
عواصم - «وكالات» : قالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية جون كيري عبر عن قلقه لنظيره الروسي سيرغي لافروف، الاثنين، بشأن تجدد القتال والغارات الجوية في مدينة حلب السورية بعد توقف القتال لعدة أيام.
وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس إن لافروف ناقش مع كيري الوضع في سوريا في مكالمة هاتفية واتفقا على أن يواصل الخبراء البحث عن سبل لتسوية أزمة حلب.
وقالت الوزارة في بيان إن لافروف أبلغ كيري بأنه يجب على الولايات المتحدة الوفاء بالتزاماتها بفصل جماعات المعارضة المعتدلة عن «الإرهابيين» في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جون كيربي، عن كيري ولافروف: «تحدثا عن أهمية استمرار المباحثات المتعددة الأطراف في جنيف وكيفية... الوصول إلى وقف جاد للاقتتال وتوصيل المساعدات الإنسانية».
وقال كيربي إن كيري عبر خلال الاتصال الهاتفي عن القلق من تجدد الضربات الجوية والهجمات البرية من جانب قوات الحكومة السورية وداعميها الروس في حلب بعد توقف القتال عدة أيام.
وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية لم تصل بعد إلى المحاصرين في حلب برغم توقف القتال.
ورداً على سؤال عما إذا كانت المحادثات المتعددة الأطراف بخصوص سوريا في جنيف قد حققت تقدما اكتفى كيربي بالقول إن الحوار «مستمر» وإنه ليس لديه أنباء أخرى ليعلنها.
وبدأت الولايات المتحدة وروسيا المحادثات المتعددة الأطراف بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توسطتا فيه في سبتمبر. وعلقت الولايات المتحدة بعد ذلك المحادثات الثنائية مع روسيا متهمة موسكو بعدم الوفاء بالتزاماتها.
من جانب اخر دارت اشتباكات عنيفة بين المعارضة السورية وقوات النظام على عدد من محاور القتال في حلب الاثنين، بتركيز على جبهتي الشيخ سعيد، والعامرية جنوب المدينة حيث ينفذ النظام هجوماً واسعا على ذلك المحور في مدينة حلب.
وتأتي الاشتباكات في محاولة من النظام التقدم والسيطرة على مواقع استراتجية في حلب.
فيما دارت اشتباكات مماثلة بين المعارضة وقوات النظام على أطراف مشروع 1070 في جنوب حلب، بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي.
إلى ذلك، شنت الطائرات الروسية غارات جوية مكثفة على بلدتي أورم الكبرى، والمنصورة بريف حلب الغربي، بالتزامن مع قصف جوي طال جمعية الهادي.
كما استهدف الطيران الحربي بالصواريخ الفراغية منطقة الراشدين في حلب، وسط قصف بالقنابل العنقودية من الطيران الروسي على بلدة كفرداعل غرب مدينة حلب.
من جهة أخرى قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، أمس الثلاثاء، إن مجموعة بحرية قتالية روسية يعتقد أنها تتجه إلى سوريا يمكن أن تستغل في استهداف المدنيين في حلب المحاصرة.
وأضاف: «قد يتم استغلال المجموعة القتالية لزيادة قدرة روسيا على المشاركة في عمليات قتالية فوق سوريا وتنفيذ المزيد من الضربات الجوية على حلب».
وقال في مؤتمر صحافي: «الخوف هو استغلال هذه المجموعة لزيادة الضربات الجوية ضد المدنيين في حلب».
من جهة أخرى أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، بأن القوات الحكومية تواصل تقدمها في ريف حلب الجنوبي بشمال البلاد.
وأوضح المرصد أن القوات، التي كانت قد سيطرت أمس على تلة البازو، عادت لتسيطر مساء على تلة أحد بالقرب من تلة مؤتة لتتقدم أكثر باتجاه خان طومان.
وذكر أن التقدم جاء في ظل قصف للطيران الحربي واشتباكات بين القوات الحكومية والقوات الموالية لها من جانب، وبين فصائل مسلحة وإسلامية من جانب آخر.
من جانب اخر أكد الجيش الروسي الثلاثاء أن الطائرات السورية والروسية، لم تنفذ أي ضربة على حلب في الأيام السبعة الأخيرة، على الرغم من انتهاء الهدنة التي أعلنت في نهاية الأسبوع.
وقال ناطق عسكري روسي إيغور كوناشينكو في بيان: «خلال الأيام الـ7 الأخيرة، توقفت كل طلعات سلاحي الجو الروسي والسوري، لم تتجه الطائرات إلى المدينة ولم تنفذ ضربات».
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قصف مدفعي وضربات جوية استهدفت شرق حلب منذ انتهاء الهدنة.
وذكر الناطق باسم الجيش الروسي أن 6 ممرات تسمح لمدنيين بالخروج من المدينة، ما زالت تعمل وسلكها 48 طفلاً وامرأة مساء الإثنين.
وكان الإعلام الرسمي السوري، أعلن مساء الإثنين خروج 48 شخصاً من الأحياء الغربية لحلب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة، نحو الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.
واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن إعلان هدنة إنسانية جديدة في مدينة حلب أمر غير مطروح.
وأعلنت موسكو الهدنة الأخيرة من طرف واحد، مشيرة إلى أن الهدف منها خروج من يرغب من السكان والمقاتلين من الأحياء الشرقية، حيث يعيش نحو 250 ألف شخص، وتم تحديد 8 معابر لذلك، لكن لم يغادر أحد المنطقة، كما لم تتم عملية إجلاء الجرحى.
واتهمت قوات النظام وموسكو فصائل المعارضة بمنع الناس من المغادرة، بينما عبر سكان عن خوفهم من الخروج لعدم ثقتهم بالنظام وبموسكو حليفته، ولخوفهم من التعرض للقنص أو القصف.