عدن - «وكالات» : أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف اليوم، الاثنين، مركز تجنيد تابعا للجيش في مدينة عدن جنوب البلاد، وقتل نحو 60 شخصاً، وفق ما أفادت مصادر طبية لوكالة «فرانس برس».
وقال مسؤول في أجهزة الأمن إن انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجر نفسه قرب تجمع لمتطوعين ينتظرون للانضمام إلى الجيش، على مقربة من مدرسة في شمال المدينة الساحلية.
كما أشارت مصادر طبية في 3 مستشفيات بالمدينة، هي أطباء بلا حدود والوالي والنقيب، إلى أن حصيلة الهجوم وصلت إلى 60 قتيلاً، من بينهم عدد كبير من المصابين الذين توفوا متأثرين بجروحهم.
وشهدت عدن خلال الأشهر الماضية سلسلة تفجيرات تبنى عدداً منها تنظيما «القاعدة» و «داعش».
من جانب آخر تمكّن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من السيطرة على جبل المنعم ومنطقة موكنة في الربيعي غرب مدينة تعز.
وقُتل وأصيب العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، في وقت سابق، إثر معارك عنيفة تشهدها جبهات تعز.
وكان طيران التحالف العربي قد قصف تجمعاً للميليشيات على مفرق شرعب شمال غرب المدينة، فيما نجحت المقاومة الشعبية والجيش الوطني في صد هجوم للمتمردين في مديرية مقبنة غرب مدينة تعز، والصَلو جنوب المدينة.
من ناحية أخرى ثمّن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي النجاحات العسكرية التي حققها الجيش الوطني والمقاومة، كما جدد ترحيب الحكومة بمساعي الحل شريطة توافقها مع المرجعيات. وعلى العكس جاء موقف الانقلاب الذي رفض ضمناً واحداً من أهم بنود خارطة الطريق وهو تسليم الصواريخ كما ربط العودة للتفاوض بوقف الهجمات.
يأتي ذلك فيما حقق الجيش الوطني تقدما جديدا في المعارك الدائرة على جبهة نهم شمال شرق صنعاء، حيث أحكمت قوات الشرعية سيطرتها على عدد من المواقع التي كانت في قبضة الميليشيات.
بالتزامن، شنت مقاتلات التحالف العربي غارات جوية على مواقع للحوثيين بمديريتي «كتاف» و»باقم» بمحافظة صعدة، ما أسفر عن مقتل القيادي الحوثي حمود النصر ومرافقيه.
من جانبها، تواصل الميليشيات اعتداءاتها على المدن اليمنية ومحاولات استهداف الحدود السعودية.
وفي محيط تعز تتواصل العمليات العسكرية فالميليشيات مستمرة بالدفع بتعزيزات كبيرة على مختلف الجبهات وتزيد من قصفها المدفعي للأحياء الشرقية للمدينة، في حين تواصل المقاومة والجيش الوطني صد الهجمات العكسية للانقلابيين في الجبهة الغربية.
في الأثناء جرت اشتباكات متقطعة في الجبهات جنوب محافظة تعز المتاخمة لمحافظة لحج حيث دار تبادل قصف مدفعي بين المقاومة والميليشيات في جبهة حيفان وتعرضت مدينة التربة لقصف بصواريخ الكاتيوشا من قبل المليشيات دون ضحايا.
من جهة أخرى رغم المهرجانات التي حشد لها تحالف الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح لتأييد تشكيل الكيان الانقلابي المسمى بـ»المجلس السياسي الأعلى» وكذلك ما تروج له وسائل إعلام الحليفين من أن المجلس يمثل عنوانا بارزا لتماسك الجبهة الداخلية، إلا أن ما يدور خلف الكواليس على النقيض من ذلك تماماً، وفقاً لمعلومات مصادر مطلعة.
وبحسب المصادر فإن تياراً متشدداً داخل جماعة الحوثي لا يزال يبدي معارضة شديدة لخطوة تشكيل ذلك المجلس، ويعتبر أن صالح يمكن أن يغدر بحلفائه في أي لحظة، وأن هدفه هو احتواء الحوثيين واستعادة نفوذ حزبه والقوات الموالية له.
وكان زعيم المتمردين ألقى خطاباً متلفزاً بعد يوم واحد من الاتفاق على تشكيل المجلس الانقلابي قال فيه إن «الذين لم تعجبهم هذه الخطوة عليهم أن يضربوا برؤوسهم في الصخر».
ورأى مراقبون أن تلك الرسالة كانت موجهة لتيار في جماعته وليس لخصومه، وهو ما يعزز المعلومات التي تسربت إلى المصادر المطلعة عن وجود خلافات عميقة بين الحوثيين بشأن الموقف من تقاسم السلطة الانقلابية مع المخلوع صالح وحزبه.
وأيضاً - وفقاً للمصادر المطلعة - هناك تيار واسع داخل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه المخلوع، معارض للشراكة التي تأسست بين حزبهم وبين جماعة الحوثي بناء على اتفاق تشكيل ما سمي بالمجلس السياسي الأعلى.
وينطلق هؤلاء في معارضتهم من كون جماعة الحوثي ومنذ انقلابها وإصدارها ما سمي بـ» الإعلان الدستوري» وتشكيلها ما كان يسمى بـ» اللجنة الثورية العليا» مطلع فبراير2015 ، عملت على تدمير مؤسسات الدولة وإدماج عشرات الآلاف من عناصرها كموظفين في الجهازين المدني والعسكري ، وإقصاء أغلب القيادات والمسؤولين ومعظمهم من حزب المؤتمر وتعيين حوثيين بدلاً عنهم ، وايصال الوضع الاقتصادي والمعيشي إلى مستوى كارثي، وبالتالي فإن الاتفاق شكل إنقاذا للحوثيين من تحمل مسؤولية وتبعات كل ذلك وألقى بجزء من المسؤولية على حزب المؤتمر الشعبي العام.
وقراءة لذلك يرى المحلل السياسي محمد سلطان أن اتفاق الشراكة للسلطة الانقلابية بين الحوثيين والمخلوع شبيه بالشراكة التي تأسست بين حزب صالح والحزب الاشتراكي عقب قيام الوحدة بين شمال وجنوب اليمن عام 1990 ، حيث مثلت الوحدة هروبا لحكام الجنوب من مآل السقوط الذي كان مصير الأحزاب الاشتراكية الحاكمة بعد ظهور البيروسترويكا وتفكك الاتحاد السوفييتي، فيما كان صالح يستهدف توسيع نفوذه وسلطته مستفيدا من انهيار الاشتراكيين.
وتابع بالقول: «ما حدث آنذاك هو صراع مؤسساتي ومسلسل اغتيالات لينتهي الأمر إلى حرب صيف 1994، والفترة القادمة من المرجح أن تشهد صراعاً بين الحليفين الانقلابيين وربما مواجهات بينهما».