
عدن - «وكالات» : تحاول الميليشيات الحوثية عكس الحقائق وإيهام اليمنيين أنها تخوض حرباً ضد التحالف العربي، خاصة السعودية التي تحاول استفزازها عبر إطلاق صواريخ على حدودها لدفعها للرد.
لكن الانقلابيين لم يستطيعوا إقناع الكثير من اليمنيين الذين يرون أن الميليشيات تخوض حروباً عبثية ضد أبناء الشعب اليمني في مختلف المحافظات.
ففي خريف العام 2014 تساقطت الأوراق فكشفت زيف ادعاءات المتمردين الحوثيين ليتضح أنهم باحثون عن السلطة وأنهم وجدوا ضالتهم في إعلان الحكومة اليمنية رفع الدعم عن المشتقات النفطية ليظهروا بمظهر الحريص على مصالح الشعب اليمني، لكنها كانت مجرد واجهة أعدت الميليشيات خلفها لانقلاب تسيطر فيه على البلاد.
وفي 21 سبتمبر سقطت العاصمة صنعاء بيد الانقلابيين، ليبدأ انهيار الدولة على يد الميليشيات، بعد أن وضع الانقلابيون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزراء قيد الإقامة الجبرية، وشنت الميليشيات حروبها العبثية، ولم يعد لديها الوقت لبحث أسعار المشتقات النفطية التي خرجت من أجلها يوماً فارتفعت الأسعار إلى 10 أضعاف أحيانا بعد أن كانت الزيادة بنسبة 20 في المئة.
وقد دفع هذا الانقلاب الحكومة الشرعية إلى الاستعانة بالأشقاء فكانت عاصفة الحزم التي نفذها التحالف العربي بقيادة السعودية. وحاول الحوثيون كعادتهم استعطاف الكثيرين بالحديث عن حرب تخوضها للدفاع عن اليمن في وقت تمارس الميليشيات قمعاً غير مسبوق ضد اليمنيين. حديث تلاه قتل وتشريد واعتقالات بالجملة لنشطاء وقيادات حزبية وصحافيين، إضافة إلى تفجير دور عبادة ومنازل المعارضين، بدأت بعدها المقاومة الشعبية وعناصر من الجيش الوطني الوقوف أمام التنكيل بالشعب اليمني.
ولتشتيت وإبعاد الأنظار عن الجرائم التي ترتكبها بحق اليمنيين، سعت الميليشيات لاستهداف مناطق حدودية مع السعودية لاستفزاز التحالف، خاصة المملكة والدفع بها إلى الرد، للتأكيد للرأي العام أن الحرب سعودية يمنية. إنما الحقيقة أن الميليشيات نشرت الموت والدمار لمن أراد الوقوف أمام انقلاب جماعة متمردة تقول إنها ظلمت إبان حكم النظام السابق، ويبدو أنها قررت أن تنشر الظلم في أرجاء البلاد.
من جانب اخر حقق الجيش اليمني والمقاومة الشعبية تقدما كبيرا في جبهة نهم شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، وسيطر على مواقع جعلت مطار صنعاء في مرمى مدفعية وصواريخ المقاومة.
وجاء التقدم على جبهة نهم على خلفية صد هجوم للميليشيات حاولت فيه الالتفاف على منطقة الفرضة، حيث تشهد المنطقة حشودا متبادلة.
وقالت مصادر عسكرية إن المواجهات امتدت إلى منطقة المديد مركز مديرية نهم، إثر سيطرة الجيش على جبلي المحجر والمنار الاستراتيجيين.
كما سيطر الجيش على جبل المنصاف الذي يقع بين جربتي ملح وعيدة، ووادي المليل المطل على طريق المدفون.
وأشارت مصادر عسكرية إلى أنه بهذا التقدم بات مطار صنعاء على مرمى نيران الجيش والمقاومة.
كما استهدفت طائرات التحالف تعزيزات للميليشيات في طريقها إلى نهم شمال شرق صنعاء وصرواح وجبل هيلان غرب مأرب ومديرية ذوبان شمال باب المندب.
من ناحية أخرى أعلن الجيش الوطني اليمني إحباطه لمحاولة تهريب كمية من المخدرات عبر الحدود إلى السعودية من منطقة ميدي في محافظة حجة. وهذه ثاني محاولة هذا الأسبوع حيث أعلن الجيش ضبطه قبل أيام لنصف طن من الحشيش المخدر حاولت ميليشيات الحوثي تهريبها إلى السعودية.
ونجحت الفرق الراجلة من كشف المواد المخدرة، عندما خبأها المتسللون في حفرة بين الأشجار، لتهريبها إلى السعودية حيث تم استخراج المواد المحظورة وحرقها.
وأعلن الجيش الوطني اليمني ضبطه لعصابة حوثية كانت تسعى لتهريب نصف طن من المخدرات إلى السعودية قبل أيام في المنطقة نفسها.
وحسب مصدر عسكري لقي أربعة من أفراد العصابة حتفهم فيما تم القبض على أحدهم أثناء مهاجمتهم مواقع الجيش الوطني لتسهيل محاولة التهريب. وأضاف المصدر أنه تم تسليم المقبوض عليه مع المضبوطات للجهات المختصة.
يذكر أن زعيم المتمردين الحوثيين أفرج مؤخرا عن حوالي سبعين سجينا بمحافظة حجة من المتهمين بتهريب المخدرات، الأمر الذي يؤكد تورط الجماعة في إدارة شبكة تهريب المخدرات إلى دول الجوار.