
عواصم - «وكالات» : مع دخول معركة الموصل التي انطلقت الاثنين الماضي أسبوعها الثاني، تمكنت القوات العراقية المشتركة من استعادة السيطرة على أكثر من 80 قرية وبلدة كانت في قبضة داعش. كما اصبحت قواتُ البيشمركة على بعد نحو خمسة كيلومترات من مركز المدينة .
في المقابل حذرت مصادر رسمية فرنسية وأميركية الاثنين من استقدام داعش لمئات المقاتلين من الرقة، في حين أفادت مصادر عراقية أن التنظيم بدأ يعد «اشبال الخلافة» لتتنفيذ عمليات انتحارية.
وكان داعش وسع نطاق هجماته المضادة ضد القوات المشتركة لتخفيف الضغط على مقاتليه في الموصل عبر شن سلسلة من الهجمات المضادة على أهداف بعيدةٍفي أجزاء مختلفة من البلاد، من بينها كركوك المدينة الرئيسية المنتجة للنفط في شمال العراق، وبلدة الرطبة التي تتحكم في الطريق من بغداد إلى الأردن وسوري، بالإضافة إلى سنجار وهي منطقة غربي الموصل تسكنها الأقلية الايزيدية.
في المقابل، أعلنت قيادة عمليات الأنبار الاثنين أن القوات الأمنية استعادت حيي الانتصار والعسكري في قضاء الرطبة غربي الرمادي بمحافظة الأنبار وأن التقدم مستمر لتطهير القضاء بالكامل.
وجاء إعلان قيادة عمليات الأنبار وسط تضارب الأنباء حول من يمسك زمام الأمور في قضاء الرطبة جنوب غرب محافظة الأنبار. وقد أكد قائمقام الربط عماد الدليمي أن القوات الأمنية تسيطر على المنطقة ولم يتبق سوى بعض الجيوب لتنظيم داعش في حي الزيتونة، بينما افاد شهود عيان من الرطبة أن تنظيم داعش يسيطر بشكل شبه كامل على القضاء.
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الاثنين أن داعش بدأ الدفع بمقاتلين من خارج مدينة الموصل، شمالي العراق، للدفاع عنها. وأوضح متحدث البنتاغون النقيب جيف ديفيس، أنهم رصدوا طواقم دعم وقادة لداعش ينتلقون دون سلاح لإعادة نشرهم داخل الموصل، ولم يذكر المتحدث من أي مكان يستقدم «داعش» عناصره، غير أن الأرجح أنه من الجانب السوري، في ظل الحصار المفروض من كل الجهات، باستثناء الجهة الغربية مع سوريا.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت عن مصادر مقربة من وزارة الدفاع الفرنسية أن مئاتَالمتطرفين من داعش، وصلوا من الرقة في سوريا إلى مدينة الموصل.
كما كشف مصدر محلي في محافظة نينوى الاثنين أن تنظيم «داعش» قام بتفخيخ الجسور والطرقات الرئيسة في الساحل الأيسر من مدينة الموصل، فيما أكد أن غالبية مسلحي التنظيم انسحبوا الى الساحل الأيمن مع اقتراب القوات العراقية.
وأشار المصدر في تصريح لـ»السومرية نيوز» إلى أن التنظيم سحب غالبية مسلحيه الى الساحل الأيمن الذي يتحصن فيه لمعركته النهائية، موضحا أنه وضع ثلاثة خطوط صد وفخخ عددا من السيارات التي سرقها من الأهالي بالإضافة الى الاعتماد على ما يسمى أشبالَ الخلافة في تفجيرات انتحارية».
من ناحية أخرى تضاربت الأنباء حول الوضع في بلدة الرطبة ففي حين نقلت مصادر أمنية أنباء تفيد بسيطرة «داعش» على الرطبة بالكامل وبأنها باتت خارج سيطرة الجيش، نفى محافظ الأنبار صهيب الراوي، مساء الاثنين، سيطرة التنظيم الكاملة على مدينة الرطبة الواقعة على الطريق الدولي بين بغداد وعمان.
وأوضح الراوي أن التنظيم يسيطر على بعض أحياء الرطبة فقط، بعد أن استغل انشغال القوات بمعركة الموصل، وأراد فتح جبهات جديدة بعيدة لإشغالها، إلا أنه أكد القوات الأمنية تنتشر في أحياء الرطبة بعض وصول عدد كبير من التعزيزات العسكرية إليها.
