
الرياض - عدن - «وكالات» : أعلن المتحدث باسم قوات التحالف، اللواء أحمد عسيري، إن الهدنة في اليمن انتهت ولن تمدد بعد خرقها مئات المرات من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، مشيراً إلى أنه لا فرصة لتمديدها وذلك لانتفاء شروط تجديدها.
وكان عسيري قد أكد، في وقت سابق، أن عدد الاختراقات التي ارتكبتها الميليشيات منذ بداية الهدنة تجاوز 500 خرق، 80 في المئة منها في الداخل اليمني.
وأوضح أن الاختراقات أتت منذ الساعات الأولى من الهدنة، شملت خروقات في الداخل اليمني وعلى قطاعي نجران وجازان في الحدود السعودية، حيث بلغت 113 اختراقاً.
من جانب اخر تمكن فريق اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان من الكشف عن حجم الأضرار بالممتلكات في حي الجحملية في مدينة تعز بعد استعادته من ميليشيات الحوثي وصالح.
وذكر فريق اللجنة أن الانقلابيين تسببوا في تدمير 159 منزلاً ومنشأة خاصة وعامة وزرعها بالألغام وقصفها بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، إضافة إلى تدمير أربع مدارس حكومية، وخمسة مساجد، وخمس مؤسسات إعلامية وأمنية وخدماتية تابعة للحكومة.
كما قال الفريق إن 70 في المئة من الحي بات مدمراً و30 في المئة مزروعاً بالألغام.
من جهة أخرى قال رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، إن السلام المنشود لن يتحقق بتجاوز مرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 الصادر تحت الفصل السابع.
وأشار بن دغر إلى أن القبول بغير ذلك يعنى الاستهانة بدماء وتضحيات الشعب اليمني الذي يدفع الثمن غاليا منذ قرابة العامين من أجل الخلاص من أبشع انقلاب دموي ووحشي في تاريخه، على حد تعبيره.
وكانت قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، قد أعلنت صباح السبت بدء وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة 12 ظهراً بتوقيت اليمن من يوم السبت 19 نوفمبر 2016 ولمدة 48 ساعة، تمدد تلقائياً في حال التزام ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها بهذه الهدنة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، وفي مقدمتها مدينة تعز ورفع الحصار عنها، وحضور ممثلي الطرف الانقلابي في لجنة التهدئة والتنسيق إلى ظهران الجنوب، وذلك وفقاً للرسالة التي تلقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية المتضمنة أن ذلك قد تقرر تجاوباً مع جهود الأمم المتحدة والجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن وبذل الجهد لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني الشقيق.
وستلتزم قوات التحالف بوقف إطلاق النار وفقاً لما تضمنته رسالة الرئيس اليمني، من أنه في حال استمرار الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأي أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة فسوف يتم التصدي لها من قبل قوات التحالف مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري، والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها.
من جانب آخر فشل تنظيم القاعدة الإرهابي في تفجير عبوة ناسفة في مركبة عسكرية بأبين جنوبي اليمن، أمس الإثنين.
وقال شهود عيان ومصادر أمنية، إن «عناصر من تنظيم القاعدة زرعوا فجر الإثنين عبوة ناسفة في طريق تمر منه مركبات قوات الحزام في بلدة لودر، فجرت عن بعد، لكنها لم تخلف أي أضرار».
وكانت القاعدة نفذت السبت هجوماً إرهابياً ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة عدد أخر في البلدة ذاتها.
وانتشرت قوات الحزام الأمني في أبين في أغسطس الماضي، حيث تمكنت من تطهير بلدات أبين من عناصر تنظيم القاعدة التي كانت تنشط فيها.
وقوات الحزام الأمني هي قوات أمنية محترفة يشرف عليها التحالف العربي.
من جهة أخرى يشهد اليمن تصاعداً في حدة الاشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين أدى منذ مساء أمس الأحد إلى مقتل 28 شخصاً، مع اقتراب انتهاء هدنة الـ 48 ساعة التي أعلنها التحالف العربي بقيادة السعودية الداعم للحكومة، بحسب مسؤولين عسكريين.
وأعلن التحالف الداعم للرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، هدنة لمدة 48 ساعة بدأ تنفيذها ظهر أول أمس السبت، بهدف تسهيل جهود السلام في اليمن وإدخال المساعدات الإنسانية.
ورغم تراجع حدة المعارك في الساعات الأولى لبدء الهدنة، إلا أن الجبهات لم تشهد وقفاً تاماً للأعمال الحربية التي تصاعدت مع اقتراب الموعد المعلن لانتهاء التهدئة.
وأفادت مصادر عسكرية وطبية أمس الإثنين عن مقتل 15 متمرداً و9 من القوات الحكومية في معارك دارت ليل أمس الأحد الإثنين في مدينة تعز ومحيطها (جنوب غرب)، ومن بين المتمردين القتلى 4 قضوا في غارة جوية للتحالف.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن 4 مدنيين قتلوا وأصيب 11 في قصف من المتمردين على تعز، ثالث كبرى مدن اليمن، والتي يحاصرونها منذ أشهر.
وأوضحت أن القوات الموالية شنت في وقت مبكر من صباح أمس الإثنين هجوماً على مواقع للمتمردين في منطقة الدمينة عند الأطراف الغربية لتعز.
وشن التحالف الذي بدأ عملياته نهاية مارس) 2015، غارات على مناطق يسيطر عليها المتمردون في نهم شمال صنعاء ومحافظة صعدة، بحسب ما أفاد شهود وكالة فرانس برس، أما في صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذ سبتمبر 2014، أفاد شهود عن تحليق لطيران التحالف.
وفي مأرب، أفاد المتمردون عن صدهم هجوماً للقوات الحكومية في مديرية صرواح.
وأتت الهدنة بعد رفض هادي وقفاً لإطلاق النار أعلنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الثلاثاء الماضي، وكان من المفترض أن يبدأ الخميس، إلا أن مصدراً مقرباً من هادي أفاد أول أمس السبت، أن ضغوطاً دولية مورست من أجل هدنة واستئناف مفاوضات السلام، سعياص للتوصل إلى حل للنزاع المستمر منذ زهاء 20 شهراً.