
عدن - «وكالات» : أعلن الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، أمس الإثنين، سيطرته على مواقع عسكرية كانت خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي وقوات صالح في محافظة مأرب، شرقي اليمن.
وقال الجيش الوطني في بيان مقتضب في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إن «وحدات من الجيش الوطني والمقاومة مسنود بغطاء جوي من طائرات التحالف خاض معارك عنيفة مع المسلحين الحوثيين بمنطقة المخدرة»، وفقاً لموقع «اليمن الآن».
وذكر المركز الإعلامي أن «الجيش الوطني تمكن من تحرير مواقع: الحمة السوداء، وروس مداغل، وصفراء المحمل، وبير الأعرج، في منطقة المخدرة بمحافظة مأرب شرقي صنعاء».
من جانب آخر أكدت مصادر يمنية قريبة من الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح، أن طهران تخطط لتطويق مناطق الشمال القبلي وتحويلها مخزناً يضم «قوة بشرية»، يعمل لصالح المشروع الصفوي بالمنطقة إلى جانب ميليشيات الحوثي وجيش المخلوع.
وبينت المعلومات، وفق ما أوردت صحيفة اليوم السعودية، الإثنين، كيفية تنفيذ الميليشيات الانقلابية لهذا المخطط، من أجل وقف نزيف القوة البشرية لميليشيات الحوثي، بعد تكبدها خسائر هائلة من عناصرها بالداخل وجبهات الحدود على أيدي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف.
وكشف قائد عسكري في قوات الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع في حديث للصحيفة عن «المخطط الإيراني الذي تنفذه الميليشيات دون التنبه إلى مخاطره على النسيج الاجتماعي لمناطق الشمال القبلي»، على حد قوله.
وقال القائد العسكري، إن «المخطط يستهدف تشكيل قوة عسكرية من مقاتلين قبليين بعضهم جنود في الجيش وآخرين محسوبين على الجيش ضمن خارطة توزيع الجنود الذين اعتمدهم نظام المخلوع صالح للوجهاء والمشايخ، حيث كان يمنح المشايخ أرقاماً عسكرية توزع على أتباعهم ويتسلمون مرتبات كونهم جنوداً في الجيش وهم في بيوتهم».
وتابع أن «القوة التي بدأت الميليشيات تشكيلها يتم استقطابها عبر رواتب ضخمة تصل لـ150 ألف ريال يمني شهرياً بواقع 5 آلاف ريال يومياً ما يساوي 500 دولار، وتمثل أكثر من أربعة أضعاف مرتب الجندي النظامي بالجيش».
ويصل مرتب بعض المرتزقة لـ300 ألف ريال للفرد ما يعادل ألف دولار، للمميزين من القناصة أو أصحاب المهن الفنية أو القيادية في العمل العسكري، ممن سبق لهم العمل في وحدات عسكرية نظامية. في حين، يحصل عناصر ميليشيا الحوثي على مرتبات شهرية ضمن أطر الدعم المالي الذي تقدمه طهران للميليشيات أسوة بحزب الله اللبناني والأذرع الميليشاوية الطائفية في العراق وسوريا.
وقال القائد العسكري إن «هناك جنوداً نظاميين التحقوا بهذه التشكيلات وتحولوا إلى مرتزقة ومقاتلين مستأجرين مع ميليشيات الحوثي وتخلوا عن وحداتهم العسكرية».
واعتبر عملية تأخير صرف مرتبات وحدات الحرس الجمهوري وبشكل متعمد لأكثر من أربعة أشهر «محاولة من ميليشيات الحوثي ومن خلفها إيران لتفكيك كل الوحدات العسكرية النظامية، وتحويل أفرادها إلى مقاتلين مرتزقة لصالحهم، خصوصاً أن وحدات الحرس الجمهوري تحافظ على ولائها للمخلوع ونجله أحمد، ولم يتمكن الحوثيون من ابتلاع هذه الوحدات وتحويلها إلى ألوية ملحقة بوزارة الدفاع التي تديرها قيادات ميليشياوية أبرزها زكريا الشامي وأبو علي الحاكم وعبدالخالق الحوثي شقيق زعيم الميليشيا».
وأشار القائد بالحرس الجمهوري، إلى أن «طهران تسعى إلى تفكيك ما تبقى من الجيش، وتحويل اليمن وتحديداً الشمال القبلي إلى ساحة تتواجد فيها ثلاثة تشكيلات عسكرية منفصلة هي ما تبقى من الجيش النظامي، ولكن بعد إعادة هيكلة مفاصله القيادية وتعيين ضباط موالين للحوثيين وطهران والمشروع الإيراني في المنطقة، إضافة للمرتزقة الذين يتشكلون من الجيش النظامي والقوى القبلية ويقاتلون دون انتماء عقائدي حسب الحاجة ووقت الطلب، وأخيراً ميليشيات الحوثي الطائفية التي تعد الذراع العسكرية للحرس الثوري الإيراني في اليمن والمنطقة وتتلقى تدريبات وتأهيل ودعم ورعاية إيرانية مباشرة».
وجاء مخطط طهران لرسم خارطة المناطق القبلية شمال اليمن من أجل تضييق المساحة على أي تحركات للمخلوع صالح لإعادة تفعيل مراكز القوى القبلية الموالية له في الشمال، وسقوط ورقة مهمة يستعملها في صراعه مع ميليشيات الحوثي.
من ناحية أخرى نصف المحافظات في اليمن تنوء تحت وطأة انتشار الكوليرا الذي فتك بالآلاف حتى الآن بحسب منظمة الصحة العالمية.
إذ ضرب الوباء 11 محافظة ، بعدما كان محصورا خلال الأيام الماضية في 6 محافظات، وتمّ تسجيل قرابة 4 آلاف حالة يشتبه بإصابتها بالمرض بحسب ما ذكر فرع المنظمة في اليمن.
فيما كانت تفيد الإحصاءات قبل يومين بوجود ألفَين و700 حالة فقط.
وتقع معظم الحالات المشتبهة بها في محافظتي تعز وعدن جنوب غرب البلاد، ووفقاً لبيان المنظمة، فإنّ «86 حالة تأكد إصابتها بالكوليرا بزيادة 21 حالة عن الرقم المسجل قبل أسبوع.
في الأثناء تواصل ميليشيات الانقلابيين استهداف المدنيين في تعز بالقصف المدفعي، فيما رد الجيش الوطني والمقاومة بهجوم عنيف على مواقع الانقلابيين تمكنت من خلاله تدمير مدرعات وآليات عسكرية للميليشيات في معسكر التشريفات بالقصر الجمهوري وفي تبة السلال وتبة سوفتيل شرق المدينة.
وارتفعت وتيرة الاحتجاجات في العاصمة صنعاء ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بسبب عدم صرف المرتبات للموظفين للشهر الثالث على التوالي.
فيما أعلن نادي القضاة تعليقهم العمل في صنعاء والحديدة لأسبوعين بسبب اعتداءات الحوثيين.
من ناحيتها، نفذت نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم بجامعة ذمار احتجاجات ضد انتهاكات الميليسيات مهددين بالتصعيد لحين صرف المرتبات بشكل كامل.