وقال الراوي إن القوات الأمنية العراقية تتقدم باتجاه مركز مدينة الرطبة بقيادة اللواء إسماعيل المحلاوي قائد عمليات الأنبار. بدوره أفاد قائمقام الرطبة عماد الدليمي، أن قطاعات الجيش تعيد انتشارها مرة أخرى داخل القضاء وتم إحكام السيطرة على بعض أحيائه. وأشار الدليمي إلى أن هناك عدداً من قناصة تنظيم داعش المنتشرين فوق أسطح المباني يتم التعامل معهم من قبل طيران التحالف الدولي وطيران الجيش.
وكان تنظيم «داعش» قد هاجم بلدة الرطبة التي تبعد 360 كيلومتراً عن بغداد، وقال إن عناصره سيطروا بالكامل على البلدة.
مصادر محلية في المدينة قالت إن وحدات من الجيش العراقي أعادت انتشارها في المنطقة.
من جهة أخرى حذرت إيران، الاثنين، على لسان بهرام قاسمي المتحدث باسم خارجيتها، السلطات التركية من مغبة وجودها العسكري في العراق والمشاركة في عملية استعادة الموصل.
وقال قاسمي الذي كان يتحدث للصحافة الإيرانية إن مشاركة أي دولة في محاربة الإرهابيين بالعراق، لابد أن تتم بالتنسيق مع السلطات العراقية والحصول على موافقتها، بحسب ما جاء في وكالة «ايسنا» الطلابية.
ووصف المتحدث الإيراني استقرار القوات التركية في قاعدة بعشيقة شمال الموصل بأنه أمر «مستهجن وخطير»، وأنه «بدعة.. وربما في نهاية المطاف يصيب أولئك الذين لم يراعوا الأمر»، على حد وصف المسؤول الإيراني.
هذا فيما أعلنت تركيا، الاثنين، أن قواتها في شمال العراق تساعد قوات «البيشمركة» في عملياتها العسكرية على مدينة الموصل، وأن مدفعيتها تساعد القوات الكردية قرب معسكر بعشيقة الذي تتمركز فيه القوات التركية.
من جانبه حذر حسن نصر الله، زعيم ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، الحليف الأكبر لإيران، السلطات التركية من تواجد قواتها في شمال العراق، بحسب ما ذكرت وكالة «أسوشيتد برس».
وقال نصر الله: «بعد كل الصراع الذي خاضه العراقيون حول الموصل، تأتي تركيا وتقول الموصل للأتراك ويجب أن ترجع إلى الأتراك».
وادعى نصر الله أن الأتراك أيضاً قالوا عن «مدينة حلب قبل ذلك إنها تركية وليست سورية».
وسبق أن انتقد حسن نصر الله الموالي لإيران السلطات التركية، بسبب مواقف أنقرة تجاه النظام السوري، حيث تؤكد تركيا أنها تريد إسقاط النظام السوري، وأن الأسد فقد شرعيته بعد أن تلطخت يداه بدم الشعب السوري.
وحول اتهام انتهاك السيادة العراقية، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد أنه يحترم السيادة الوطنية العراقية والحدود الجغرافية للدول المجاورة لبلاده.
من جانب اخر يبحث في باريس وزراء دفاع 13 دولة من أعضاء في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وهي فرنسا، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، هولندا، أستراليا، إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا، الدنمارك، النرويج، بلجيكا، نيوزلندا وكندا.
وسيبحث الاجتماع سير العمليات العسكرية التي تشنها القوات العراقية، ومنها قوات من البيشمركة الكردية، وأداء مسلحي داعش في الموصل، كما سيبحث وزراء دفاع التحالف الخطة التي يجب وضعها بالتعاون مع القوات العراقية لطرد داعش من الموصل، والوضع في مدينة الرقة التي يطالب الفرنسيون بفرض حصار عليها قبل مهاجمة التنظيم فيها. وأعلنت الرئاسة الفرنسية «الإليزيه» أن الرئيس، فرنسوا هولاند، سيفتتح هذا الاجتماع.
وأوضح البيان أن الاجتماع سيعقد برئاسة وزيري الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، والأميركي آشتون كارتر، لبحث وتقييم جهود التحالف الدولي لاستعادة مدينتي الموصل في العراق والرقة في سوريا.
ومن المقرر أن يعقد وزيرا الدفاع الفرنسي ونظيره الأميركي مؤتمرا صحافيا عقب الاجتماع، لاستعراض النقاط التي جرى تناولها.
يذكر أن القوات العراقية، مدعومة بطائرات التحالف، بدأت عملياتها يوم الاثنين الماضي، لاستعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، الذي يسيطر على المدينة منذ منتصف 2014.
وكان وزراء دفاع التحالف التقوا في باريس في 20 يوليو الماضي، لمناقشة سير العمليات ضد التنظيم.