراق في حربه ضد الإرهاب منذ عام 2014 حتى الآن، مشيرة إلى أن النفقات الحربية تجاوزت نحو 36 مليار دولار في حين أن الخسائر المادية للبنى التحتية والمشاريع وصلت إلى 30 مليار دولار، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك» اليوم الأحد.

وتشير التقديرات إلى أن تكلفة الحرب تصل إلى نحو 10 ملايين دولار يومياً.

ويقول رئيس جمعية الاقتصاديين العراقيين، عبد الحسين الياسري: «العراق يعاني من مشكلتين كبيرتين، الأولى جاءت من انخفاض أسعار النفط، والمشكلة الثانية بسبب وجود تنظيم داعش»، والتي تمثل مسألة وجود لهذا التنظيم الإرهابي وليس فقط القيام بعمليات إرهابية، وهذا يعتبر نزيف اقتصادي كبير للعراق، على الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها أبناء العراق في القضاء على هذا التنظيم الإرهابي.

وأضاف الياسري: «معالجة الجانب الاقتصادي تتمثل بمحاولات وزارة المالية عبر اللجنة الاقتصادية التي تحاول وضع الحلول اللازمة، إلا أن هناك مشكلة أخرى سوف تبرز وهي مشكلة النازحين وإعمار المناطق المحررة، وأعتقد أن دول العالم متوجهة نحو تقديم تبرعات سخية للعراق. فقد عانى العراق سابقاً من مشكلة القروض التي وصلت إلى حدود 140 مليار دولار قبل احتلال العراق، إلا أن المجتمع الدولي عبر مؤتمر باريس قام بتسوية هذه الديون، وعلى الدول أن تعيد هذا التوجه، خصوصاً وأن تنظيم داعش يهدد المجتمع الدولي برمته».

من جهة أخرى أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، أمس الأحد، بأن تنظيم داعش وجه تهمة «الخيانة ونكث البيعة» إلى أهالي عدد من أحياء غربي الموصل، بسبب امتناعهم عن الالتحاق بخطوط الصد الأمامية. 

وقال المصدر لموقع «السومرية نيوز» العراقي، إن «مكبرات صوت محمولة على سيارات تجوب بعض أحياء غربي الموصل، وهي تدعو الأهالي للالتحاق في خطوط الصد الأمامية لمواجهة الهجوم الكبير للقوات الأمنية».

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن «هناك حالة عزوف كبيرة من قبل الأهالي عن الالتحاق»، لافتاً إلى أن بعض قيادات داعش اتهمت الأهالي بالخيانة ونكث البيعة عبر مكبرات الصوت وهي تطلق التهديدات.

وأشار المصدر إلى أن 90 في المئة ممن سجلوا أسمائهم قبل أسابيع في الانخراط في صفوف التنظيم بشكل متطوع للقتال إلى جانبهم كما صوره التنظيم في فيديوهات لم يتحركوا لدعم التنظيم، ما جعل الأخير في وضع صعب للغاية وسط حالة من الانهيارات الكبيرة والمفاجئ تجري داخل الأحياء رغم أن المعارك لم تصل إليها حتى الآن.

وأعلن القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، اليوم عن انطلاق صفحة جديدة من عمليات «قادمون يا نينوى» لتحرير الجانب الأيمن من الموصل. 

يذكر أن القوات الأمنية المشتركة استعادت في 24 ينايرالماضي، الساحل الأيسر لمدينة الموصل، في وقت تمكنت تلك القوات من استعادة كافة النواحي والأقضية في نينوى، إذ لم يتبق من المحافظة سوى الجانب الأيمن من المدينة وقضاء تلعفر تحت سيطرة تنظيم داعش.

من ناحية أخرى أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي ، حاجة بلاده إلى مزيد من الدعم الدولي بغية مساعدة نحو ثلاثة ملايين نازح.

وقال العبادي: «إننا نتوجه بالنداء إليكم لمساعدتنا في تنفيذ برنامج إعادة الاستقرار والخدمات الأساسية للمدن المحررة وإعادة النازحين إلى ديارهم، كما ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية المعنية إلى تقديم مساعدات عاجلة لنحو ثلاثة ملايين نازح، والمساعدة في معالجة الجرحى ورفع الألغام والمتفجرات، ودعم برامج تأهيل المجتمع من أجل محو ثقافة العنف وإزالة آثار جرائم #داعش التي مارسها بحق الأطفال الذين تم استغلالهم بشكل بشع».

كذلك شدد على أن تنظيم «داعش» هو عدو للإسلام والمسلمين وأنه يحرِّف المعنى الحقيقي للدين الإسلامي، قائلاً إن «الإرهاب وتنظيم داعش هم أعداء للمسلمين قبل غيرهم وقد قتلوا من المسلمين أضعافاً مضاعفة لضحاياهم من بقية الأديان. لذلك كان على جميع أبناء الأديان والمذاهب أن يتوحدوا ضد الإرهاب ».